بنوك استثمار: «جهينة» هدف للاستحواذ من كيانات عالمية وإقليمية ..وتوقعات باستمرار تحقيق أرباح نصف مليارية فى 2022

حددوا القيمة العادلة للسهم بين «8.5 - 9.18» جنيه

بنوك استثمار: «جهينة» هدف للاستحواذ من كيانات عالمية وإقليمية ..وتوقعات باستمرار تحقيق أرباح نصف مليارية فى 2022
مصطفى طلعت

مصطفى طلعت

7:39 ص, الأربعاء, 18 مايو 22

توقع محللون ماليون فى بنوك استثمار أن تواصل شركة جهينة للصناعات الغذائية تقديم أداء قوى خلال العام المالى 2022، مدعومة بحصتها السوقية وتنويع مواردها المالية وتمرير بعض الزيادات فى الأسعار، مؤكدين استمرار تحقيق أرباح تتجاوز النصف مليار جنيه خلال العام الحالي، مع مواجهة بعض التحديات فى مقدمتها ارتفاع التكاليف والمصروفات.

وأشاروا إلى أن الحصة السوقية للشركة وقدراتها التوزيعية الكبيرة وتنوع منتجاتها تضعها فى مرمى الاستحواذات من شركات إقليمية وعالمية.

وقالوا إن جهينة حققت أرباحًا جيدة خلال 2021 مقارنة بمنافسيها رغم التحديات التى تعرضت لها هوامش الربحية، نتيجة الزيادة فى الأسعار العالمية لمدخلات الإنتاج (مثل اللبن الخام) إلى جانب تباطؤ حركة سلاسل التوريد العالمية.

وحدد المحللون القيمة العادلة للسهم بين 8.5 و9.18 جنيه، مع توصية بالشراء، علمًا بأنه يتداول على شاشات البورصة حاليًا بالقرب من مستوى 7.8 جنيه.

يذكر أن القوائم المالية المجمعة غير المدققة للعام المالى 2021، كشفت عن تحقيق الشركة إيرادات بقيمة 8.8 مليار جنيه، بارتفاع %17 بينما بلغت إيرادات الربع الأخير منفردًا 2.3 مليار جنيه، بنمو %22 نتيجة الارتفاع فى حجم المبيعات.

وانخفض هامش مجمل الربح %3.4 فى العام ليصل إلى %28.7 ليصل إلى %26.5 فى الربع الأخير، بتراجع %5.7 مقارنة بنفس الفترة العام السابق.

وقالت إدارة الشركة، فى بيان للتعليق على نتائج الأعمال، إن بدايات 2021 شهدت الكثير من التحديات بسبب تطورات جائحة فيروس كورونا.

وأوضحت أن الجائحة كان لها تأثير سلبى ملموس على جميع الأعمال التجارية العالمية والمحلية أدت إلى نمو أسعار السلع نتيجة الخلل الذى حدث فى سلاسل الإمداد لمختلف الموارد، ولكن بالرغم من ذلك تمتعت الشركة بنمو استثنائى ومستقر فى مبيعات الألبان والزبادى والعصائر.

وذكرت أن الشركة حققت نموًا فى الأرباح خلال 2021 بنسبة %17 نتيجة تعافى القوى الشرائية للمستهلكين، إذ استعاد المواطنون قدرًا كبيرًا من عاداتهم اليومية فى الإنفاق بعد إجراءات الوقاية والتطعيم التى اتخذتها الدولة التى قللت من إجراءات القيود.

ولفتت إلى أن «جهينة» تمكنت من اجتياز التحديات الرئيسية التى واجهتها خلال تلك الفترة، والتى كان فى مقدمتها زيادة مدخلات الإنتاج ومواد التعبئة والتغليف والارتفاع المتزايد فى تكاليف الشحن.

وذكرت الإدارة أن الشركة تمكنت من تقليص صافى مديونية من 781 مليونًا إلى 294 مليون جنيه، (انخفاض بنسبة %62 عن العام السابق) الأمر الذى كان له تأثير إيجابى على قلة تكلفة التمويل.

وقالت إن الإدارة بذلت جهودا استراتيجية لتحقيق التوازن فى محفظة المنتجات والمرونة فى الاستجابة لتغيرات السوق، بعدما نجحت فى إطلاق منتجات جديدة تدعيم مكانة العلامة التجارية لـ«جهينة» مع قاعدة عملاء جديدة، ما ساعدها على تقوية مكانتها أمام المنافسين.

