بنوك استثمار: يجب إيضاح استراتيجية أموك لاستعادة الربحية بشكل تفصيلى

أرجع الخبراء انخفاض الإيرادات إلى هبوط عائد المنتج غالباً، بسبب الانخفاض فى مبيعات السولار، وعزت الإدارة انخفاض الهامش إلى الزيادة الكبيرة فى تكلفة المواد الخام، والتى لم يقابلها معدل الزيادة فى مزيج أسعار البيع.

بنوك استثمار: يجب إيضاح استراتيجية أموك لاستعادة الربحية بشكل تفصيلى
مصطفى طلعت

مصطفى طلعت

7:46 ص, الثلاثاء, 7 مايو 19

■ هبطت %67 فى 9 أشهر

■ بلتون: 7.55 جنيه قيمة عادلة للسهم.. وتوصية بالاحتفاظ

■ تعليق الإدارة على نتائج الأعمال غير كاف لتبرير الأداء الضعيف

وأظهرت نتائج أعمال شركة الإسكندرية للزيوت المعدنية – أموك، انخفاض الأرباح بنسبة %67 خلال فترة التسعة أشهر من العام المالى الحالى 2018 – 2019 لتصل إلى 329.3 مليون جنيه، مقابل مليار جنيه تقريبا خلال الفترة المماثلة من العام المالى السابق.
وكشفت النتائج المالية ارتفاع مبيعات الشركة إلى 11.1 مليار جنيه، مقابل 10 مليارات فى الفترة المماثلة، إلا أن تكلفة المبيعات قفزت إلى 10.6 مليار جنيه، مقابل 8.6 مليار الفترة المقارنة.

وعلى صعيد أداء الربع الثالث من العام المالى الحالى، انخفضت الأرباح بنسبة %84 لتسجل 51 مليون جنيه، كما تراجعت الإيرادات %10 لتسجل 3.36 مليار جنيه، مقابل 3.75 مليار.
وعزت الشركة تراجع أرباح الفترة إلى زيادة تكلفة مواد خامات التغذية نتيجة ارتفاع أسعارها العالمية، مقارنة بأسعار بيع منتجات الشركة، فى الوقت الذى زادت فيه قيمة مبيعات تشكيلة منتجات الشركة بنسبة أقل عن الفترة المناظرة.

وقالت إنها عدلت تسعير بعض منتجاتها وأسعار الخامات مع الجهات ذات الصلة، كما أوجدت فرصاً تسويقية جديدة بالسوق المحلية، والتعاقد على شحنات تصدير للخارج حتى نهاية العام، الأمر الذى سيؤدى إلى تحقيق تاثيرات ايجابية على نتائج أعمال الشركة، خلال الفترة المقبلة.

وعلى اثر هذه المتغيرات، قررت «أموك» تعديل الموازنة التخطيطية ليصبح صافى الربح المستهدف بعد الضريبة بنهاية العام المالى الحالى 390 مليون جنيه، بدلاً من 707 ملايين، وذلك تماشياً مع الأسعار العالمية، وفقا لإدارة الشركة، وكذلك تعديل الموازنة الرأسمالية إلى 91 مليون جنيه، بدلاً من 515 مليوناً.

وقال عبدالرحمن وهبة، المحلل المالى بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية، إن نتائج أعمال الشركة خلال الربع الثالث جاءت ضعيفة بعد مواجهتها أداءً مالياً صعباً خلال النصف الأول من نفس العام، وذلك نتيجة انخفاض الفارق النقدى بين أسعار البيع وتكلفة المواد الخام، وهو ما يعود إلى تراجع مبيعات السولار، وهو المنتج عالى الربحية الذى يتم استخدامه فى عملية الخلط خاصة بالمازوت.

وأوضح أنه من المرتقب أن تكشف الشركة عن المزيد من التفاصيل حول الأداء، ومن ثم تستسمر فى وضع تصنيف السهم قيد المراجعة.
ولفت إلى أن نتائج الربع الثالث شهدت تراجعاً فى الأرباح بنسبة %84، وارتفع على أساس ربع سنوى إلى 51 مليون جنيه، دون التوقعات البالغة 265 مليون جنيه، بمعدل تراجع %81، وفى الوقت ذاته تراجعت الإيرادات %10 على أساس سنوى، و%9 على أساس ربع سنوى إلى 3.36 مليار جنيه، خلال الربع الثالث مقابل 3.75 مليار.

وأشار إلى أن انخفاض الأرباح يعود إلى تراجع هامش مجمل الربح بحوالى 800 نقطة إلى %4.2، مقابل %12.2 خلال نفس الفترة من العام السابق، إلى جانب تراجعه عن التوقعات البالغة %9.

وأرجع انخفاض الإيرادات إلى هبوط عائد المنتج غالباً، بسبب الانخفاض فى مبيعات السولار، وعزت الإدارة انخفاض الهامش إلى الزيادة الكبيرة فى تكلفة المواد الخام، والتى لم يقابلها معدل الزيادة فى مزيج أسعار البيع.

وقال إن تعليق إدارة أموك على نتائج الأعمال غير واضح بشكل كاف لتبرير الأداء الضعيف، متوقعا استمرار تراجع الأداء المالى خلال هذه الفترة، موضحاً أن انخفاض مبيعات السولار الذى تم استخدامه فى عمليات الخلط بغرض تعزيز مواصفات المازوت المصدر إلى الخارج، انعكس على متوسط أسعار المبيعات، ورجح انخفاض مبيعات زيوت التشحيم فى ظل احتدام المنافسة مع دخول موردين صينيين السوق.

