من المرجح أن تأتي تحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمهاجمة الصين بشأن التجارة بنتائج عكسية، إذ ستُلحق رسومه الجمركية العالمية الشاملة ضررًا بحلفائه وخصومه على حد سواء، وفقًا لمستشار الأمن القومي السابق جون بولتون.
صرح بولتون لقناة سي إن بي سي يوم الاثنين: “هذه بالتأكيد ليست الطريقة التي تُعامل بها أصدقاءك. لا تُصفعهم علنًا وتقول: سأفرض عليك رسومًا جمركية ما لم تُحسّن أدائك في المفاوضات التجارية”.
في الواقع، الدولة الوحيدة التي تستحق حربًا تجارية – الصين – وضعناها في وضع استراتيجي أفضل بكثير بخوض حرب الرسوم الجمركية مع أفضل أصدقائنا، بينما لو وحدنا صفوفنا، لربما كان لنا تأثير على سلوك الصين. لذا، فهذا ليس مجرد خطأ اقتصادي، وهو ما أعتقد أنه واضح. إنه خطأ استراتيجي سيكلف الولايات المتحدة ثمنًا باهظًا إذا لم تُلغَ سياسة الرسوم هذه.
لم يتسن الحصول على رد فوري من متحدث باسم البيت الأبيض عندما اتصلت به سي إن بي سي .
أثار ترامب حالة من الفوضى في الأسواق العالمية في الثاني من أبريل، والذي وصفه بـ”يوم التحرير”، كاشفًا عن فرض رسوم جمركية على كل دولة ومنطقة تقريبًا بناءً على حساب انتقده الاقتصاديون بشدة ووصفوه بأنه غير منطقي.
فُرضت رسوم جمركية شاملة بنسبة 10% على السلع المستوردة عالميًا، بينما واجهت العديد من الدول رسومًا جمركية أكبر بكثير بناءً على العجز التجاري للولايات المتحدة معها – وهي خطوة وصفها ترامب بأنها “متبادلة” على الرغم من أن المقياس لا علاقة له بالرسوم الجمركية.
في غضون أيام قليلة شهدت فوضى عارمة في السوق، وضياع تريليونات الدولارات من الثروات، وارتفاعًا حادًا في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، أعلن ترامب تعليقًا مؤقتًا لمدة 90 يومًا للرسوم الجمركية الأكبر، لكنه أبقى على الرسوم الجمركية الشاملة بنسبة 10% على جميع الدول، بما في ذلك أقرب حلفاء واشنطن، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية السابقة بنسبة 25% المفروضة على المكسيك وكندا.
ثم زاد الرسوم الجمركية على الصين، التي كانت قد ردت بالفعل برسوم جمركية على السلع الأمريكية.