توقع عدد من التجار استمرار ثبات أسعار الحديد في مصر للشهر الخامس علي التوالي بالتزامن مع قيام البنك المركزي مؤخرًا بتثبيت سعر الفائدة خلال الشهر الجاري، مؤكدين أن دخول شهر رمضان واستمرار الركود في المبيعات يجبران المصانع على عدم رفع أسعارها لمنع مزيد من انخفاض المبيعات.
وأشاروا إلى أن هناك تراجعا في الطاقات الإنتاجية للمصانع خلال الفترة الحالية حيث تعمل بطاقات لا تتخطي 60% نتيجة الركود مع صعوبة تصريف المخزون لدي التجار، فيما يتراوح سعر الطن ما بين 35 إلى 39 ألف جنيه للطن للمستهلك خلال الشهر الجاري.
وقال أحمد الزيني رئيس شعبة مواد البناء بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن الاتجاه الأكبر في سوق مواد البناء هو استمرار التثبيت للشهر الخامس على التوالي نتيجة عدد من العوامل أبرزها وأهمها هو مواصلة سعر الفائدة لمستوياته بعد قيام البنك المركزي بتثبيت السعر منذ أيام وهو ما سيكون له تأثير على السوق المحلية.
وأوضح “الزيني” لـ “المال” أن أسعار الحديد في مصر تتراوح ما بين 35 إلي 39 ألف جنيه للطن للمستهلك فيما يسعي البعض لخفض سعر النولون والترويج للكميات لمحاولة تصريف المخزون بالمخازن .
وأشار إلى أنه من الطبيعي خلال شهر رمضان يتراجع الإقبال على أغلب السلع عدا الأكل والشرب والعلاج فقط ، وهو ما يؤكد استمرار الركود في المبيعات مما يدفع المصانع للإبقاء على نفس أسعارها.
فيما أكد عبدالخالق فرحات رئيس شركة “نيو دلتا” لتجارة مواد البناء، أن السوق تعاني منذ أشهر من هبوط المبيعات مما يبرز أهمية تثبيت سعر الحديد خلال شهر مارس المقبل بالتزامن مع استمرار توقف البناء في المحافظات مع صعوبة إصدار تراخيص البناء خلال الفترة الأخيرة ومنذ أشهر.
وأضاف “فرحات” لـ “المال” أن السوق المحلية تحتاج لمزيد من الحوافز في قطاع مواد البناء لتحريك الركود أبرزها هو فتح الحصول على تراخيص بشكل أسرع وإنهاء البيروقراطية الموجودة في الوحدات المحلية.
فيما قال خالد الدجوي رئيس شركة الماسية لتجارة الحديد إن أغلب المصانع تسعي لزيادة حجم صادراتها للأسواق الخارجية نتيجة هبوط حجم المبيعات في السوق المحلية للحفاظ على الطاقة الإنتاجية لها وحتي تستطيع الاستمرارية والوفاء بمتطلباتها من قروض وعمالة وغيرها.
وأشار”الدجوى” – في تصريحات لـ “المال” – إلى أن ثبات سعر الدولار في البنوك أمام الجنيه وتوافره لجميع المصانع يعد من عوامل استمرار تثبيت أسعار الحديد في مصر خلال الشهر المقبل، بالإضافة إلي أن أى زيادات في الأسعار ستعمق جراح التجار والسوق بشكل كبير.
وأكد وجود فجوة بين سعر بيع المصانع الصغيرة والمصانع الكبيرة المتكاملة، بالتزامن مع هدوء أسعار الخام والخردة في الأسواق الدولية واحتمالية وجود اتفاقية سلام بين روسيا وأوكرانيا خلال الفترة المقبلة مما سيدعم أسعار الخامات أيضًا.
وارتفع إنتاج مصر من الحديد والصلب أول 10 أشهر من العام الماضي ليقترب من 9 ملايين طن، بزيادة 5% مقارنة مع الفترة نفسها من 2023، وتتوزع الكميات المنتجة بين 7.5 مليون طن من حديد التسليح بنمو 10%، و1.4 مليون طن من مسطحات الصلب، فيما بلغ استهلاك السوق المحلية من حديد التسليح في نفس الفترة حوالي 5 ملايين طن، بزيادة طفيفة بنسبة 2% فقط.