تخطط شركات هيونداى موتور وكيا موتورز وهيونداى موبيس الكورية الجنوبية، لاستثمار 4 مليارات دولار، منها 1.6 مليار نقداً ومصادر بحثية بقيمة 400 مليون دولار، والباقى أجهزة وبرامج تكنولوجية مع شركة أبتيف الإيرلندية لتطوير مشروع مشترك لإنتاج سيارات ذاتية القيادة.
وذكرت وكالة رويترز، أن هيونداى موتور وحدها سوف تستثمر 1.6 مليار دولار فى تطوير تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة مع شركة أبتيف فى أكبر استثمار لشركة كورية جنوبية خارج بلادها، لأول مرة فى تاريخها، فى محاولة منها للحاق بالشركات المنافسة التى تسعى لقيادة سوق هذا النوع من السيارات المبتكرة.
وتأخرت الشركات الكورية عن دخول مجال السيارات الكهربائية وذاتية القيادة التى اتجهت إليها العديد من شركات السيارات العالمية، والشركات الموردة لمستلزمات إنتاجها ولاسيما الألمانية واليابانية والأمريكية والتى نجحت فى تكوين تحالفات لتطوير تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة من خلال المشاركة فى التكاليف الضخمة والتقنيات اللازمة لها .
ومن المقرر أن تساهم شركة أبتيف التى تتخذ من مدينة دبلن مقرا لها والتى ستملك %50 من المشروع المشترك بتكنولوجيا القيادة الذاتية وحقوق الملكية الفكرية وحوالى 700 خبير يركزون على تطوير الحلول والتطبيقات اللازمة للمركبات ذاتية القيادة.
وأكد كيفين كلارك الرئيس التنفيذى لشركة أبتيف وإيوسون شونج نائب الرئيس التنفيذى لشركة هيونداى أن المشروع المشترك سيعتمد على بيانات و شبكات خاصة به و أن اختبار نظم القيادة الذاتية لن يتم اختبارها إلا العام القادم بينما سيبدأ إنتاج السيارات ذاتية القيادة و توفير منصات تشغيلها و تشغيل روبوتات التاكسيات بحلول عام 2022 وطرحها على نطاق تجارى فى 2024.
وقال إيوسون شونج إنه إذا كانت شركة أوبر الأمريكية لتطبيقات سيارات الأجرة وذاتية القيادة طورت تكنولوجيا خاصة بها إلا أن تكنولوجيا المشروع المشترك الحالى سيكون أفضل منها لدرجة أن أوبر نفسها ستصبح من عملائها خلال السنوات القليلة القادمة.
ويركز المشروع المشترك الكورى الأيرلندى على تكنولوجيا القيادة الذاتية لسيارات الركوب، كما أعلن كيفين كلارك، ولكن إيوسون شونج يأمل أن تساعد المشاركة مع أبتيف فى إنتاج سيارات تجارية وشاحنات ثقيلة ذاتية القيادة يمكنها السفر لمسافات طويلة بين المدن.
ويسعى أيضا التحالف المشترك بين شركات كوريا الجنوبية والشركة الأيرلندية إلى تطوير منتجاتها المبتكرة و تصديرها لأسواق كبرى فى أنحاء آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وربما يتجه هذا التحالف لعقد شراكات أخرى مع بعض الدول فى هذه الأسواق الخارجية.
واتفقت الشركات الكورية مع شركة أبتيف على أن يكون موقع المشروع المشترك فى مدينة بوسطن الأمريكية لتستفيد من مراكز التكنولوجيا المتقدمة فى الولايات المتحدة علاوة على المراكز الآسيوية ولاسيما أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أكد قبل اجتماعه مه مون جاى إن رئيس كوريا الجنوبية أن التحالف مع الشركة الأيرلندية سيعزز التعاون بين واشنطن وسيول.
وكانت شركة أبتيف التى تنتج مكونات سيارات و تكنولوجيا للسيارات ذاتية القيادة معروفة سابقا باسم ديلفى أوتوموتيف و لكنها انقسمت فى عام 2017 إلى شركتى أبتيف للسيارات و ديلفى للتكنولوجيا.
وجاء فى تقرير لبنك ديوتش الألمانى أن السيولة النقدية التى ستضخها شركة هيونداى سوف تساعد شركة أبتيف على توفير التمويل الذى تحتاجه على الأجل القصير ولكنه يرى أن المشروع المشترك قد يجعل شركات السيارات الأخرى غير قادرة على الحصول فى المستقبل على نظم القيادة الذاتية من الشركة الأيرلندية.
وتحظى شركة أبتيف بعملاء كبار من أنحاء العالم مثل جنرال موتورز الأمريكية وفولكس فاجن الألمانية وفيات الإيطالية كما أن هيونداى من عملائها أيضا كما ذكر المتحدث الرسمى للشركة الكورية.
وأعلنت شركة نافيجانت ريزيرش لأبحاث أسواق السيارات أن شركة أبتيف تحتل المركز الرابع فى قائمة أفضل عشر شركات إنتاج نظم القيادة الذاتية على مستوى العالم بعد وايمو وجنرال موتورز وفورد موتور الأمريكية ولكن هيونداى ليست بين أعضاء هذه القائمة.
ويدل استثمار هيونداى – التى تحتل المركز الخامس مع شقيقتها كيا من حيث المبيعات – فى هذا المشروع على أنها هجرت استراتيجية تطوير التكنولوجيا فى كوريا الجنوبية وبدأت تتجه للاستثمار خارج بلادها لتستفيد من خبرات وتمويلات الشركات الأجنبية الأخرى لدرجة أنها اشتركت منذ حوالى عام مع شركات منافسة فى سلسلة استثمارات فى قطاع التكنولوجيا ومنها شركة أورورا المبتدئة لتكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة.
وأعلنت شركة هيونداى فى فبراير الماضى عن استثمار 14.7 تريليون وان (12.3 مليار دولار) فى تكنولوجيات المستقبل ومنها القيادة الذاتية و تطبيقات المشاركة فى ركوب السيارات بحلول عام 2023 كما تعاونت هيونداى مع كيا العام الماضى فى استثمار 300 مليون دولار فى شركة أولا الهندية لسيارات الأجرة و 275 مليون دولار فى شركة جراب السنغافورية للتاكسيات.