بنوك استثمار تبدى نظرة متفاءلة حول تحسن هوامش ربحية «حديد عز»

º بداية العام المقبل بدعم ظهور بعض العلامات الايجابية

بنوك استثمار تبدى نظرة متفاءلة حول تحسن هوامش ربحية «حديد عز»
منى عبدالباري

منى عبدالباري

6:22 ص, الأحد, 15 سبتمبر 19

أبدت بنوك استثمار محلية نظرة متفاءلة حول مستقبل ، فى ضوء انحسار الضغوط التشغيلية التى كانت تواجهها سابقًا، فيما لازالت التحديات العالمية هى العنصر المؤثر على هوامش ربحية الشركة نتيجة ارتفاع أسعار خام الحديد عالميا، والحروب التجارية، ومخاوف من حدوث إغراق للسوق المحلية.

وأشارت إلى أن هناك بعض العلامات الايجابية التى ظهرت مؤخرا، من المتوقع معها عودة الشركة للربحية بداية عام 2020،

تشمل استقرار أسعار الحديد عالميا، وإجراء الشركة زيادة فى أسعار منتجها.

1.2 مليار جنيه خسائر خلال 3 شهور

وكانت الضغوط العالمية فى الربع الأول قد أسفرت عن تكبد الشركة خسائر سجلت 1.2 مليار جنيه، رغم زيادة الإيرادات بواقع %8 على أساس سنوى .

يشار إلى أن سهم حديد عز كان قد شهد مؤخرا تقييما متدنيا أصدره بنك استثمار سى آى كابيتال، قال فيه إن السعر المستهدف للسهم 4.20 جنيه،

ما أدى إلى هبوطه فى اليوم التالى بنسبة %10 دفعة واحدة، قبل أن تصدر بنوك استثمار أخرى تقييمات للسهم بقيم عادلة تتراوح بين 20 و21 جنيهاً.

وكان سهم حديد عز قد سجل صعودا %34 دفعة واحدة خلال أغسطس الماضى، فيما رجح محللون فنيون اتجاه السهم صوب 15.5 جنيه حتى نهاية العام،

بدعم خفض الفائدة وما يترتب عليه من تراجع فى تكاليف مديونية الشركة، ونتائج صفقة استحواذ عز الدخيلة على العز للصلب المسطح، والعز للدرفلة، والانعكاس الإيجابى على الشركة الأم من هذه الصفقة. 

«برايم»: الشركة تجنى ثمار زيادة الأسعار 300 جنيه للطن مطلع 2020

قال شادى عفيفى، محلل قطاع الحديد ببنك استثمار برايم، إن صناعة الحديد شهدت حزمة من التحديات الداخلية والخارجية الفترة الأخيرة، ما تسبب فى الضغط على هوامش ربحية شركة حديد عز

إلا أن بعض العلامات الإيجابية التى ظهرت مؤخرا تشير لتوقعات تحسن هوامش الربحية مره أخرى بداية من العام القادم.

وأضاف: من المتوقع تحسن ربحية الشركة بداية من العام القادم على خلفية استقرار أسعار خام الحديد عالمياً وجنى الشركة لثمار الارتفاع الأخير فى أسعار منتجها النهائى بواقع 300 جنيه للطن فى أبريل الماضى،

وهو الارتفاع الذى على الأرجح لن يكون الأخير خاصة إذا صدر الحكم لصالح وزاره الصناعة باستئناف الرسوم الحمائية على ورادات البيليت.

يشار إلى أنه فى ظل مخاوف من انعكاس نتائج الحرب التجارية العالمية على السوق المحلية، وارتفاع فائض المعروض من الحديد عالميا، قامت وزاره التجارة والصناعة بفرض رسوم حمائية على الحديد المسلح والمنتجات شبه المصنعة من الحديد (البيليت).

فرض الرسوم على البليت

واستطاعت مصانع الدرفلة الحصول على حكم بوقف تنفيذ فرض الرسوم الحمائية على البيليت، يوليو الماضى،

إلا أن وزاره الصناعة قدمت طعنا أخر من المنتظر أن يصدر حكم عنه فى 5 أكتوبر المقبل.

ورأى عفيفى أيضا أن قرار المركزى بخفض أسعار الفائدة %1.5 دفعة واحدة يمثل عنصر ايجابيا للشركة يدفع لمزيد من الاعتقاد فى تحسن هوامش ربحيتها،

نظرا لارتفاع حجم دين الشركتين، حديد عز والعز الدخيلة والذى يصل لنحو 27.4 مليار جنيه، و17.4 مليار جنيه على التوالى.

