شهد سعر البترول فى أسواق النفط العالمية، استقرارا اليوم الثلاثاء بعدما مُنيت بخسائر على مدى ثلاثة أيام نتيجة المخاوف من أن يقود تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا عالميا لعرقلة تعافي الطلب على الوقود، بينما تؤدي زيادة الإنتاج الليبي إلى وفرة في الإمدادات، بحسب وكالة رويترز.
وتباين أداء مؤشرى سعر البترول عالميا الخامين القياسيين اليوم الثلاثاء.
حيث تراجع سعر البترول بالنسبة لخام برنت في التعاملات الآجلة 4 سنتات أو ما يوازي 0.1 % إلى 42.58 دولار للبرميل، متعافيا من مستوى 42.19 دولار الذي هبط إليه في وقت سابق من الجلسة.
وارتفع سعر البترول بالنسبة للعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سنتا واحدا إلى 40.84 دولار للبرميل بعدما تراجعت في وقت سابق إلى 40.48 دولار.
وتجاوزت حالات الإصابة بكوفيد-19 أربعين مليونا يوم الاثنين وفقا لإحصاء رويترز مع تصاعد الموجة الثانية للمرض في أوروبا وأمريكا الشمالية لتقود لإجراءات عزل جديدة.
توقعات متشائمة بشأن سوق النفط
وقالت فاندانا هاري محللة الطاقة لدى فاندا إنسايتس “تخيم سحب قاتمة على سوق النفط من جديد”.
وتابعت: “صورة الطلب كانت ضعيفة بالفعل. تضررت معنويات الإمدادات يوم الإثنين بعد إحجام السعودية وروسيا عن الإشارة إلى إعادة النظر في زيادة الإنتاج التي تخطط لها أوبك+ في يناير”.
وفي اجتماع أمس الإثنين للجنة وزارية تضم منتجي أوبك ومنتجين متحالفين معها فيما يعرف بأوبك+، تعهدت المجموعة بدعم سوق النفط مع تنامي المخاوف من تزايد الإصابات بكوفيد-19.
وترفع ليبيا الإنتاج سريعا بعد أن أوقف صراع مسلح معظم إنتاج البلاد في يناير. وقال مصدران بالقطاع لرويترز إن إنتاج حقل الشرارة، أكبر حقول البلاد والذي أعيد فتحه في 11 أكتوبر تشرين الأول، يبلغ حاليا 150 ألف برميل يوميا، أو نحو نصف طاقته الإنتاجية.
وقالت محللة الأسواق لويز ديكسون، من شركة ريستاد إينرجي، في حديث لرويترز: “منذ أبريل، شهدنا انتعاشاً خارقاً في الطلب على النفط، والذي وصل الآن إلى نحو 92% من المستويات التي كان عليها قبل الوباء، ولكن من السابق لأوانه إعلان نهاية مرحلة الطلب المنهار بسبب وباء كورونا”.
وتسببت مخاوف الطلب على الوقود في تعهد مجموعة أوبك+ للدول المنتجة بدعم السائل الأسود خلال اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة والذي جرى يوم أمس الإثنين. ولكن وعلى الرغم من المخاوف، ستمضي مجموعة أوبك + قدماً في خطط تخفيف القيود على الإنتاج، والمفروضة حالياً بواقع 7.7 مليون برميل يوميا، لتصبح 5.7 مليون برميل يومياً اعتباراً من بداية العام القادم 2021.
ولكن المجموعة عبرت عن مرونتها في تعديل أو تأجيل هذه الخطط إذا دعت الحاجة.
وفي تقرير لبنك الكومنولث، كتب المحلل فيفيك دهار قائلاً: “نحن لا نظن بأن أسواق النفط قد أصبحت في وضع يمكنها من امتصاص الزيادة في الإنتاج بنحو 2%من الإمدادات العالمية، والتي من المتوقع أن تطبقها أوبك بدءاً من 1 يناير 2021”.
ارتفاع الإنتاج في ليبيا يزيد مخاوف ارتفاع عرض النفط في الأسواق العالمية
وأضاف المحلل في التقرير أن ارتفاع الإنتاج في ليبيا، والتي لا يشملها اتفاق أوبك+، يزيد من مخاوف ارتفاع عرض النفط في الأسواق العالمية.
ويشهد الإنتاج الليبي تزايداً سريعاً، منذ أن تم الاتفاق على تهدئة القتال مؤخراً.
فبحسب الأرقام القادمة من هناك، يحاول المسؤولون رفع الإنتاج إلى المستويات التي كانت تنتجها البلاد في يناير قبل أن يتوقف الإنتاج بشكل شبه كامل بسبب النزاع المسلح. ويقال إن حقل الشرارة، وهو أكبر حقل نفط في البلاد، يُنتج الآن حوالي 150 ألف برميل يومياً، منذ إعادة افتتاحه في 11 أكتوبر، وهو ما يمثل نصف طاقته الإنتاجية.