يحرم على سكان جزيرة بورتوريكو المشاركة فى التصويت في الانتخابات الأمريكية على الرغم من خضوعها للسيادة الأمريكية منذ عام 1889 إبان الحرب الأمريكية الإسبانية، والتى نجحت فى تحريرها من الاستعمار الأسباني.
وتقع مدينة بورتوريكو شمال شرق البحر الكاريبى على مساحة 9104 كيلومترات مربعة، وتضم الجزيرة سلسلة من الحزر الصغيرة، يطلق عليها «كومنولث بورتوريكو».
وتتخذ بورتوريكو من عاصمة لها، ويصل عدد سكانها ما يقرب من 3.4 مليون نسمة، بتحدرون من أصول لاتينية تنتمى لأعراق أسبانية و زنوج أمريكيين و هنود حمر.
وعلى الرغم من الكثافة السكانية لجزيرة بورتوريكو إلا أنها لا يحق لها التصويت فى الانتخابات الأمريكية سواء الرئاسية أو البرلمانية.
وتعد اللغة الأسبانية هى اللغة الرسمية للجزيرة، ويتحدث سكان بورتوريكو اللغة الإنجليزية كلغة ثانية.
كما أن 85% من سكان الجزيرة كاثوليك، فيما تشكل النسبة الباقية والتى تقدر بـ 15% البروتستانت علاوة عن أديان أخرى.
«ويلسون» يمنح بورتوريكو الجنسية الأمريكية
فى عام 1917، وتحديدًا فى الثانى من مارس، منح وودور ويلسون، الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة الأمريكية، الجنسية الأمريكية لسكان الجزيرة.
وفى الثالث من يوليو 1950، منح هاري ترومان، الرئيس الثالث والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية، الجزيرة وضع شبيه بالحكم الذاتي «ولاية حرة شريكة».
وبموجب منج «ترومان» صوتت غالبية سكان جزيرة بورتوريكو على دستور خاص بهم، لتنظيم الشئون السياسية والاقتصاددية والاجتماعية للجزيرة.
وشارك سكان الجزيرة للمرة الأولى فى الانتخابات التمهيدة للأحزاب الأمريكية فى عام 1970، إلا أنهم ليس الحق فى المشاركة فى الإنتخابات الأمريكية أو البرلمانية.
وعلى الرغم من ذلك تمتلك الجزيرة مندوب واحد فقط فى الكونجرس الأمريكى، له حقوق تصويت محدودة للغاية تقتصر على اللجان المتخصصة داخل الكونجرس.
بورتوريكو تعلن إفلاسها
مع تردى الأوضاع الإقتصادية للجزيرة وتفاقم أزمة الديون والتى تجاوزت بنهاية 2017 ما يقرب من 70 مليار دولار، أعلن الكونجرس وضع أموال الجزيرة تحت إشرافه، وذلك فى أبريل 2017.
وفى يونيو 2017، أجرت بورتوريكو استفتاءً للتحول من إقليم تابع إلى الولاية الفيدرالية الأمريكية رقم 51.
ولم تتخط نسبة المشاركة عن 23% وسط مقاطعة المعارضة، إلا أن غالبية المشاركين فى الاستفتاء وافقو على التحول بنسبة تصل إلى 97%.
أسباب منع مشاركة بورتوريكو المشاركة في الانتخابات الأمريكية
بالتزامن مع بدء الانتخابات الأمريكية لإختيار رئيس جديد للبلاد، أجرت بورتوريكو استفتاءً ثانيًا للتحول إلى ولاية أمريكية، وذلك فى يوم 3 نوفمبر 2020.
وجاءت نتيجة الاستفتاء بتأييد المصوتين للتحول إلى ولاية أمريكية بنسبة 52%، فيما رفص 48% هذا المقترح.
على الرغم من الحماس الذى يظهره الحزب الديمقراطي لحويل جزيرة بورتوريكو إلى الولاية رقم 51 للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الجمهورين يعارضون ذلك.
ولعل السبب الحقيقى وراء موقف الجمهوريين هو خشية الجمهوريين اكتساب خصومهم مقاعد إضافية بالكونجرس نظرًا لوضع الجزيرة العرقي.
وعلى الرغم من التعارض الحزبى بين الديمقراطيين والجمهوريين حول وضع الجزيرة، إلا أن المرشح الأمريكى الديمقراطى جو بايدين وعد بدعم الجزيرة.
ترامب: بورتوريكو مكان قذر
ويتبنى دونالد ترامب، الرئيس الحالى للولايات المتحدة الأمريكية حتى الأن، موقفًا رافضًا بشكل قاطع تجاه الولاية.
وبرز الموقف ترامب العدائي تجاه جزيرة بورتوريكو حين وصفها فى عام 2018 بـ “المكان القذر الذى يسكنه فقراء”، وأنه ويفكر فى مقايضتها مع جزيرة دنماركية.
وتراجع ترامب عن الفكرة بعد الهجوم الشرس الذى تعرض له من السطات الدنماركية، وعدد من السياسيين الدنمارك.