وأكدت أن استراتيجيتها الإدارية لتحسين الأداء والتواصل على مختلف الأصعدة أدت إلى زيادة التعاون وحضورها فى السوق، من خلال انتشار العلامات التجارية الجديدة، وهو ما تم ترسيخه بواسطة الحملات التسويقية وابتكار منتجات جديدة وتجديد شكل العبوات.

وأشارت إدارة جهينة إلى أنها تواصل التركيز على إطلاق منتجات عالية الجودة ذات هوامش ربحية عالية، مع الالتزام بسياسة الإنفاق الرأسمالي.

وترى إنجى الديواني، محلل القطاع الاستهلاكى ببنك الاستثمار «بلتون»، أن الشركة سجلت نموًا فى الأرباح بنحو %23 على أساس سنوي، وهى معدلات أقل %16 من الأرباح من الأعمال الأساسية لعام 2020 حال تجنب المخصصات المالية فى 2020.

وأرجعت إنجى الديوانى نمو أرباح العام الماضى إلى انخفاض المصروفات التمويلية بنسبة %58 موضحة أن الشركة سجلت مخصصات بقيمة 200 مليون جنيه خلال 2020.

وذكرت أن الإيرادات ارتفعت بنسبة %17 على أساس سنوى إلى 8.8 مليار جنيه، إثر الأداء القوى لكل خطوط الإنتاج الرئيسية للشركة.

ولفتت إلى أن أسعار الحليب الخام ارتفعت من %12-10 وأسعار لبن البودرة منزوع الدسم بواقع %20 فى المتوسط خلال 2021.

وأشارت إنجى الديوانى إلى أن الشركة مررت تضخم التكلفة جزئيًا من خلال خفض العروض الترويجية للتجار على حليب جهينة بنحو %3 مع فرض زيادة سعرية بواقع %1 فى سبتمبر وأكتوبر، كما رفعت أيضًا أسعار الزبادى بواقع %10 فى أواخر الربع الأخير من 2021.

وأشارت إلى أن “جهينة” عدّلت المعالجة المحاسبية للخصم الممنوح للعملاء، من خلال طرح الخصم من صافى الإيرادات بدلًا من تسجيلها فى حساب المصروفات التسويقية والعمومية والإدارية.

واوضحت إنجى الديوانى أنه بناءً على ذلك، تم تعديل صافى المبيعات والمصروفات التسويقية والعمومية والإدارية بأثر رجعي، من خلال خفض صافى المبيعات والمصروفات التسويقية والعمومية والإدارية.

وشرحت النتائج المالية للربع الأخير من 2021 بشكل مفصل، فعلى صعيد سنوي، أوضحت أن الأرباح تراجعت بواقع %19 إلى 36 مليون جنيه.

وأشارت إلى أن معدلات ربحية الربع الأخير جاءت أقل من التقديرات بنحو %67 نتيجة انكماش هامش مجمل الربح %6 إثر ارتفاع أسعار المواد الخام واضطرابات سلاسل التوريد، وارتفاع المصروفات التسويقية والعمومية والإدارية والمصروفات التشغيلية الأخرى %17.

وأوضحت أنه إذا تم الأخذ فى الاعتبار تسجيل مخصصات واضمحلال بواقع 100 مليون جنيه خلال الربع الأخير من 2020، تنخفض الأرباح المعلنة نفس الفترة من 2021 بنسبة %75 على أساس سنوي.

وذكرت إنجى الديوانى أن تراجع الارباح جاء على الرغم من ارتفاع الإيرادات بنحو %22 على أساس سنوي، وانخفاض المصروفات التمويلية بواقع %72.

وارتفعت الإيرادات بنسبة %22 إلى 2.28 مليار جنيه بزيادة عن التقديرات، نتيجة نمو أحجام المبيعات مع ارتفاع مبيعات الألبان بنسبة %24 وإيرادات قطاع الزبادى %13 وصعود إيرادات قطاع العصير فى ضوء تحسن الطلب على المنتجات السريعة.

