تانر سينسوى الرئيس التنفيذى لـ «المال»: «ميديتريان إنرجى بارتنرز» تستهدف تنفيذ أول مشروع لالتقاط وتخزين الكربون فى مصر

الشركة تدرس عددا من الفرص بالشراكة مع آخرين

تانر سينسوى الرئيس التنفيذى لـ «المال»: «ميديتريان إنرجى بارتنرز» تستهدف تنفيذ أول مشروع لالتقاط وتخزين الكربون فى مصر
جريدة المال

ايمان القاضي

أحمد علي

6:35 ص, الأثنين, 14 نوفمبر 22

تستهدف شركة «ميديتريان إنرجى بارتنرز» إحدى شركات الطاقة التى تأسست حديثًا فى السوق المصرية، تنفيذ خطة استثمارية قائمة على جناحين الأول : إنتاج الهيدروجين الأخضر ، والثانى : التقاط وتخزين الكربون.

وتسعى الشركة لإقامة أول مشروع من نوعه فى السوق المحلية لالتقاط وتخزين غاز الكربون، إذ باتت حاليًا فى المراحل التحضيرية، باستثمارات متوقعة بمئات ملايين الدولارات.

وتخطط للدخول فى شراكة مع الحكومة المصرية لتحويل مذكرة التفاهم بينهما، إلى مشروع حقيقى لإنتاج الهيدروجين الأخضر، والأمونيا الخضراء باستثمارات تتخطى 600 – 700 مليون دولار.

كما تخطط «ميديتريان إنرجى بارتنرز» لبدء مشروع الهيدروجين الأخضر وإنتاج الأمونيا الخضراء فى عام 2024 المقبل، على أن يتم إنتاج أول شحنة فى 2026، بخطة تمويلية محددة العناصر تضم بنوكا محلية وأوروبية ومؤسسات تمويل دولية مثل البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية «EBRD ».

وتطرق حوار «المال» مع تانر سينسوى، الرئيس التنفيذى لشركة «ميديتريان إنرجى بارتنرز» إلى مقومات مصر من الطاقة، وسُبل استغلالها، متطلبات جذب المستثمرين الأجانب، والحوافز، وفرص تصدر السوق المحلية لعالم الطاقة الجديدة والمتجددة.

فى البداية، قال المهندس «سينسوى» إن «ميديتريان إنرجى بارتنرز» تأسست فى عام 2021، وتستهدف العمل على التحول للطاقة النظيفة والخضراء من خلال مشروعات تقلل انبعاثات الكربون ومن ثم مساعدة المجتمع.

وأضاف – فى حواره مع «المال» – أن شركته تعمل فى مجالين، الأول : هو التقاط الكربون وتخزينه، إذ أن هناك مشروعات لن تستطيع التخلى عن الوقود الأحفورى والتحول للطاقة النظيفة، ومن ثم تأتى أهمية ذلك النشاط والثانى : يتعلق بإنتاج الهيدروجين الأخضر، من خلال الطاقة النظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية.

وأشار إلى أن « ميديتريان إنرجى بارتنرز» تعد مطورا للطاقة يعمل على دراسة عدد من المشروعات، وعندما تصل تلك الدراسات إلى مرحلة النضوج، تقوم الشركة بجذب عدد من المستثمرين وجهات تمويلية للمشروع.

وأفصح بأن شركته تعمل حاليًا على إقامة أول مشروع لالتقاط الكربون وتخزينه فى مصر، إذ تسعى لأن تكون من الشركات الرائدة فى هذا المجال المنتشر حول العالم والذى تعد أماكن التخزين هى أكبر تحدياته.

ولفت إلى أن مصر تتمتع بقدرات كبيرة للنجاح فى مجال التقاط الكربون وتخزينه، إذ تمتلك الكثير من آبار الغاز والبترول التى نضبت والتى تعد الأفضل للتخزين.

يُذكر أن «مصر» احتلت صدارة ترتيب الدول العربية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وفقًا لتقرير منظمة «جلوبال إنرجى مونيتور» إذ تنتج كهرباء من الشمس والرياح بمعدلات 3.5 جيجا وات.

وتستهدف مصر الوصول بإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح إلى 6.8 جيجاوات بحلول العام المقبل، بينما وضعت إستراتيجية للطاقة المتكاملة والمستدامة تتضمن بندًا لاستغلال الطاقة النظيفة والوصول بها إلى %42 من إجمالى قدرة الشبكة القومية بحلول عام 2035 .

