إلى الإسكندرية على الساحل المتوسطي من الطبيعى مع ارتباك مقتضيات الأمن القومى جنوب غربى مصر فى السنوات الأخيرة لأسباب متعددة، أن تلجأ الدول الثلاث- مصر والسودان وليبيا- إلى ما من شأنه الانفراج العام للعلاقات فيما بينهم من بعد طول تعثرها بشكل أو آخر منذ حصولهم على الاستقلال تباعًا خلال النصف الأول من خمسينيات القرن الماضي، حيث حرصت مصر منذ ذلك التاريخ، وفى سبيل تأمين حصونها الطبيعية (..) أن تكون بمثابة جسور تواصل مع جوارها المتاخم، ميثاق طرابلس 1970- الوحدة الاندماجية مع ليبيا1973 – اتفاقيات التكامل بينهما وبين السودان 1980، إلا سرعان ما تتكسر النصال على النصال.. إما بسبب خلافات حدودية أو لاعتبارات الكرامة أو للغيرة الدبلوماسية وإلى ما غير ذلك من كمائن سياسية من مخلفات عصور الاستعمار.. عجزت القيادات المحلية المتغيرة عن معالجة جذورها، إضافة لما يستجدّ منها على الساحة الجيوسياسية ما بين الساحل المتوسطى إلى صحراء تشاد، مرورًا بالعوينات إلى السد العالي، وعلى طول نحو 800 كم حتى شمال السودان، ما حدّ من التطلعات الإستراتيجية إزاء تضامن الدول الثلاث لما يعرف بالمثلث الذهبي، الأمر الذى تفاقم خلال العقد الأخير من «الربيع العربى»، لولا أن الصحوة المصرية لتعديل الأوضاع صيف 2013.. إلى الثورة السودانية مطلع 2020 إلى اتجاه ليبيا نحو التسوية السياسية لأزمتها مطلع 2021، قد جددت المساعى لأضلاع المثلث الذهبى فى إمكانية فتح صفحة جديدة للتضامن الإيجابى فيما بينهم، وحيث من الجدير الإشارة فى هذا الصدد إلى الحكمة السياسية التى تتصف بها الجهود المصرية فى تعاملاتها مع الحالتين الليبية والسودانية فى العامين الأخيرين.. الأمر الذى توّجته إعادة فتح السفارة المصرية فى طرابلس من ناحية.. وزيارة الرئيس المصرى للسودان 6 مارس الحالي، وذلك فى إطار سعى مصر لإحياء دورها المتقدم فى محيطها الحيوى المباشر، ما سوف يشكل نقلة نوعية فى العلاقات بين البلدان الثلاثة فى جميع المجالات بصفة عامة، تعززها فاعلية الرصيد التراكمى للعلاقات العسكرية المصرية إزاء جارتيها المتاخمتين فى المجال الأمني/ العسكرى (سبق زيارة الرئيس المصرى للسودان مناورات جوية مشتركة بمنطقة مروى الموجود بها أكبر وأحدث السدود السودانية)، كما فى تنامى التوجه من جانب السودان مقترنًا برؤية مشتركة مع «جوبا» عاصمة جنوب السودان، ما يدشن منحى إيجابيًّا للغاية خلال الشهور الأخيرة بعد سنوات من التوتر، وفى توقيتات شديدة الأهمية لما يجرى سواء فى القرن الأفريقى أو على الجبهة المغاربية، حيث الشريط المهم الإستراتيجى الواصل بين «جوبا» فى الجنوب السودانى إلى الإسكندرية على الساحل المتوسطي
شريف عطية
7:44 ص, الثلاثاء, 9 مارس 21
End of current post