يعتقد الدكتور أوجور شاهين الرئيس التنفيذي لشركة بيونتك الألمانية، أن اللقاح الذي طورته شركته مع فايزر قادر على مكافحة سلالة كورونا الجديدة، مؤكدا أنه حال لم يحدث ذلك فبالإمكان تطوير آخر في 6 أسابيع فقط.
“هذه هي ميزة تقنية mRNA أنه يمكننا مباشرة تصميم لقاح يحاكي تمامًا هذه الجديدة ويمكننا تصنيع لقاح جديد في غضون 6 أسابيع”، أضاف شاهين لصحيفة فاينانشيال تايمز.
ويسعى العلماء جاهدين لفهم السلالة الجديدة من فيروس كورونا والتي جرى اكتشافها في بريطانيا وأدت إلى عزلها عن بقية دول العالم بعد أن علقت الدول السفر منها وإليها كما علقت بعضها عمليات شحن البضائع.
وتم التعرف على الطفرة لأول مرة في المملكة المتحدة في أواخر سبتمبر الماضي، وانتشرت بسرعة في جميع أنحاء البلاد وتم رصدها حتى الآن في الدنمارك وأيسلندا وهولندا وأستراليا وإيطاليا.
اختبار اللقاح الحالي
ويقول الدكتور شاهين إن السلالة الجديدة من كورونا تتضمن طفرات متعددة لكن أجزاء كثيرة من الفيروس لم تتحور بما في ذلك معظم المواقع التي أدت إلى استجابة الخلايا التائية في الجسم لمكافحة العدوى.
وأوضح: “هذا يجعلنا واثقين من أن استجابة الخلايا التائية ستستمر في العمل (بالنسبة للقاح الحالي) لكننا نحتاج إلى إجراء تجارب لتحديد مدى نجاحها”.
وقال إن الأمر سيستغرق أسبوعين لإكمال العمل المختبري اللازم لإثبات ما إذا كان لقاح فايزر بيونتك المعتمد بالفعل للاستخدام في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، سيظل فعالاً أم لا.
تقنيةmRNA
وتعتمد تقنية mRNA على تكتكتيك مختلف لإكساب الجسم مناعة من الفيروس المستهدف.
وتتضمن اللقاحات المعتادة جرثومة ضعيفة أو معطلة لتحفيز الاستجابة المناعية في الجسم .
لكن اللقاحات وفقا لتقنية “mRNA” الجديدة تقدم التعليمات الجينية لخلايا الإنسان من أجل صنع بروتينات فيروسية أو بكتيرية بنفسها، فيستجيب نظام المناعة لهذه التعليمات ويبني المناعة اللازمة.
وتلك الاستجابة المناعية التي تنتج أجسامًا مضادة هي التي تحمي الجسد من الإصابة بالعدوى إذا دخل الفيروس الحقيقي.
والـ “mRNA”هو جزيء وحيد الخيط موجود بشكل طبيعي في جميع الخلايا، ويحمل تعليمات صنع البروتينات من الجينات الموجودة في نواة الخلية إلى السيتوبلازم الجسم الرئيسي للخلية.
وتقوم الإنزيمات الموجودة في السيتوبلازم بترجمة المعلومات المخزنة وتصنع البروتينات، وفقا لما نقتله سكاي نيوز عن مجلة “ميديكال نيوز توداي”.
سهولة تعديل اللقاح
ويقول أوزليم توريسي كبير المسؤولين الطبيين في شركة بيونتك إن تقنية mRNA المتطورة المستخدمة في تطوير اللقاح تجعل من السهل تعديل اللقاح لاستهداف السلالة الجديدة إذا لزم الأمر.
وتابع: “من حيث المبدأ، ما سنفعله هو تغيير إدخال [اللقاح] واستبدال متغير فيروسي بمتغير آخر دون لمس النظام الأساسي”.
وقال الدكتور شاهين والدكتور توريسي إن سرعة إطلاق اللقاح الجديد ستعتمد بعد ذلك على المدة التي ستستغرقها الجهات التنظيمية للترخيص به.