وذكرت أن مجمل الربح ارتفع بواقع %1 إلى 604 جنيهات بانخفاض %10 عن التقديرات، مع تراجع هامش مجمل الربح بواقع 5.7 نقطة مئوية إلى %26 إثر ارتفاع تكلفة التعبئة والتغليف وأسعار المواد الخام واضطرابات سلاسل التوريد.

ولفتت إلى أن الربحية تراجعت قبل خصم الفوائد والضرائب بنسبة %33 إلى 131 مليون جنيه، وهى أقل من التقديرات بنحو %42 مع تراجع هامش الربحية قبل خصم الفوائد والضرائب بنحو 4.8 نقطة مئوية إلى %6.

وأوضحت أن المصروفات التسويقية والعمومية والإدارية والمصروفات الأخرى ارتفعت بواقع %17 نظراً لاستمرار الإنفاق التسويقى لدعم طرح منتجات جديدة وارتفاع المخصصات.

وعلى أساس ربع سنوي، قالت إنجى الديوانى إن الأرباح تراجعت بنسبة %79 إثر انخفاض أداء الإيرادات بنحو %6 وتراجع مجمل الربح بواقع %9 وارتفاع المصروفات التسويقية والعمومية والإدارية ومصروفات تشغيلية أخرى بنحو %13.

وقالت إنجى الديوانى ان وحدة بحوث “بلتون” حددت القيمة العادلة لسهم جهينة عند 8.5 جنيه، مع توصية بالشراء.

وقال هشام حمدي، محلل القطاع الاستهلاكى فى بنك الاستثمار “نعيم”، إن شركة جهينة حققت نتائج قوية وسط منافسة شديدة وتكلفة غير مواتية.

وتوقع “حمدي” أن تتعرض هوامش ربحية الشركة لمزيد من الضغط فى عام 2022، بسبب ارتفاع التكاليف وضعف القوة الشرائية للمستهلكين، مع استمرار المبيعات لتصل إلى 9.4 مليار جنيه بنهاية العام الحالي، وأن تستمر الأرباح أعلى الـ500 مليون جنيه.

وأوضح أن إجمالى الإيرادات ارتفع بنسبة %22 إلى 2.3 مليار جنيه فى الربع الأخير على أساس سنوي، مدفوعاً بنمو الاحجام وانتعاش الطلب فى جميع القطاعات، لكنه انخفض 6.3٪ على أساس ربع سنوى بسبب الظروف الموسمية.

وقال إن صافى أرباح الربع الأخير انخفض بنسبة %20 إلى 36 مليون جنيه على أساس سنوى و%79.3 على أساس ربع سنوي، متأثرًا بارتفاع تكاليف المواد الخام والنفقات العامة والضرائب وانخفاض هامش الربح الإجمالى (بلغ %26.5) نتيجة التأثر بالحليب المجفف العالمى والتعبئة والتغليف، إضافة إلى اضطرابات سلسلة التوريد.

وعلى مستوى المنتجات، أوضح “حمدي” أن مبيعات الألبان ارتفعت بنسبة %23.8 على أساس سنوى و%3.4 على أساس ربع سنوي، لتصل إلى 1.2 مليار جنيه.

كما زادت مبيعات العصائر %28.2 على أساس سنوي، لكنها انخفضت %20.9 على أساس ربع سنوي، تصل إلى 405 ملايين جنيه.

وارتفعت مبيعات الزبادى بنسبة %12.7 على أساس سنوي، وانخفضت %11.1 على أساس ربع سنوى إلى 542 مليون جنيه، وارتفعت مبيعات المركزات %80 على أساس سنوي، بينما انخفضت %25 ربع سنوى إلى 45 مليون جنيه.

وأشار “حمدي” إلى أن صافى الدين انخفض بمقدار 468 مليون جنيه على أساس سنوي، ليستقر عند 359 مليون جنيه، موضحًا أن صافى رأس المال العامل استقر عند 407 ملايين جنيه، منخفضًا بنسبه %26 على أساس سنوي، ويرجع ذلك إلى زيادة أرصدة الموردين.

وقال إن الشركة سجلت نتائج قوية وسط ظروف السوق الصعبة، بما فى ذلك ارتفاع تكاليف المواد الخام (أسعار الحليب الخام العالمية وتكاليف مواد التعبئة والتغليف) ، واضطرابات سلسلة التوريد.

وأكد “حمدي” أن الاستقرار الواسع فى الهوامش كان انعكاسًا لقدرة الشركة على رفع الأسعار والتخفيف جزئيًا من آثار تضخم التكلفة.

