أكد فولكمار دينر رئيس مجلس إدارة روبرت «بوش» الألمانية؛ أكبر شركة توريد مكونات وقطع غيار مركبات فى العالم، أن تفاقم فيروس كورونا فى الصين وانتشاره فى عدة دول أخرى سيقلص أرباح تشغيلها بحوالى 44% هذا العام مع تراجع الطلب وهبوط صادراتها العالمية التى تعتمد بقوة على الصين أكبر سوق للسيارات فى العالم.
وتتوقع شركة «روبرت بوش» التى تتخذ من مدينة شتوتجارت مقرًّا لها انخفاض الإنتاج العالمى من السيارات بحوالى 2.9% خلال العام الحالى ليهبط إلى 89 مليون وحدة للسنة الثالثة على التوالى مع هبوط الطلب فى الأسواق الأمريكية والأوروبية والصينية، مع انكماش الإنتاح بحوالى 10 ملايين وحدة، هذا العام، مقارنة مع عام 2017.
ووفقًا لوكالة رويترز يرى فولكمار دينر الذى افتتح مؤخرًا مركز تطوير متقدم فى ضاحية «رينينيجين» أن إنتاج العالم من السيارات تجاوز أعلى مستوى له منذ ثلاثة أعوام، وبدأ منحنى انخفاضه لدرجة أنه لن يشهد أى زيادة فى الإنتاج قبل عام 2025.
وأعلن «دينر» أن أرباح الشركة خلال العام الماضى قبل خصم الفوائد والضرائب و الإهلاك تراجعت إلى 3 مليارات يورو (3.33 مليار دولار)، مقارنة مع 5.4 مليار دولار فى عام 2018 وانخفاض هامش أرباحها من 7% إلى 4% خلال الفترة نفسها بسبب هبوط المبيعات فى الصين والهند، لكن إجمالى الإيرادات ظلت ثابتة بفضل تزايد تعقيد السيارات المبتكرة، مما ساعدها على بيع المزيد من المكونات.
وأوضح أن تحول الشركات لإنتاج المركبات الكهربائية سيخلق فرص على الأجل الطويل ولكنه سيقلص الوظائف على الأجل القصير، ولاسيما أن إنتاج نظام تزويد الوقود للسيارة التى تعمل بالسولار يحتاج إلى 10 عمال والتى تعمل بالبنزين إلى 3 عمال، بينما يحتاج موتور السيارة الكهربائية لواحد فقط.
وتابع : ولذلك ستلجأ شركة روبرت بوش إلى تعديل هيكل العمال وتقليص ساعات العمل حتى لا تستغني عن أى عامل رغم أنها قلصت عدد العمال، العام الماضى، بحوالى 6800، منهم ألفان فى ألمانيا، و3600 فى منطقة آسيا الباسيفيك لينزل إلى 402 ألف و800 عامل، وبلغت مبيعاتها، العام الماضى، فى هذه المنطقة 22.5 مليار يورو، منها أكثر من 10 مليارات يورو من الصين.
وتأمل شركة روبرت بوش أن تتجاوز مبيعات مكوناتها للسيارات الكهربائية حاجز المليار يورو هذا العام التى خصصت لها استثمارات بحوالى 500 مليون يورو، كما بدأت إنتاج خلايا الهيدروجين للسيارات التى تعمل بهذا الوقود المتجدد.
وأغلقت روبرت بوش- التى تعمل فى الصين منذ عام 1909 ولها 23 مصنعًا فى أنحاء الصين- مصنعين لها فى مدينة ووهان الموبوءة بفيروس كورونا، ويعمل فيهما حوالى 800 عامل منذ الأسبوع الماضى حتى 3 فبراير المقبل على الأقل مع ارتفاع عدد الوفيات فى الصين بسبب «كورونا» الجديد بشكل حاد، أمس، إلى أكثر من 130 شخصًا وإصابة حوالى 6 آلاف.