يبحث كبار مزارعي الفراولة بمحافظة القليوبية، غدا أزمة انخفاض الأسعار التي ضربت محصولهم بنسبة 58%، مقارنة مع مطلع نوفمبر الماضي بما هي عليه الآن.
كما يبحث المشاركون في الاجتماع إنشاء جمعية لمنتجي ومصدري الفراولة، على غرار الجمعيات النوعية للبصل والبطاطس بعد البدء في المشاورات التأسيسية .
وقال محمد عبدالستار النقيب العام للفلاحين، إن الفراولة المصرية تعتبر من أهم المحاصيل التصديرية للعديد من الدول العربية والأوروبية، كونها فاكهة خفيفة ومحببة تدخل في صناعة الكثير من الحلويات، وأيضا في مستحضرات التجميل بالخارج.
58 % انخفاضا في الأسعار
وأكد النقيب أن المئات من مزارعي الفراولة اشتكوا للنقابة من تراجع أسعار الفراولة التصديرية بنسبة 58%؛ ما أدخلهم في أزمة كبيرة حيث طالبتهم الشركات المصدرة مطلع الأسبوع الماضي بتخفيض سعر التسليم الذي كان ساريا مطلع نوفمبر .
وحذر في تصريحات له اليوم السبت، من انهيار أسعار الفراولة بداية من هذا الموسم، بسبب تجاهل وزارة الزراعة لهم، وعدم وجود كيان يضمن مصلحة الفلاح في مواجهة المصدرين، وتحول المزارعين لمضغة في أفواه المصدرين.
وأوضح عبدالستار أن عدم وجود مواصفة موحدة تسببت في انهيار أسعار الفراولة، بداية من سعر الكرتونة الذي انخفض إلى 50 جنيها مقابل 120 جنيها خلال الفترة الماضية بوزن 2 كيلو لافتا إلى أن الشركات تتضارب على المزارعين، لعدم وجود إطار عام حول احتياجات الأسواق الخارجية.
ولفت، إلى أن المصدر سواء كان المنتج مرتفع أو منخفض في السعر لا يفرق بالنسبة له، مشددا على ضرورة وضع إطار هيئة اعتماد للمواصفة التصديرية للمنتج المصري.
ويعقد كبار مزارعي الفراولة اجتماعا غدا في القليوبية في طوخ لبحث تلافي الأضرار بما يمثل فرصة ذهبية للمزارعين لتوحيد مطالبهم وعرضها علي الحكومة والوقوف أمام “المتلاعبين والمحتكرين”.
وأكد احمد محمود مزارع فراولة أنه تم عقد اجتماع يوم الأحد الماضي تم بموجبه وقف صدور أية قرارات منفردة وتوسيع قاعدة الاجتماع غدا لمشاركة أكبر عدد من المزارعين فيه .
ولفت إلى أن إنتاج الفراولة يحتاج من 8 إلي 9 أشهر يتكبد فيها المزارع الكثير وينفق مبالغ كبيرة أكبرها على العمالة الكثيفة التي تحتاجها رعاية الفراولة، فلو كان فدان الفراولة يتكلف 100 ألف جنيه فإن نصف تلك التكلفة تذهب إلى العمالة فقط.
تأسيس جمعية نوعية للمحصول
وأضاف، أن عددا من المجتمعين قد بدأوا في الشروع فعليا في تأسيس الجمعية العامة لمزارعي ومنتجي الفراولة ليكون لهذه الصناعة صوت مسموع وكلمة موحدة من خلال تلك الجمعية .
وأكد الدكتور عادل الغندور عضو جمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية “هيا ” انهيار اسعار الفراولة عالميا نتيجة ظهور المنتج في الأسواق المحلية في أوروبا والولايات المتحدة، مشيرا إلي أن الشركات لا يمكنها ان تخفض السعر دون حدوث انخفاض في الأسعار العالمية .
وأوضح أن الدول الأجنبية عند ظهور منتج الفراولة، تفرض جمارك كبيرة علي المنتج المستورد لحماية المزارعين المحليين، مطالبا بتطبيق الزراعة التعاقدية بين المزارعين وهذه الشركات.
وأكد حمدي عبده مزارع فراولة أن موسم تصدير الفراولة من أهم مصادر الدخل الزراعي ويعول عليه العاملون كثيرا، كما يوجد 30 ألف فدان فراولة مزروعة في مصر توفر دخل مباشر لما يقرب من 3 ملايين فرد بشكل يومي .
الفراولة من أكثر المحاصيل حاجة للعمالة
وأكد حمدي أن سبب ازمة مزارعي الفراولة، أن هناك قررت مجموعة من شركات تصدير الفراولة خفض سعر “الكرتون” إلى 50 جنيها مقابل 120 لوزن الـ 2 كيلو وهذا أقل بكثير من التكلفة الفعلية للزراعة والتعبئة والعمالة، حيث تعتبر الفراولة أكثف المحاصيل التي تحتاج عمالة يومية بواقع 5 عمال يوميا في الفدان الواحد في القترة من سبتمبر إلى يونيو من كل عام.
مزارعو الفراولة المعدة للتصدير كانوا قد تلقوا صدمة بعد أن خفضت الشركات المصدرة لإنتاجهم الأسعار بنسبة 58% وأكثر قبل أيام دون إخطار أو وجود مبررات لخفض السعر كما أكد مزارعون متعاملون مع تلك الشركات المسيطرة على الجزء الأكبر من سوق تصدير الفراولة والسبب رفض شحنة فراولة تابعة لإحداها في إنجلترا لعدم مطابقتها للمواصفات.. وتحاول الشركات تجميل وجهها وتعويض خسائرها على حساب المزارعين.
وطالب بتدخل مؤسسات الدولة لحماية موسم التصدير والمزارعين من تلاعب الشركات الكبيرة، رغم تحمل المزارع كل رسوم وخطوات التكويد وتحمل رسوم هيئة سلامة الغذاء.