كما أوضح أن الإجراءات التى أعلنت عنها الشركة من أجل تعزيز الربحية فى المستقبل لا يمكن أخذها فى الحسبان، لحين رؤية تحسن ملحوظ فى الأداء التشغيلى.
وأضاف: «لا يزال السعر المستهدف خلال 12 شهراً معلقاً، فى ظل عدم وضوح تصريحات الشركة، ونستمر فى الإبقاء على تصنيف السهم قيد المراجعة حتى الإعلان عن التفاصيل الكاملة، واتضاح الصورة لأنشطة الشركة على المدى القصير، حينها يمكن تحديث نموذج التقييم».

واستبعد ترحيب المستثمرين لأى توضيح أو تصريح ايجابى لإدارة الشركة، خاصة فى ظل عدم قيام الإدارة بتحذير المستثمرين من أية تطورات سلبية خلال النصف الأول من العام المالى الحالى، علاوة على عدم توضيح الأسباب وراء تراجع الأداء خلال الربع الثالث من نفس العام.
ويرى أن تعافى السهم مرتبط بنجاح الشركة فى تحقيق تحول ايجابى ملحوظ بنتائج أعمال الربع الرابع من العام المالى الحالى، علاوة على تطبيق الإدارة للاستراتيجية الجديدة التى كشفت عنها مسبقاً.

تابع: «سوف نقوم بتحديث توصيتنا والسعر المستهدف لأموك إلى 12 شهراً، عقب كشف الشركة عن مزيد من التفاصيل بشان الأداء التشغيلي».
وقال على عفيفى، محلل قطاع الكيماويات ببنك الاستثمار – بلتون، إن صادرات المازوت بأسعار منخفضة، أدى إلى تراجع الأداء بهذا الشكل، خاصة أنه يمثل %55 من إنتاج أموك، ويأتى ذلك بالتزامن مع ارتفاع تكلفة الإنتاج والمبيعات.

وأوضح أن هامش الربح انخفض إلى %5 خلال الربع الثالث من العام المالى الحالى، مقابل 14 و15% خلال الربع المماثل من العام المالى السابق.
ولفت إلى أن جميع الحلول التى أعلنت عنها الشركة لتحسين معدلات الربحية هى حلول طويلة الأجل، ولن يتم ملاحظة أثارها الايجابية فى الوقت الحالى، وبالتالى الرؤية غير واضحة، إلا أنه من الممكن إضافة عملاء جدد، وبأسعار مرتفعة، ومحاولة التركيز على المنتجات الأخف مثل الديزل والنافتا.

وتوقع أن تصل صافى أرباح الشركة إلى 400 مليون جنيه، على أقصى تقدير بنهاية العام المالى الحالى، موضحاً أن القيمة العادلة الحالية لسهم الشركة وفقا لبلتون تبلغ 7.55 جنيه، مع توصية بالاحتفاظ.
وقالت وحدة أبحاث بنك الاستثمار «نعيم» إن إدارة أموك وضعت استراتيجية شملت 3 محاور لاستعادة هوامش الربحية، الأول تضمن العمل على استيراد مادة تخفيف بتكلفة أقل من زيت الغاز، لتحل محله فى تركيبة زيت الوقود.

أما المحور الثانى، فيتمثل فى تطلع أموك إلى تطبيق استراتيجيات تسويقية جديدة فى عملية التصدير، من خلال التعامل مع وكالات تجارية عالمية لضمان استقرار الطلب على منتجاتها ورفع أسعارها.
كما تتجه أموك إلى إبرام اتفاقية مع شركة ميدور لتكرير جميع منتجاتها بتكلفة أقل (تمتلك ميدور التكنولوجيا اللازمة لتكرير المنتجات البترولية بما يتوافق مع المواصفات العالمية، على أن يتم الإفصاح عن المزيد من التفاصيل حول هذه الاتفاقية فى وقت لاحق).

وقالت إدارة الشركة إن انخفاض هوامش الربحية يعود فى الأساس إلى انخفاض ملحوظ فى حجم مشتريات الهيئة المصرية العامة للبترول من زيت الوقود الذى تحصل عليه من أموك، وذلك نتيجة توافر كميات أكبر من الغاز الطبيعى، علماً بأن الشركات المنتجة للكهرباء تفضل الغاز الطبيعى على زيت الوقود.

وبناءً على ذلك، اتجهت أموك إلى تصدير الكميات الزائدة من إنتاجها من زيت الوقود بأسعار أقل نسبيًا وبتكاليف أعلى لاستيفاء المعايير والمواصفات العالمية، وعلى هذا استخدمت الشركة زيت الغاز عن طريق خلطه للوصول إلى زيت الوقود المطلوب، بما نتج عنه بند تكلفة استثنائية مرتفعة، وهو الأمر الذى أدى إلى تراجع الهوامش.

توقع محللون ماليون بوحدات بحوث بنوك استثمار محلية، استمرار تراجع الأداء المالى لشركة الإسكندرية للزيوت المعدنية – أموك، خلال الفترة المقبلة، لحين قيام إدارة الشركة بالكشف عن مزيد من التفاصيل حول استراتيجية إعادة الربحية إلى طبيعتها. وقال المحللون، إن تعليق إدارة أموك على نتائج أعمال الشركة عن فترة التسعة أشهر الأولى من العام المالى الحالى 2018 – 2019 غير واضح بشكل كاف لتبرير الأداء الضعيف، مرجحين استمرار الضغوط على مبيعات السولار، وانخفاض مبيعات زيوت التشحيم فى ظل احتدام المنافسة مع دخول موردين صينيين السوق.