بوادر معركة «سرت - الجفرة» تكبد البورصة 15 مليار جنيه

القلق سيطر على تعاملات الأفراد

بوادر معركة «سرت - الجفرة» تكبد البورصة 15 مليار جنيه
المال - خاص

المال - خاص

7:10 ص, الخميس, 16 يوليو 20

تكبدت البورصة المصرية خسائر سوقية بقيمة 15.2 مليار جنيه بنهاية تعاملات جلسة أمس – الأربعاء – متأثرة سلبًا بتخوفات المستثمرين وسيطرة القلق على  تعاملات الأفراد «المصريين والعرب» عقب أنباء اقتراب بدء معركة «سرت –الجفرة» بين قوات الجيش الليبى وحكومة الوفاق المدعومة من تركيا.

وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى وقت سابق، منطقة «سرت – الجفرة» الليبية خطا أحمر لا يمكن عبوره من المليشيات والقوات المدعومة من تركيا، محذرًا من إمكانية دخول مصر لحماية أمنها القومى حال تجاوزه.

وأجمع خبراء سوق المال على أن الخوف من تطورات الأوضاع بالساحة الليبية أثر سلبًا على تحركات السوق، مشيرين إلى أنها أصبحت بنطاق حركة هابطة ستستمر حتى تتضح الصورة بشكل نهائي، سواء بوقوع المواجهات فعليًا، أو إنهاء الأزمة بالتسوية السياسية.

ونصح الخبراء، بضرورة الاحتفاظ بالسيولة مع اختيار الأسهم القوية، وتنويع المحافظ والبيع فى حال تحقيق مكسب بارتفاع أسعار بعض الأوراق المالية، والتماسك فى حالة الخسارة انتظارًا للوصول إلى القاع.

وأنهى مؤشر البورصة الرئيسى EGX30 التعاملات على انخفاض بنسبة %2.36 مسجلاً 10617 نقطة، وتراجع EGX100 المؤشر الأوسع نطاقاً %3.73 إلى 2254  نقطة، كما هبط EGX7 %3.85 مسجلا 1461 نقطة. 

وبلغت قيم التداول على الأسهم نحو 1.5 مليار جنيه، وفقد رأس المال السوقى للأسهم المقيدة نحو 15.2 مليار جنيه ليسجل 580.7 مليار جنيه، مقابل 595.9  مليار مستوى الإغلاق السابق.

هانى توفيق: دخول مصر سيؤثر سلبًا والسوق لم تصل بعد للقاع الأخير

وقال هانى توفيق، الخبير الاقتصادي، رئيس جمعيتى الاستثمار المباشر المصرية والعربية السابق، إن البورصة بطبيعتها تتأثر بالإشاعات السلبية، ومن ثم فإن ظهور أنباء عن اقتراب دخول مصر معركة فى ليبيا ساهم فى إحداث أثر سلبى على تحركات أمس.

وأضاف لـ«المال» أن البورصة ستتأثر سلبًا حال نشوب الحرب، ودخول مصر لمعركة حربية فى الأراضى الليبية، ناصحًا المستثمرين الذين ارتفعت أسعار أسهمهم بالبيع لتحقيق أرباح، وعلى نظرائهم الذين انخفضت أسعار أسهمهم بالتماسك، ومحاولة تعزيز مكاسبهم عند وصول السوق للقاع.

وأوضح أن وصول السوق للقاع مرتبط بظهور لقاح فيروس كورونا، متوقعًا ذلك فى بداية 2021.

شريف سامى: رد الفعل البشرى سبب الهبوط.. وموقف القاهرة من الأزمة الليبية واضح

وقال شريف سامي، الخبير الاقتصادي، الرئيس السابق للهيئة العامة للرقابة المالية، إن الهبوط رد فعل بشرى طبيعى، لافتا إلى أن دخول مصر فى أى حدث عسكرى سيؤثر سلبًا بكل تأكيد على السوق، إلا أنه شدد على أن رئيس الجمهورية أعلن بوضوح موقف مصر واستعدادها التدخل فى الحرب الليبية، ومن ثم فإن ربط هبوط السوق بالتصريحات الأخيرة الصادرة عن الجيش الليبى بشأن قرب معركة سرت – الجفرة، قد يكون غير منطقي، مدللًا على ذلك بأن السوق ارتفعت وتراجعت خلال الأيام الماضية قبل تلك التصريحات.

ونصح المستثمرين باختيار أسهم الشركات القوية بجانب تنويع محفظة الأسهم، واختيار التوقيت المناسب لاتخاذ القرارات الاستثمارية الايجابية.

محمد ماهر: المؤشرات تعكس التخوفات من تطورات الأحداث

واعتبر محمد ماهر، الرئيس التنفيذى لشركة برايم القابضة، رئيس الجمعية المصرية للأوراق المالية «إكما»، أن هبوط السوق أمس يعكس تخوفات المستثمرين من تطورات الأحداث فى ليبيا.

وأشار إلى أن السوق تمر بحالة عدم تأكد حول ما إذا كانت الأمور ستحل سياسياً، أم ستتطور إلى حلول عسكرية.

واستكمل: فى حالة التوصل لحلول سياسية فإن السوق سرعان ما ستعود للتحركات الايجابية التى شهدتها الفترة الأخيرة.

ولفت إلى أن الحل العسكرى لن يؤثر بقوة،  موضحا أن التأثيرات على أسواق المال عادة ما تكون استباقية 

وأرجع عادل عبدالفتاح، العضو المنتدب لشركة ثمار لتداول الأوراق المالية، هبوط السوق إلى عدم وضوح الرؤى وأبعاد الصراع الليبى التركي، والدور المصرى فى ذلك، مشيراً إلى عدم صدور تعليقات رسمية حتى الآن.

وقال إن التأثيرات السلبية عادة ما تكون فى البدايات، وحال وقوع الحدث فعلياً فستعود السوق للتحسن.

وأضاف أن البورصة مرت بأحداث شبيهة إبان غزو العراق، وظهرت التأثيرات السلبية مع التلويح الأمريكى بضربه، واستقرت تحركات السوق مع الحدث الفعلي. 

ونصح عبدالفتاح المستثمرين بالتأنى لحين وضوح الرؤي، فضلاً عن انتقاء الفرص فى الأسهم القوية مالياً وفنياً، فى القطاعات الدفاعية المستبعد تأثرها بالأحداث. 

وعلى صعيد التحليل الفني، قال أدهم جمال الدين، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة كايرو كابيتال لتداول الأوراق المالية، إن مؤشر EGX30 استكمل الهبوط للجلسة الثالثة على التوالي، تأثراً بالأحداث الجيوسياسية فى ليبيا. 

وأشار إلى أن السوق شهدت أمس حالة من الذعر دفعت العديد من الأسهم للهبوط نحو %10 كما دفعت EGX30 لاختراق مستوى الدعم الهام 10850 نقطة، والذى كان يمثل مستوى ايقاف خسائر، كما واصل المؤشر الهبوط فى اتجاه مستوى الدعم التالى 10600 نقطة، ليقترب من اختراقه أيضا. 

وتوقع جمال الدين استمرار هبوط المؤشر قرب مستوى الدعم التالى 10100 نقطة، ناصحاً المستثمرين بالاحتفاظ بالسيولة خارج السوق، وانتظار إشارة إيجابية للشراء. 

أحمد على – جهاد سالم