وقال عفيفى إن هناك بعض الأمور الايجابية التى تلوح فى الأفق على الصعيد العالمى، بتمكن شركة فالى البرازيلية من استئناف العمل بالكامل فى يوليو الماضى،

ما أدى لتراجع أسعار خام الحديد تدريجياً لتصل إلى 100 دولار للطن فى نهاية أغسطس من العام الجارى، ومن المتوقع أن تستمر أسعار خام الحديد بالانخفاض تدريجيا لتتراوح بين 75-80 دولاراً بحلول 2020.

ارتفاع أسعار الحديد عالميا

يشار إلى أن أسعار خام الحديد ارتفعت عالمياً بداية العام الحالى إلى مستويات قياسية على خلفية انهيار سد بمنجم تابع لشركة فالى البرازيلية (ثانى أكبر شركة لاستخراج خام الحديد فى العالم)

ما أدى لارتفاع أسعار خام الحديد عالميا بنسبة %75 فى النصف الأول من عام 2019 لتسجل 140 دولاراً للطن، بسبب توقف العمل فى هذا المنجم،

وبالتالى انخفاض المعروض من خام الحديد.

ولفت إلى إن عز وتابعتها الدخيلة واجهتا نهاية العام الماضى انخفاضاً فى الطلب المحلى،

قبل أن يبدأ فى التعافى مرة أخرى بداية العام الحالى على خلفية انخفاض أسعار الحديد المسلح بحوالى 500 جنيه للطن،

لكن سرعان ما تعرضت هوامش ربحية الشركة لانخفاض حاد فى الربع الأول نتيجة الزيادة فى أسعار خام الحديد، واضطرارها لخفض أسعارها لمواجهة المنافسة المحلية. 

«بلتون»: 49.9 مليار جنيه إيرادات متوقعة خلال العام الجارى

وقال محمد مجدى، محلل قطاع الحديد ببنك استثمار بلتون المالية القابضة، إن المشكلات التى تواجهها حديد عز حاليا تتعلق بالصناعة والأوضاع العالمية بشكل عام، مقارنة بوقت سابق كانت الضغوط التى تواجهها يعود جزء منها بشكل أساسى إلى مشكلات تشغيلية وتمويلية .

وتابع: الشركات التابعة لعز القابضة أصبحت تعمل حاليا بواقع %80 من طاقتها الإنتاجية،

بينما تعمل عز الدخيلة بنسبة %100 من طاقتها حالياً، ما يؤكد انحسار المشكلات التشغيلية وتأثرها بالأوضاع العالمية.

ويرى أن توفر التمويل والطاقة يؤكدان قدرة عز على الإنتاج والبيع، لكن ارتفاع أسعار المواد الخام مشكلة مرتبطة بالسوق العالمى،

وظهرت بوضوح فى شكل خسائر لشركات عالمية، إلى جانب اتجاه عدد من الدول إلى فرض رسوم حمائية على المعدن لحماية صناعتها المحلية.

وأشار إلى أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين خلقت لدى المستثمرين مخاوف من حدوث تباطؤ فى النمو بالبلدين،

ما سيكون له انعكاس على الاستثمارات فى البنية التحتية وركود بقطاع الحديد، ينعكس على السوق المصرية، حيث ستتجه واردات الدول المتضررة من الحروب التجارية من المعدن لمصر،

وبسعر أدنى من المُصنع محليا بما يتراوح بين 1000 و1500 جنيه، ما قد يترتب عليه حدوث إغراق.

وأضاف أنه فى مقابل ارتفاع تكلفة الصناعة بالسوق المحلية، لا يُمكن لحديد عز إجراء زيادات فى أسعارها نتيجة المنافسة مع الورادات الأرخص سعرا.

الحروب التجارية على أسعار الحديد

وفيما يتعلق بتأثير صفقة استحواذ الدخيلة على عز للدرفلة وللصلب المسطح، قال مجدى إنه سيكون إيجابى للشركة الأم وسلبى للدخيلة على المدى القصير،

نتيجة تحملها تكلفة مديونيات الشركات المستحوذ عليها.

وأشار إلى أن بلتون خفضت القيمة العادلة لسهم حديد عز إلى 21.3 جنيه للسهم بضغط عدة أسباب، تشمل ارتفاعات خام الحديد عالميا %27 منذ بداية العام، نتيجة انهيار سد منجم شركة فالى البرازيلية،

ثانى أكبر موردى الحديد عالميا، مع الأخذ فى الاعتبار الحروب التجارية عالميا وتأثيرها على أسعار المعدن، وعدم وضوح الرؤية بشأن الطلب العالمى وتراجع أسعار الفائدة نحو مستويات %12 خلال 5 سنوات، مقارنة بتوقعاتنا السابقة عند %14.2.

ورجح وصول إيرادات حديد عز العام الحالى الى 49.9 مليار جنيه، فيما ستصل صافى خسائرها 2.6 مليار جنيه نتيجة الضغوط التى تواجهها.