عقب الخسارة التى شهدتها شركة «حديد عز» فى الربع الثانى من 2020، جاءت توقعات بنوك الاستثمار متفائلة للربع الثالث مع ترجيحات بتحسن للمؤشرات المالية، بدعم من عدة عوامل، تضمنت زيادات أسعار البيع فى أغسطس وسبتمبر بقيمة 200 و350 جنيه للطن على الترتيب، والخفض الأخير لأسعار الفائدة.
وتقول بنوك الاستثمار إن الربع الأخير من العام قد تشهد فيه «عز» تعافيا إضافيا من بعض خسائرها حال اتخاذ قرار بخفض أسعار الغاز، بدعم السيولة التى ستتوفر للشركة من هذا القرار.
وواصلت «عز» خسائرها فى الربع الثانى من 2020، بضغوط من تراجع الطلب نتيجة فيروس كورونا،و ما ترتب عليها من قرارات حكومية بالإغلاق الجزئي، وانخفاض الأسعار %16 و وقف كافة أعمال التشييد واستخراج التراخيص فى كافة المحافظات لفترة 6 أشهر بدءً من أبريل 2020.
وأظهرت القوائم المالية المجمعة للشركة انخفاض إيراداتها %47 على أساس سنوى لتصل إلى 7.04 مليار جنيه، مع تراجع المبيعات لحديد التسليح والمسطح، ما أدى إلى صافى خسائر بقيمة 984 مليون جنيه.
عن خفض الغاز.. فاروس: كل دولار يوفر 845 مليون جنيه سنويا للشركة
وقال بنك استثمار فاروس إنه يتوقع بعض التحسن فى إجمالى إيرادات «حديد عز» بالربع الثالث من 2020، مرجعا ذلك إلى التعافى المُرجح فى المبيعات، وزيادة أسعار البيع فى شهر أغسطس بواقع 200 جنيه للطن، وفى سبتمبر بنحو 350 جنيه للطن، لافتا إلى أن ذلك سيؤثر إيجابيا على صافى الدخل، وخاصة بعد الخفض الأخير فى أسعار الفائدة %0.5
وأشار فاروس إلى أنه إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يدفع الخفض المحتمل فى أسعار الغاز الطبيعى – حال تطبيقه فى الربع الرابع 2020 – الشركة للتعافى من بعض خسائرها على مستوى صافى الدخل، حيث إن كل دولار يتقرر خفضه سيوفر للشركة 845 مليون جنيه سنويًا.
وحول مديونيات عز يؤكد بنك الاستثمار أنه رغم ارتفاع مستويات المديونيات إلا أن تكاليفها منخفضة، موضحا أن خفض الفائدة فى شهرى مارس وسبتمبر من هذا العام ومبادرات التمويل المنخفض التكلفة التى قدمها المركزى المصرى لشركات القطاع الصناعي، ستساهم فى تخفيف وطأة الضغوط الواقعة على الشركة والمجموعة بأكملها نتيجة ارتفاع المديونيات فى النصف الثاني، متوقعا انخفاضا فى حساب مصروفات الفائدة.
وشهدت صافى مديونيات «عز» ارتفاعا إلى 33.3 مليار جنيه بنهاية يونيو 2020 مقارنة مع 32.9 مليار بنهاية 30 يونيو 2019 فى ظل حالة الضعف التى ضربت الأداء التشغيلى والتدفقات النقدية، وفقا لفاروس.
وأكد بنك الاستثمار أن هناك عدة أمور قد تغير الأوضاع كليا تتمثل فى وضع رسوم وقائية رادعة على واردات الحديد، أو تعافى أسعار الحديد العالمية، أو انخفاض كبير فى سعر الصرف، مشددا فى الوقت نفسه على أن مزيدًا من الخفض فى أسعار الكهرباء والغاز سيؤدى دورًا هاما.
وعلى صعيد نتائج الربع الثانى أرجع «فاروس» خسائر الشركة إلى ضعف الطلب تزامنا مع إجراءات الإغلاق الجزئى الحكومية، وشهر رمضان وتباطؤ وتيرة أعمال البناء والتشييد؛ وتراجع مبيعات كافة قطاعات الحديد، وضعف الأسعار، وارتفاع المصروفات التشغيلية، وارتفاع تكلفة التمويل، وخسائر فرق العملة.
النعيم: يخفض 11 دولارا فى إنتاج الطن
وقال آلين سنديب، رئيس قطاع البحوث ببنك استثمار النعيم، إن نتائج الشركة فى الربع الثانى خالفت توقعات بنك الاستثمار، مرجعا ذلك إلى التراجع الحاد فى المبيعات على خلفية تعليق إصدار تصاريح المبانى الجديدة، وضعف نشاط البناء، وجائحة كورونا وتأثيرها على صادرات الشركة.
وتوقع سنديب أن تشهد المؤشرات المالية لـ «حديد عز» تعافيًا تدريجيًا خلال النصف الثانى من 2020 فى إطار رفع القيود على تراخيص المبانى الجديدة وما سيترتب عليه من نمو فى الطلب الأساسي، كما أنه حال إجراء خفض أسعار للغاز الطبيعى سيساهم ذلك فى تقنين حجم الخسائر، مقدرا وفرا قيمته 11 دولارا للطن، مقابل كل دولار خفضا فى أسعار الغاز.
وقال بنك استثمار بلتون إن خسائر الشركة، من الأعمال الأساسية قبل خصم حقوق الأقلية فى الربع ارتفعت إلى 1.4 مليار جنيه مقارنة مع 1.1 مليار جنيه فى الربع الثانى من 2019، مرجعا زيادة الخسائر إلى انكماش إيرادات المبيعات بنسبة %47 على أساس سنوي.
وأرجع بنك الاستثمار انخفاض الإيرادات بنسبة %47 فى الربع الثانى إلى 7.1 مليار جنيه إلى التراجع الحاد لأحجام المبيعات على صعيد حديد التسليح، و الحديد المسطح، مع تطبيق الحكومة إجراءات إغلاق جزئى وإصدار قرار بوقف كافة أعمال التشييد واستخراج التراخيص فى كافة المحافظات لفترة 6 أشهر بدءً من أبريل 2020، بجانب انخفاض أسعار البيع بنحو %16 بالتوازى مع انكماش الأسعار العالمية للحديد.