أكد بنك «JP مورجان» الأمريكى فى تقرير حديث صدر هذا الشهر أنه يتوقع ارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500 S&P» لكبرى الشركات العالمية العالمية بحوالى %25 خلال العالم المقبل ليصل إلى ما يقرب من 4600 نقطة بعد أن بلغ فى بداية الأسبوع الجارى حوالى 3670 ليسجل أعلى مستوى فى تاريخه.
ويرى الباحثون فى«JP مورجان» أن الشركات التى تأثرت سلبا بتداعيات وباء فيروس كورونا ستحقق أكبر المكاسب خلال العام المقبل بفضل تدفق المستثمرين على شراء أسهمها التى هبطت عن قيمتها الحقيقية بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) ومن المتوقع أن يبلغ قيمة الطلب على شراء الأسهم فى البورصات الأمريكية حوالى 1.1 تريليون دولار خلال العام المقبل بعد أن ارتفع فى النصف الثانى من هذا العام حتى الآن بحوالى 600 مليون دولار برغم وباء كورونا الذى قلص قيمة المعروض بحوالى 500 مليون دولار لتراجع مبيعات بعض الشركات فى قطاعات السياحة والطيران والفنادق والمطاعم وغيرها من الشركات التى تأثرت بالإغلاقات ومنع التجمعات للحد من العدوى.
وذكرت وكالة «بيزنس نسايدر» التى نشرت تقرير البنك الأمريكى أن مؤشر «500 S&P» انتعش خلال العام الجارى برغم انتشار فيروس كورونا فى الولايات المتحدة التى تصدرت العالم فى عدد الإصابات التى تجاوزت 16 مليون حالة ووفاة ما يقرب من 300 ألف شخص.
وقفزت أسعار أسهم الشركات التى استفادت من الوباء ولاسيما قطاعات التكنولوجيا والأدوية وتجارة التجزئة الأونلاين ومبيعات الأجهزة الإكترونية والسيارات مع تطبيق برامج التباعد الاجتماعى وتنفيذ سياسة الإغلاقات لدرجة أن مؤشر «داو جونز» للشركات الصناعية سجل فى نوفمبر الماضى أكبر مكاسب شهرية منذ عام 1987 بينما حقق مؤشر « 500 S&P » فى الشهرنفسه أفضل أداء على الإطلاق لشهر نوفمبر.
معظم الارتفاع فى مؤشر «500 S&P » سيحدث خلال 6 شهور
وجاء فى تقرير بنك «JP مورجان» أن معظم الارتفاع فى مؤشر «500 S&P» سيحدث خلال ستة شهور مع موافقة العديد من الدول فى أمريكا الشمالية وأوروبا وكذلك فى أنحاء العالم على استخدام اللقاحات التى ابتكرتها شركات الأدوية العالمية مثل فايزر بايونتيك وموديرنا واسترازينيكا ووصلت شحنات منها بالفعل ولكن المؤشر سيظل يرتفع أيضا خلال النصف الثانى من 2021.
وقفزت القيمة السوقية الإجمالية لأسواق الأسهم فى جميع أنحاء العالم إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بقيادة شركات أمريكة كبرى مثل أمازون لمبيعات التجزئة الأونلاين و«تيسلا» للسيارات الكهربائية لتقترب من 95 تريليون دولار حتى بداية ديسمبر الحالى بعد أن بلغت أدنى مستوى لها فى مارس الماضى مع بداية أزمة كورونا واعتراف منظمة الصحة العالمية بأنها وباء عالمى.
واكتسبت الأسهم العالمية خلال الأيام الماضية دفعة قوية بسبب التفاؤل بظهور لقاحات لفيروس كورونا الذى تنتجه شركات عالمية أمريكية وبريطانية وألمانية وحتى روسية وصينية ونجاح فعاليته بنسب تتراوح من 90 % إلى أكثر من 99 % لتتفوق على توقعات خبراء الصحة والأسواق أثناء التجارب السريرية لهذه اللقاحات.
ورغم تأثر التوقعات على المدى القريب بشكل سلبى بالموجة الثانية من الفيروس فإن أسواق الأسهم العالمية ارتفعت مدفوعة بآمال اللقاح، وسياسات التوسع الكمى للبنوك المركزية، واحتمالات للمزيد من هذه السياسات من البنوك المركزية الكبرى التى خفضت أسعار الفائدة إلى أدنى مستوياتها التاريخية.
