«بنك نعيم»: «سيدي كرير للبتروكيماويات» تعزز استثماراتها عبر زيادة رأس المال واستحواذات استراتيجية

تحظى بفرص نمو واعدة مدعومة بتحالفات أبرمتها مؤخرًا

«بنك نعيم»: «سيدي كرير للبتروكيماويات» تعزز استثماراتها عبر زيادة رأس المال واستحواذات استراتيجية
إسلام شريف

إسلام شريف

5:16 م, الخميس, 20 مارس 25

تواصل شركة سيدي كرير للبتروكيماويات تنفيذ خططها التوسعية عبر سلسلة من المبادرات الاستراتيجية التي تستهدف تعزيز رأس المال وتوسيع نطاق عملياتها داخل القطاع، كما قامت بزيادة رأس المال المصدر والمدفوع من 1.5 مليار جنيه إلى 1.8 مليار جنيه، إذ جاءت هذه الزيادة من خلال توزيع 151.2 مليون سهم مجاني، مما يعزز من قدرة الشركة على تمويل مشاريعها المستقبلية ودعم خطط النمو المستدام.

وقد وافق مجلس إدارة الشركة على دراسة القيمة العادلة التي أجرتها “بيكر تيلي” للاستشارات المالية لتقييم أسهم كلٍّ من “إيثيدكو” و”سيدي كرير”، وذلك في إطار صفقة استحواذ محتملة، تشمل تبادل الأسهم بين الشركتين، إلى جانب خطط لزيادة رأس المال بهدف تخصيص أسهم جديدة لمساهمي “إيثيدكو”، وهو ما يعزز من تكامل عمليات الشركتين ويخلق كيانًا أكثر تنافسية في السوق.

وكشف تقرير بحثي حديث صادر عن بنك “نعيم” حصلت «المال» على نسخة منه، أن “سيدي كرير”التي تُعد ضمن أكبر منتجي الإيثيلين والبولي إيثلين في مصر تحظى بفرص نمو واعدة مدعومة بتحالفات استراتيجية أبرمتها مؤخرًا، حيث تسعى إلى الاستفادة القصوى من هذه الشراكات لتعزيز قدراتها التشغيلية والتنافسية في السوق.

وأوصى التقرير بشراء سهم الشركة، منوهًا أنه يتمتع بتقييم جذاب، حيث يتم تداوله عند مضاعف قيمة منشأة فعلي قدره 5.0 مرة ومضاعف ربحية 5.9 مرة، وهو ما يمثل خصمًا بنسبة 32.6% عن السعر المستهدف المحدد بناءً على تقييم الشركات النظيرة.

وتوقع “نعيم” أن تبقى الأسعار فوق 70 دولارًا للبرميل خلال عام 2025، وهو ما يدعم أداء الشركة نظرًا لارتباط منتجاتها بأسعار المواد الخام، موضحًا أن استراتيجيات التوسع والتعاون مع كيانات رئيسية في القطاع ستساهم في تعزيز مكانتها السوقية، مضيفًا أن أسعار النفط العالمية، ستلعب دورًا إيجابيًا في دعم هوامش الربحية لشركة سيدي كرير، نظرًا لارتباط أسعار البولي إيثيلين بأسعار النفط الخام.

وتقوم “سيدي كرير” بتصدير نحو 49% من إنتاجها من البولي إيثلين، مما يوفر لها تحوطًا طبيعيًا ضد تقلبات أسعار الصرف وخفض قيمة العملة، ومن خلال تبني استراتيجيات توسعية مدروسة، تعمل الشركة على تعزيز مكانتها في قطاع البتروكيماويات وتحقيق معدلات نمو مستدامة، مما ينعكس إيجابيًا على أدائها المالي وقدرتها على مواجهة التحديات السوقية بمرونة وكفاءة.

ولفت “تقرير نعيم” إلى أن استئناف عمليات الحفر في حقل “ظُهر” وسداد المستحقات المتأخرة لشركات النفط الأجنبية سيسهم في تحسين إمدادات الطاقة، مما يساعد الشركة على التغلب على التحديات التشغيلية التي واجهتها خلال العام الماضي.

وتُعد سيدي كرير من الشركات الرائدة في صناعة البتروكيماويات، حيث تمتلك طاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف طن من الإيثلين، و225 ألف طن من البولي إيثلين، و10 آلاف طن من البيوتين، و50 ألف طن من غاز البوتان.

ويشكل البولي إيثلين حوالي 71% من إجمالي إنتاج الشركة، وهو ما يعزز مكانتها التنافسية في الأسواق المحلية والعالمية.

وترتبط أسعار البولي إيثيلين ارتباطًا وثيقًا بأسعار النفط الخام، حيث يتم إنتاجه من الإيثلين المشتق من النافثا أو الإيثان، وكلاهما مشتقات بترولية، وشهدت أسعار النفط خلال أوائل أبريل 2024 ارتفاعًا إلى 91 دولارًا للبرميل نتيجة التوترات الجيوسياسية وخفض الإنتاج من قبل منظمة “أوبك”، إلا أنها تراجعت لاحقًا إلى مستويات تتراوح حول 80 دولارًا للبرميل.

خطط التوسع

دخلت سيدي كرير في تحالف استثماري يضم أربع شركات أخرى، لتنفيذ مشروع بقيمة 663 مليون دولار يستهدف استيراد الإيثان المسال، بما يسهم في تأمين إمدادات المواد الخام الضرورية للعمليات الإنتاجية. وسيتم تمويل المشروع بنسبة 40% عبر مساهمات الشركاء، بينما سيتم تدبير 60% من خلال قروض بنكية، في خطوة تعكس استراتيجية الشركة في تنويع مصادر تمويل مشروعاتها الحيوية.

وفي إطار تعزيز البنية التحتية لقطاع البتروكيماويات، وقعت سيدي كرير اتفاقية مع الشركة القابضة للبتروكيماويات المصرية لإنشاء محطة بحرية في ميناء الدخيلة، باستثمارات تصل إلى 660 مليون دولار.

ويهدف هذا المشروع إلى تأمين المواد الخام اللازمة للمشروعات البتروكيماوية، مما يعزز من استدامة الإمدادات ويسهم في تحسين كفاءة العمليات الإنتاجية.

وتأتي هذه التحركات في إطار استراتيجية سيدي كرير لتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في سوق البتروكيماويات، عبر التوسع الاستثماري والاستحواذات الاستراتيجية التي تضمن تحقيق قيمة مضافة لمساهميها ودعم خططها للنمو المستقبلي.

الأداء المالي

أظهرت نتائج أعمال سيدي كرير للبتروكيماويات لعام 2024 تحقيق إيرادات بلغت 14.1 مليار جنيه، بزيادة 7.3% على أساس سنوي.

ورغم انخفاض إجمالي الربح بنسبة 9.9% ليصل إلى 3.3 مليار جنيه، إلا أن الشركة سجلت صافي ربح قدره 2.5 مليار جنيه، محققة نموًا بنسبة 3.3% مقارنة بالعام السابق.

وعزا تقرير “نعيم” تراجع الهوامش إلى اضطرابات إمدادات الغاز الطبيعي في 2024، إلا أن التحسن المتوقع في الإمدادات عقب استئناف عمليات الحفر في “ظُهر” وتخفيض مستحقات شركات النفط الأجنبية سيعزز أداء الشركة خلال الفترة القادمة.