تحالف استراتيجى بين جوجل وماستركارد للاستفادة من بيانات العملاء

■ إيرادات الإعلانات بلغت 95.4 مليار دولار العام الماضى خالد بدر الدين عقدت شركة جوجل الأمريكية صاحبة أكبر محرك بحثى فى العالم، شراكة سرية بعد حوالى أربع سنوات من المفاوضات مع شركة ماستركارد للبطاقات الائتمانية، تمنح جوجل مزايا غير مسبوقة تمكنها من قياس إنفاق حوالى مليارى مستهلك حول العالم

تحالف استراتيجى بين جوجل وماستركارد للاستفادة من بيانات العملاء
جريدة المال

المال - خاص

11:55 ص, الأثنين, 3 سبتمبر 18

■ إيرادات الإعلانات بلغت 95.4 مليار دولار العام الماضى

خالد بدر الدين

عقدت شركة جوجل الأمريكية صاحبة أكبر محرك بحثى فى العالم، شراكة سرية بعد حوالى أربع سنوات من المفاوضات مع شركة ماستركارد للبطاقات الائتمانية، تمنح جوجل مزايا غير مسبوقة تمكنها من قياس إنفاق حوالى مليارى مستهلك حول العالم ضمن استراتيجيتها لتعزيز أنشطتها ضد الشركات المنافسة، مثل أمازون، وفيسبوك وغيرها.

وذكرت وكالة بلومبرج أن الاتفاقية التى لم يعلن عنها أحد من قبل سوف تثير مخاوف انتهاك شركات التكنولوجيا العالمية، مثل معرفة بيانات ومعلومات عن المستهلكين بدون علمهم، وبدون السماح بذلك، للاستفادة من ضخامة الشركات التى تعلن عن منتجاتها على جوجل الذى يرتفع نشاط الإعلانات على مواقعه بمعدل نمو %20 سنويا، ليبلغ أكثر من 95.4 مليار دولار العام الماضى.

كانت شركة جوجل قد اتفقت مع الشركات الإعلانية العام الماضى على إمكانية الوصول إلى أداة جديدة وفعالة تسمى قياس مبيعات المتاجر  SSM، لتتبع ما إذا كانت الإعلانات التى عرضوها عبر الإنترنت قد أدت إلى زيادة المبيعات فى تلك المتاجر فى السوق الأمريكية لأنها تمتلك حق الوصول إلى ما يقرب من %70 من بطاقات الائتمان والخصم للمستهلكين الأمريكيين.

وأكدت مصادر لوكالة بلومبرج أن شركة جوجل دفعت مبالغ ضخمة لشركة ماستركارد للحصول على معلومات عن إنفاق عملائهم البالغ عددهم 2 مليار شخص، والذىن ليسوا على دراية بهذا التتبع، وقد أخبرت الشركات الإعلانية العملاء عن تلك الصفقة الخفية.

وتوصلت شركة جوجل إلى طريقة مثالية لربط الإعلانات عبر الإنترنت بمشتريات المتاجر من خلال بيانات بطاقات الائتمان، بعد أن جرت مفاوضات سرية دامت لحوالى أربع سنوات من أجل التوصل إلى شراكة تجارية بين جوجل وماستر كارد، وأعطت الصفقة جوجل قدرة غير مسبوقة لقياس إنفاق المستخدمين على متاجر البيع بالتجزئة.

وتحاول جوجل تتبع ما إذا كان عادات الشراء لدى حاملى بطاقات ماستر كارد فى الولايات المتحدة الأمريكى،ة قد تأثرت خلال العام الماضى بالإعلانات عبر الإنترنت، فيما يتعلق بعمليات الشراء التى تتم فى المتاجر الفعلية.

ولم تعلن شركتا جوجل وماستر كارد بشكل علنى عن الصفقة، كما أخفت الشركتان على عملائهما أن عمليات الشراء التى تتم فى المتاجر الفعلية يتم تتبعها من خلال تاريخ الشراء عبر بطاقة ماستر كارد، وترتبط بتفاعلات الإعلانات عبر الإنترنت غير أن  كل من جوجل وماستر كارد، بررت هذه الصفقة بأن البيانات مجهولة الهوية تهدف لحماية معلومات التعريف الشخصية.

كانت جوجل عملاق البحث دفعت لشركة ماستر كارد ملايين الدولارات من أجل الحصول على بيانات حول ما يشتريه الناس، واستخدمت هذه البيانات لإنشاء أداة تتبع، تشير إلى ما إذا كان الأشخاص الذين شاهدوا الإعلانات عبر الإنترنت قد ذهبوا لاحقًا لشراء منتج فى متجر تجزئة فعلي أم لا.

وأوضح المحللون بالتفصيل كيفية حدوث هذه العملية مع العميل الذى سجل دخوله إلى حساب جوجل على الويب ونقر على أحد إعلانات جوجل، حيث يستعرض هذا العمل منتجًا معينًا لكنه لا يشتريه، وفى حال استخدام العميل لبطاقة ماستر كارد من أجل شراء هذا المنتج عبر متجر فعلى خلال مدة تصل إلى 30 يومًا، فإن جوجل ترسل إلى المعلن تقريرًا عن هذا المنتج وفعالية إعلاناته.

ويجب على المستخدمين من أجل إلغاء الاشتراك إيقاف خيار «نشاط الويب والتطبيق«، الذى يتم تفعيله بشكل تلقائى، حيث يتحكم هذا الخيار فى ما إذا كان بإمكان عملاقة البحث جوجل تحديد إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمى بدقة من خلال بيانات الخرائط وعمليات البحث فى المتصفح، كما يتحكم فى ما إذا كان بإمكانها التحقق من عمليات الشراء التى تتم ضمن المتاجر الفعلية من خلال النشاط المتعلق بالإعلانات عبر الإنترنت.

وأوضح متحدث باسم جوجل أن معلومات المستخدمين الشخصية مخفية عن الشركة وشركائها، ورفض بدوره تأكيد الصفقة مع ماستر كارد، وقال فى بيان: «قبل إطلاق الأداة التجريبية فى العام الماضى، أنشأنا تقنية تشفير جديدة تمنع جوجل وشركائها من عرض معلومات الهوية الشخصية للمستخدمين المعنيين، ولا يمكننا الوصول إلى أى معلومات شخصية من بطاقات الائتمان والخصم الخاصة بشركائنا، كما أننا لا نشارك أى معلومات شخصية مع شركائنا».

بينما صرحت شركة ماستر كارد بأن الطريقة التى تعمل من خلالها شبكتها لا تسمح لها بمعرفة العناصر الفردية التى يشتريها المستهلك ضمن أى عربة تسوق مادية أو رقمية، ولا يتم تقديم أى معاملة فردية أو بيانات شخصية، وعند معالجة إحدى المعاملات، فإننا نرى اسم بائع التجزئة والمبلغ الإجمالى لعملية الشراء من قبل العميل فقط، وليس عناصر محددة.

جريدة المال

المال - خاص

11:55 ص, الأثنين, 3 سبتمبر 18