أعلن ستيفان إسينكيرشبومر، رئيس الشئون المالية بشركة روبرت بوش الألمانية لمكونات السيارات، أن الشركة عدلت توقعاتها لانخفاض الإنتاج العالمى للسيارات هذا العام إلى أكثر من %5، مقارنة بتوقعاتها السابقة فى يناير الماضى والبالغة %3، واستمرار هذا الهبوط لثلاث سنوات قادمة.
وكان ستيفان قد توقع منذ بداية العام ارتفاع الإيرادات بحوالى %7 وهوامش الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب بحوالى -6 %7 مع نهاية هذا العام، لكنه أكد بعدها أن الشركة لن تتمكن من تحقيق ذلك كما فعلت العام الماضى.
وذكرت وكالة رويترز أن شركة «بوش» كانت تتوقع ارتفاع إيراداتها إلى أكثر من 5 مليارات يورو (5.6 مليار دولار) بحلول 2025، بفضل تزايد اتجاه الشركات العالمية الكبرى لإنتاج السيارات الكهربائية والنمو المتواصل لها، لا سيما فى الصين أكبر سوق للسيارات فى العالم، لكنها تتوقع حاليا استمرار ركود إنتاج السيارات حتى عام 2022.
واستطاعت شركة روبرت بوش توريد مكونات لأكثر من مليون سيارة كهربائية حتى الآن، وتتوقع أن تواصل نمو مبيعاتها بعد أن خصصت 50 منصة لمكونات السيارات الكهربائية للعديد من الشركات العالمية، ومنها فولكس فاجن ومرسيدس وBMW وغيرها.
وتواجه شركات السيارات على مستوى العالم ضغوطا شديدة من الحرب التجارية الأمريكية الصينية ومن تكثيف استثماراتها لإنتاج سيارات كهربائية وذاتية القيادة وسط قيود الانبعاثات الكربونية التى تطبقها دول عديدة من الصين وحتى الاتحاد الأوروبى.
وتواجه مبيعات السيارات هبوطا واضحا منذ العام الماضى بقيادة الصين، والتى تراجعت مبيعاتها فى يونيو الماضى للشهر الـ12 على التوالى، وظهور تحذيرات من من كبرى الشركات الأوروبية للسيارات الفاخرة ومنها مرسيدس وBMW الألمانيتان بتوقع استمرار انخفاض المبيعات والأرباح هذا العام.
ومن المتوقع أن تتوقف شركة جيلى الصينية، التى تملك فولفو السويدية، عن البحث عن تمويلات لإنتاج سيارتها كهربائية بولستار بعد هبوط نموها الاقتصادى لأدنى مستوى منذ حوالى 27 عاما وانخفاض مبيعاتها خلال العام الماضى لأول مرة منذ عقود طويلة كما شركة فولفو ستؤجل إنتاج السيارات ذاتية القيادة لما بعد عام 2025 لأن إنتاج مثل هذه السيارات بات أكثر تكلفة.
ومن ناحية أخرى، هبطت مبيعات كبرى شركات السيارات الفرنسية خلال النصف الأول من العام الحالى، ومنها رينو، بأكثر من %6.7 لتنزل إلى حوالى 1.94 مليون وحدة، وبيجو ستروين بأكثر من %12.8 لتنخفض إلى 1.9 مليون وحدة وسط تباطؤ مبيعات السيارات على مستوى العالم بحوالى %7.1 خلال الستة شهور الأولى من العام.
وتواجه شركات توريد مكونات السيارات ومنها روبرت بوش تكاليف مرتفعة فى الإنتاج لدرجة أن شركة مثل ليونى الألمانية أيضا تكبدت خسائر صافية بحوالى 132 مليون دولار خلال الربع الأول من العام الحالى مما جعل هذه الشركات تطالب بضمان يؤكد لها الحصول على تمويلات رخيصة وقروض إنقاذ لتحويل إنتاجها للسيارات الكهربائية وسط انخفاض مبيعات السيارات على مستوى العالم.
كانت شركات السيارات فى ألمانيا قد أعلنت فى مارس الماضى أنها تخطط لاستثمار حوالى 60 مليار يورو منها 40 مليارا على السيارات الكهربائية و20 مليارا على تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة والمركبات المتصلة بالإنترنت خلال السنوات الثلاث المقبلة حيث تأتى طموحات ألمانيا فى التحول لهذه التكنولوجيا فى الوقت الذى يستعد فيه القطاع بأكمله للتحديات الجديدة مع تزايد المخاوف من أن صناعة السيارات قد وصلت إلى الذروة.