وتابع «سينسوى» قائلًا إن شركته باتت فى المرحلة التحضيرية لمشروع التقاط الكربون وتخزينه، التى بانتهائها سيدخل عدد من الشركاء لتمويل رأس المال والمعرفة التكنولوجية، لافتًا إلى أن تكلفة تلك المشروعات تتعدى مئات الملايين من الدولارات.

وانتقل إلى مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، موضحًا أنه يقوم على استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة مثل «الرياح» و«الطاقة الشمسية»، لمنع أى انبعاثات كربونية.

وأوضح أن المشروع يقوم على وحدتين الأولى : وحدة استخدام المياه وتحليتها وخلطها بالطاقة النظيفة، لاستخراج الهيدروجين الأخضر، مشيرًا إلى أن ذلك المنتج لا لون له ولكن كلمة «الأخضر» تعود إلى إنتاجه دون أى انبعاثات كربونية، حيث إن هناك طرقا لإنتاج الهيدروجين عبر استخدام وقود أحفورى ولكن باتت غير مفضلة حاليًا.

وقال إن الوحدة الثانية فى المشروع هى تلك التى يتم من خلالها تحويل الهيدروجين إلى الأمونيا، مؤكدًا أن أهميتها تأتى من صعوبة تخزين ونقل الهيدروجين الأخضر، ومن ثم كان لابد من طريقة لتحويله إلى منتج آخر يسهل نقله وتخزينه، والتى تستخدم فى صناعات كثيرة محلية وخارجية، أبرزها الأسمدة.

وأشار إلى أن شركته وقعت مذكرة تفاهم مع الحكومة المصرية ممثلة فى عدة جهات، بهدف إنتاج 120 ألف طن أمونيا خضراء عبر الطاقة المتجددة.

يذكر أنه تم توقيع الاتفاقية مع كل من الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والصندوق السيادى المصرى والشركة المصرية لنقل الكهرباء وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، لإنتاج 120 ألف طن أمونيا خضراء بحلول عام 2025.

وتهدف مذكرة التفاهم التى وقعت فى أغسطس الماضى، إلى إنشاء منشأة الأمونيا الخضراء بطاقة سنوية مبدئية 120 ألف طن، فى المنطقة الاقتصادية بالقرب من ميناء العين السخنة.

«بتروفاك» الإنجليزية تتولى البناء

وأكد «سينسوى» أن شركته تعاقدت مع «بتروفاك» الإنجليزية وهى متخصصة فى التشييد والبناء والمقاولات، لتولى عملية تنفيذ المشروع، لافتًا إلى أنه سيتم التعاقد مع شركات أخرى لتوريد المعدات والآلات اللازمة.

استثمارات وحدة إنتاج الأمونيا الخضراء تصل لـ 300 مليون دولار

وكشف أن تكلفة وحدة إنتاج الأمونيا ستصل لـ 300 مليون دولار، بالإضافة إلى أن وحدة توليد الطاقة النظيفة ستتكلف نحو 300 – 400 مليون دولار بمفردها.

وفيما يتعلق بخطة التمويل، أشار إلى أنها تتضمن عقود البيع طويلة الأجل مع جهات موثوق منها ولها اعتمادات محددة، إذ سيتم توفير نحو 60 – 70 % من تكاليف المشروع.

بنوك محلية وأوروبية ومؤسسات دولية مثل «EBRD» بقائمة الممولين المحتملين

وأضاف «سينسوى» أن جانبا من التمويل سيعتمد على بعض البنوك المحلية والأوروبية والدولية، بالإضافة إلى جهات دولية تعمل على تخفيض الانبعاثات الكربونية، عبر تمويل مشروعات الطاقة النظيفة مثل البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية «EBRD ».

وأوضح أن «ميديتريان إنرجى بارتنرز» فى مرحلة المناقشات مع تلك الجهات بهدف الرد على جميع الاستفسارات للحصول على الموافقات اللازمة ومن ثم الدعم والتمويل، وتوقع البدء فى تنفيذ المشروع عام 2024، على أن يتم إنتاج أول شحنة مطلع عام 2026.

نأمل فى تحويل مذكرة التفاهم مع الحكومة إلى أعمال على الأرض

وأشار إلى أن الاتفاق الموقع مع الصندوق السيادى المصرى ووزارة الكهرباء والهيئة الاقتصادية لقناة السويس، لا يعد إلا مذكرة تفاهم فقط، إذ نسعى لتطويرها إلى شراكة فعلية.