من زاوية الحصة السوقية للشركة أمام المنافسين، قال “حمدي” إن شركة المراعى (المنافس المحلى الرئيسى لجهينة) سجلت نموًا أعلى فى المبيعات بنسبة %29 مقابل نمو لجهينة بنسبة %17 فى عام 2021.

وتوقع أن يكون صافى أرباح الشركة تحت الضغط بسبب انكماش هامش الربحية فى 2022، ونتيجة ذلك، نرجح من معظم المنتجين المحليين بما فى ذلك “جهينة” تنفيذ زيادات الأسعار فى المستقبل.

وتوقع “حمدي” أن يستمر النظر إلى الشركة على أنها هدف استحواذ من قبل المستثمرين الإقليميين والأجانب، وشركات الأغذية والمشروبات العالمية، نظرًا لاسم “جهينة” التجارى القوى والراسخ.

وقال إن وحدة بحوث “نعيم” أوصت بشراء السهم عند سعر مستهدف 9.18 جنيه بناءً على نموذج التدفقات النقدية من الأصول المتداولة والتوسعات.

وقال إن الشركة لديها بعض المحفزات الإيجابية، أهمها قيمة الجنيه المصري، إذ إن كل ارتفاع قدرة %5 فى الجنيه مقابل الدولار يمثل تحسنًا فى نتائج الأعمال، موضحًا أن 40% من تكلفة البضائع المبيعة للشركة تخص مسحوق الحليب الخام المستورد.

ومن ضمن الإيجابيات، خطط الشركة للاستفادة من شركتها التابعة “طيبة للتوزيع” فى توزيع منتجاتها لتوليد دخل أعلى وتعزيز نمو الإيرادات.

وأشار إلى أن “جهينة” نجحت فى تقليص ميزانيتها العمومية إلى حد كبير، إذ بلغ صافى ديونها بما فى ذلك التأجير التمويلى 359 مليون جنيه، ما يعطى الشركة قدرة أكبر على مواجهة التحديات الراهنة.

وحدد “حمدي” بعض المخاطر التى قد تتعرض لها الشركة فى عدة نقاط، أبرزها ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة، وانخفاض قيمة الجنيه، والمنافسة الشديدة من الكبيرة من اللاعبين المنافسين.

ومن بين المخاطر أيضًا القوة الشرائية الاستهلاكية الضعيفة التى قد تعرض أداء مبيعاتها للخطر، إلى جانب ارتفاع أسعار الحليب العالمية والإقليمية، وارتفاع أسعار مواد التغليف، إضافة إلى اضطرابات سلسلة التوريد العالمية.

من جانبها، قالت وحدة بحوث بنك الاستثمار “برايم” إن هامش مجمل ربح الشركة تعرض لضغوط ليصل إلى %28.7 خلال 2021 مقارنة بـ%32.1 (متراجعًا 3.4 نقطة مئوية) بسبب الزيادة العالمية فى أسعار مسحوق الحليب منزوع الدسم.

وأوضحت “برايم”، فى تعليق مقتضب أنه على العكس من ذلك، ارتفع هامش صافى الربح إلى %6 فى 2021 (بزيادة 0.3 نقطة مئوية)، بسبب انخفاض المصروفات البيعية والعمومية والإدارية مقارنة بالإيرادات إلى %18.3 (انخفض 0.3 نقطة مئوية).

يذكر أن الشركة أطلقت قطاعًا للمنتجات النباتية تلبية لطلب المستهلكين، إذ أطلقت 5 منتجات من الحليب النباتى تحت العلامة التجارية الفرعية الجديدة، N&G”، والزبادى اليونانى بالنكهات وهو مصنوع من مكونات طبيعية وخالية من الجلوتين، وتوفر العبوة الواحدة منه %30 من احتياج الجسم اليومى للبروتين.

◗❙«الديواني»: الشركة مررت تضخم التكلفة بخفض العروض الترويجية وتطبيق زيادات سعرية

◗❙«حمدي»: نتائج قوية وسط ظروف السوق الصعبة بما فيها واضطراب سلاسل التوريد

◗❙«برايم»: ضغوط على مجمل الأرباح بسبب مسحوق الحليب.. وارتفاع الصافى نتيجة انخفاض المصروفات