تباين التقديرات حول نسب تضرر «النقل السياحى» من توقف «الحج والعمرة»

لفترة تقترب من موسمين حتى الآن

تباين التقديرات حول نسب تضرر «النقل السياحى» من توقف «الحج والعمرة»
معتز محمود

معتز محمود

9:38 ص, الخميس, 23 ديسمبر 21

تباينت آراء عدد من أصحاب شركات السياحة والطيران فى مدينة الإسكندرية، حول نسبة تأثر قطاع النقل السياحى خلال العامين الماضيين من وقف تنظيم رحلات السياحة الدينية للحج والعمرة نتيجة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد.

وفيما يرى البعض أن توقف نشاط الحج والعمرة على مدار العامين الماضيين كان من أسباب معاناة قطاع النقل السياحى الذى أثر هو الآخر على فرص نمو هذا القطاع المهم والحيوى يقول البعض الآخر إن أسطول الأتوبيسات السياحية يضم أعدادًا تقل عن الاحتياجات الفعلية لقطاع السياحة، لافتين إلى أن هذه الفجوة ستظهر بشكل ملحوظ مع تحسن الحركة السياحية وزيادة الأعداد الوافدة إلى البلاد خلال الفترة المقبلة.

وأكد عدد من أصحاب شركات السياحة فى الإسكندرية أن العائد الاقتصادى الذى يحققه قطاع النقل السياحى المشارك فى رحلات الحج والعمرة أفضل من العائد على الرحلات الداخلية.

فى البداية، قال المهندس زين العبيدى عضو لجنة السياحة بجمعية رجال أعمال الإسكندرية، رئيس مجلس إدارة شركة «فاست تورز» إن تنظيم بعض رحلات الحج والعمرة كان من أهم الأنشطة السنوية التى يعتمد عليها قطاع النقل السياحى.

وأوضح أن جزءًا من رحلات الحج والعمرة كان يعتمد على النقل البرى، والذى ينعكس على منظومة تشغيل قطاعات النقل السياحى بالشركات التى لديها أساطيل نقل متخصصة.

العبيدى: 25% من القطاع يعتمد على رحلات «ضيوف الرحمن» وما يترتب عليها من أنشطة

وقال إن 25% من قطاع النقل السياحى يعتمد على رحلات الحج والعمرة وما يترتب عليه من نشاط وتحركات وتنقلات.

واعتبر أن رحلات الحج والعمرة لها مردود اقتصادى جيد على مُشغل الأتوبيس السياحى من جهة، كما أنها تحقق عائدًا جيدًا للشركات يسهم فى الوقت نفسه فى سداد الكثير من المصروفات السنوية للأتوبيسات السياحية.

وأوضح أن تلك الرحلات أفضل فى عائدها من الرحلات الداخلية، خاصة أن منظومة الحج والعمرة لها مردود إيجابى على التراخيص والعاملين ولا يجب النظر إليها فقط من منظور نفاد العملة الأجنية لأن لها جوانب أخرى إيجابية.

وأضاف أن رحلات الحج والعمرة يعتمد على النقل البرى والذى يسهم فى توليد الدخل للشركات وتحقيق الربح.

وأكد أن قطاع النقل السياحى يشهد استقرارًا فى الوقت الراهن نتيجة ضعف فرص النمو الحالية.

وأضاف أن توقف نشاط الحج والعمرة على مدار العامين الماضيين كان من أسباب معاناة هذا القطاع الذى أثّر هو الآخر على فرص نمو هذا القطاع المهم والحيوى.

من جانبه قال محمد عزت، عضو مجلس إدارة لجنة شركات السياحة والطيران فى الغرفة التجارية بالإسكندرية، إنه لا يوجد عجز لدينا حاليًّا فى أسطول النقل السياحى المصرى.

وأضاف أنه كانت هناك تعاقدات أبرمها عدد من شركات السياحة لتوفير أتوبيسات جديدة موديل 2020 مع بعض الشركات المصنعة محليًّا، إلا أنه نظرًا لتداعيات جائحة كورونا تم إلغاء عدد من تلك التعاقدات نتيجة توقف النشاط السياحى فى حينه.

عزت:  «الدينية» لا تؤثر على حركة «الأسطول» باستثناء 25 يومًا

وأشار إلى أن فتح نشاط الحج والعمرة لا يؤثر على حركة أسطول النقل السياحى ولا يضغط عليه. ولفت إلى أنه فى حالة العمل بشكل كامل يمكن أن يحدث نقص فى مدة تبلغ نحو 25 يومًا فقط أثناء موسم الحج مع تشغيل النقل البرى للحجاج، وهو ما قد يؤدى إلى ظهور بعض النقص فى الأتوبيسات السياحية بالسوق المحلية خلال تلك الفترة.

وأشار إلى أن أسطول النقل السياحى يعمل خلال العامين الماضيين بكامل طاقته المتاحة عند الطلب، لافتًا إلى أنه فى حال وجود نقص أو حاجة لتدبيرأتوبيسات جديدة يمكن للشركات أن تقوم بسداد مقدمات تعاقد للشركات المُصنعة بهدف حجز أتوبيسات جديدة.

على الجانب الآخر يرى حسام الحلو، رئيس مجلس إدارة لجنة شركات السياحة والطيران فى الغرفة التجارية بالإسكندرية، أن قطاع النقل السياحى غير متضرر فى الوقت الراهن بشكل كبير من وقف تنظيم رحلات الحج والعمرة فى الموسمين الماضيين.

وأرجع ذلك إلى أن أسطول الأتوبيسات السياحية يضم أعدادا تقل عن الاحتياجات الفعلية لقطاع السياحة، لافتًا إلى أن هذه الفجوة ستظهر بشكل ملحوظ مع تحسن الحركة السياحية وزيادة الأعداد الوافدة إلى البلاد خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن تلك الفجوة ترجع إلى العقد الماضى والذى شهد عدة تحديات وفى مقدمتها جائحة كورونا التى جعلت الكثيرين يعزفون عن تحديث أسطولهم من أتوبيسات النقل السياحى نتيجة تراجع نسب التشغيل.

وأوضح أنه مع تراجع معدلات الإحلال وزيادة نسب الإهلاك بمرور السنوات فهناك أعداد من السيارت السياحية تتقادم وتخرج من الخدمة للأنشطة السياحية بشكل سنوى.

وأشار إلى أن معدلات دخول الأتوبيسات الجديدة العاملة فى أسطول النقل السياحى تقل بشكل ملحوظ عن الأعداد التى تخرج وعن الأعداد التى تحتاجها السوق.

وقال إن النتيجة النهائية من هذا الوضع هى وجود قلة لدينا فى أعداد تلك الأتوبيسات، موضحًا أن هذه القلة فى الأعداد ستظهر بوضوح مع حدوث انتعاش وطفرة فى التشغيل.

واعتبر أن سعر الأتوبيس السياحى اللائق والمناسب يقترب من 4 ملايين جنيه، لافتًا إلى أنه لا بد من عمل تحفيزات لتطوير وتحديث أسطول النقل السياحى.