وشدد «سينسوى» على أن مصر تعد من أهم الدول فى منطقة الشرق الأوسط بقطاع الطاقة، إذ تمتلك البنية التحتية اللازمة، من آبار الغاز والبترول، ونشاط تسييل الغاز وخطوط أنابيب كبيرة للغاية.

مصر لديها الفرصة لاحتلال صدارة قطاع الطاقة المتجددة والخريطة ستتغير مستقبلًا

ولفت إلى أن هناك فرصا كبيرة فى الوقت الحالى لاحتلال مصر صدارة قطاع الطاقة المتجددة، بدعم استثمار طاقتى الشمس والرياح التى تمتلكها مصر بكثافة مقارنة مع العديد من دول العالم، ورجح أن تتغير خريطة مصدرى الطاقة عالميًا خلال الـ 50 عامًا المقبلة، إذ سيكون المصدر الأساسى هو الطاقة المتجددة الخضراء.

الأراضى منح الحوافز «ضرورة» وأبرزها الحصول على الأراضى والبنية التحتية والتصاريحالأراضى

وحدد «سينسوى» مقومات مصر للمنافسة بقوة فى سوق الطاقة من توافر الموارد والموقع الجغرافى وسهولة التعامل مع السلطات، بينما طالب بمنح المستثمرين تسهيلات أكبر سواء على مستوى الأراضى والبنية التحتية والتصاريح والموافقات حال رغبت الدولة فى جذب مشروعات كثيرة من ذلك النوع.

ولفت إلى أن هناك 14 مشروعا متقدمين لإنتاج الهيدروجين الأخضر وفى حال تمت الموافقة عليها جميعًا فإن حجم الأراضى المطلوبة سيكون أكبر  بكثير من المتاحة حاليًا.

وعن أنشطة الشركة، قال إن«ميديتريان إنرجى بارتنرز» تُركز على نشاطى جمع وتخزين الكربون وإنتاج الهيدروجين الأخضر، اللذان يتطلبان الكثير من العمل والجهد، موضحًا أنها لديها خطط للتوسع عقب إكمال المشروعين الحاليين.

ولفت «سينسوى» إلى أنه خلال رحلة عمله فى السوق المصرية لم يواجه أى عقبات تقف حائلًا أمام تواجد الاستثمار الأجنبى، مشيرًا إلى أن الحكومة بدأت مؤخرًا فى إتاحة تسهيلات وحوافز كثيرة لجذب الاستثمار الأجنبى.

التواجد فى البورصة أمر وارد مستقبلًا عقب توافر الشروط

وعن التواجد فى البورصة، أكد أن ذلك يتطلب خطة لتطوير مشروعات متتالية وامتلاك مصادر دخل وسيولة متدفقة، وقد يكون أمرًا واردا مستقبلًا.

ويبلغ حجم الاستثمار الأجنبى الجديد فى مشروعات الطاقة المتجددة 4.4 مليارات دولار، موزعة بين مشروعات الطاقة الشمسية والرياح.

انتاج أول شحنة من الهيدروجين الأخضر مطلع 2026

وتستضيف مصر حاليًا فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP27» ونجحت الحكومية المصرية فى توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لإنشاء مشروعات طاقة متجددة من الرياح والشمس، بجانب إقامة مصانع لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وجدير بالذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أطلق التشغيل التجريبى للمرحلة الأولى من مصنع الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميجاوات، بالمنطقة الصناعية بالعين السخنة.

وقد وقعت مصر، أيضًا اتفاقيات ومذكرات تفاهم لإنشاء 3 مشروعات كبرى لإنتاج الطاقة من الرياح، الأولى مذكرة مع «أكوا باور» السعودية لإنشاء مزرعة رياح بقدرة 10 جيجاوات، والاتفاقية الثانية مع تحالف يضم شركة «إنفينتى باور» وهى تحالف مكون من «مصدر الإماراتية» و«إنفينتى إنرجى» و«حسن علام»، والاتفاقية الثالثة كانت مع شركة «سكاتك» النرويجية .

وتضم مستهدفات مصر، زيادة صادراتها من الغاز الطبيعى العام الحالى إلى 8 ملايين طن بإيرادات تصل لـ 12 مليار دولار، وفقًا لتصريحات وزير البترول.

ويبلغ عدد الشركات التى تعمل فى مجال الطاقة الشمسية نحو 250 حاليًا، وتنتج مصر نحو 14.055 ألف جيجاوات فى الساعة من الطاقة الكهرومائية، و4.510 ألف جيجاوات من الطاقة الشمسية، و5.397 ألف جيجاوات من طاقة الرياح، و12 جيجاوات من مشروعات الوقود الحيوى.