مؤشر« S&P 500» استطاع محو خسائره بسبب كورونا منذ منتصف أغسطس
وقادت الأسهم الأمريكية عملية التعافى هذا العام ولاسيما أن مؤشر «S&P 500» استطاع محو خسائره التى تسبب بها وباء كورونا فى منتصف أغسطس الماضى وكانت أكبر قوة دافعة وراء الانتعاش الذى دام سبعة أشهر تدابير التوسع غير المسبوقة التى اتخذتها البنوك المركزية العالمية بالإضافة إلى التحفيز المالى للحكومات بهدف مساعدة أسواقها واقتصادها لمواجهة أزمة (كوفيد- 19).
وأوضح تقرير بنك «JP مورجان» أن أفضل الأسهم التى ستنتعش خلال العام المقبل ستكون فى شركات السلع المعمرة والأجهزة الكهربائية والتى تأثرت بالوباء من جهة ومن الحرب التجارية بين واشنطن وبكين ولكن إدارة جو بايدن الجديدة من المتوقع أن تخفف كثيرا التوترات التجارية مع الصين وبذلك تتحسن الأوضاع المالية لهذه الشركات ويزداد توسعها خلال الشهور المقبلة.
ارتفاع أسعار البترول طوال الأسابيع الستة الماضية
ومن المنتظر أن يتحسن قطاع الطاقة فى العالم ولاسيما شركات البترول الذى ارتفعت أسعاره طوال الأسابيع الستة الماضية لتسجل أعلى مستوى لها منذ مارس الماضى عندما تفاقمت العدوى من كورونا لتتجاوز 50 دولارا لبرميل مزيج برنت القياسى العالمى وذلك لأول مرة منذ 9 شهور بفضل قرب تنفيذ برامج التحصين ضد فيروس كورونا والتى تعزز الآمال فى أن الطلب على النفط سينتعش كثيرا خلال العام القادم، ولاسيما أن الطلب فى آسيا بات قويا بعد أن أعلنت أكبر شركة تكرير فى الهند أنها تعمل بطاقة 100 % هذا الشهر فى جميع وحداتها التسع للمرة الأولى منذ أوائل العام الجارى برغم أن قفزة كبيرة لمخزونات الخام فى الولايات المتحدة أوضحت أنه لايزال هناك الكثير من المعروض البترولى متاح غير أن هناك تجاهلا تاما من المستثمرين لذلك ومراهنتم على ارتفاع السوق هذا الأسبوع.
ويتوقع بنك «JP مورجان» أن تنتعش أيضا شركات الخدمات المالية نتيجة الدعم النقدى والمالى فى ظل برامج التوسع النقدى للشركات والأفراد على الأجل القصير وعدم اتجاه الإدارة الأمريكية الجديدة لرفع الأسعار لتخفيف تداعيات الوباء على المواطنين ولكن سيظل نمو الإيرادات المحدودة ومشكلات القروض المعدومة مخاطر تواجه البنوك العام المقبل.
ولكن قطاع الأدوية والرعاية الصحية سيشهد فى 2021 نموا بحوالى %7 فى الأرباح للعام الثانى مع استمرار الطلب على منتجاتها للوقاية من كورونا وعلاج المرضى به ليتفوق على قطاع التكنولوجيا الذى سيصل نموه إلى حوالى 6 % خلال نفس الفترة التى ازداد فيها الطلب على الأجهزة الإلكترونية وبرامج «السوفت وير» أثناء العمل من البيت بسبب الإغلاقات التى جعلت الناس لا يذهبون إلى مقار عملهم للحد من انتشار العدوى غير أن ارتفاع مؤشرى «500 S&P» و«ناسداك المجمع» الذى تغلب عليه شركات التكنولوجيا إلى مستويات قياسية مرتفعة – فى ظل مراهنة المستثمرين على لقاحات فعالة لمرض كوفيد-19 وتنامى الثقة فى تحقيق تعاف اقتصادى سريع بفضل بيانات قوية للمصانع الصينية ونمو أنشطتها فى نوفمبر بأسرع معدل لها منذ عشر سنوات – سيساعد على انتعاش الأسهم العالمية وخصوصا الأمريكية.