إعداد/ محمد عبد السند
يمثل الأمن السيبراني “الإليكروني” تهديدا متناميا للمؤسسات المالية العالمية، التي تفتقر معظمها إلى جاهزية التعامل مع تلك المخاطر في ضوء بنيتها التحتية الحالية، وفقا لما خلصت إليه نتائج تقرير حديث.
وتكلفة التعامل مع التداعيات التي تلي الهجمات باهظة للغاية على الشركات المتخصصة في إدارة الثروات، وكذا البنوك، بحسب ما جاء في التقرير السنوي الذي أجرته “بوسطن كونسالتينج جروب” على توجهات إدارة الثروة العالمية.
وقال آنا زكرزيوسكي، رئيس قسم إدارة الثروات في الشركة ومؤلف التقرير: “كنت أتوقع من شركات إدارة الثروات أن تكون أكثر جاهزية، وأكثر استجابة فيما يتعلق بالأمن السيبراني”.
وفي تقريرها الذي نشرت نتائجه مجلة “بزنس إنسايدر” الأمريكية، أجرت “بوسطن كونسالتينج جروب” دراستها المسحية على أكثر من 150 من شركات إدارة الثروات، وتناولت كيفية التكيف مع البيئة المتغيرة بسرية وسط تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
ويأتي التقرير في الوقت الذي يكتسب فيه مجال إدارة الثروات زخما غير مسبوق، وسط دخول شركات غير تقليدية، وكذا شركات متخصصة في التقنية المالية.
وأشار التقرير إلى أن التهديدات الإليكترونية تضرب على الأرجح صناعة الخدمات المالية، بمعدل يزيد 300 مرة عن نظيرتها في القطاعات الآخرى.
وأظهر التقرير الذي اعتمد على تصنيف جاهزية شركات إدارة الثروات لمواجهة التهديدات المتعلقة بالأمان الإليكروني، أن أيا من مدراء الثروات الذين شملهم المسح، قد طابق المعايير المطلوبة التي اعتمد على التقرير في تصنيف تلك المؤسسات.
كما أشار التقرير إلى أن نقاط الضعف الأساسية التي وُجدت في المسح اشتملت على “إخفاق الشركات في وضع الأمان الإليكتروني كقضية ذات أولوية، و”غياب الوعي بالأمن الإليكتروني في ثقافة الشركات” و”الضغوط التشغيلية” كنتيجة للتعامل مع عدد مرتفع من الحالات.
وأوضح أن عددا قليلا جدا من الشركات تركز على إعداد الموظفين والشركاء للتعامل بفاعلية قبل، وأثناء وبعد الهجوم.
وجاءت نتائج التقرير في الوقت الذي يطالب فيه المسئولون التنفيذيون في الشركات المالية بضرورة توفير قدر أكبر من الحماية من الهجمات الإليكترونية، في شركاتهم، وفي الصناعة على نطاق أوسع.
فعلى سبيل المقال قال جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لمؤسسة “جيه بي مورجان” المصرفية الأمريكية في خطابه السنوي الذي يكتبه إلى المستثمرين أوائل العام الحالي: “إن تهديد الأمن الإليكتروني ربما يكون الأكبر للنظام المالي الأمريكي”.
وينفق المصرف قرابة 600 مليون دولار سنويا على جهود الأمن السيبراني، حيث يكرس أكثر من 3 آلاف موظف جهودهم لأداء تلك المهمة، وفقا لما أكده ديمون.