أكد الدكتور محمد العنتبلي رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في بنك مصر، أن مبادرة رواد النيل؛ إحدى مبادرات البنك المركزي المصري، هي جزء مكمل للعمل المصرفي الذي كان يقتصر على تقديم التمويلات والخدمات المالية، ليشمل التوسع في توفير الخدمات غير المالية وتحقيق التكامل بين الأنشطة المصرفية، المالية وغير المالية مع تحقيق الشمول المالي والتحول الرقمي، مما يعزز مفهوم البنك الشامل.
وقال العنتبلي إنه في ظل الاتجاه المتزايد للدولة المصرية والبنك المركزي نحو دعم أنشطة ريادة الأعمال وأصحاب الأفكار والمشروعات الناشئة والصغيرة، فإن مبادرة رواد النيل تعد أداة مهمة لدعم الشباب وأصحاب المشروعات وتقديم خدمات ما قبل التمويل لهم، ومساعدتهم في جميع مراحل مشروعاتهم بداية من الفكرة، وحتى الإنتاج والتوسع.
وأضاف أن بنك مصر يعد من أوائل البنوك العاملة بالسوق المصرية التي سارعت للمشاركة في مبادرة رواد النيل وبرامجها المختلفة الداعمة لرواد الأعمال والمشروعات، سواء برنامج مراكز خدمات تطوير الأعمال والذي يصل عدده إلى 3 مراكز قدمت أكثر من 15 ألفا و620 خدمة غير مالية لرواد الأعمال استفاد منها قرابة 8 آلاف مشروع ورائد أعمال، كما يشارك البنك في برنامج بيت التصميم الذي يعمل على دعم الصناعة المحلية،وزيادة تنافسيتها والعمل على إحلال الصناعة المحلية بديلا للمنتجات المستوردة.
وأوضح أن مشاركة بنك مصر في مبادرة رواد النيل تأتي انطلاقا من دور البنك الريادي في تنمية المجتمع والمساهمة في تعزيز الاقتصاد المصري، وحرصا على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر لمحاربة البطالة وزيادة الناتج المحلي، وتحقيق التنمية المستدامة، وإدراكا لأهمية دعم عملاء القطاع المصرفي ليس فقط بالحلول المالية بل أيضا بالخدمات غير المالية.
ولفت إلى أن الخدمات غير المالية باتت على نفس القدر من الأهمية لدورها في دعم المشروعات على مختلف حجمها في التطور والنمو، خاصة مع تثبيت الصورة الذهنية للعمل المصرفي ليتعدى كونه مجرد جهات تمويلية إلى جهات تعمل بشكل مباشر على خلق فرص العمل، والحد من البطالة وتحسين دخل الأسرة المصرية، مما ينعكس على الاقتصاد القومي، كل ذلك تماشيا من توجهات البنك المركزي.
من جانبها قالت رشا سعيد مدير إدارة الدعم والتطوير بقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمشرفة على مبادرة رواد النيل ببنك مصر، إن استراتيجية بنك مصر في مجال تقديم الخدمات غير المالية، تعتمد على إعداد فريق عمل مؤهل على أعلى مستوى من التدريب والكفاءة وفق محددات البنك المركزي المصري وبالتعاون مع المعهد المصرفي، وذلك من منطلق دعم المشروعات ورواد الأعمال.
وأضافت أن البنك أطلق عدد 3 مراكز تطوير الأعمال – للخدمات غير المالية- في منتصف يوليو 2019 في محافظات (المنوفية – دمياط – الأقصر) قامت هذه المراكز بتقديم أكثر من 15 ألف خدمة غير مالية لما يفوق 7 آلاف رائد أعمال وأصحاب مشروعات بنهاية ديسمبر 2021.
وأشارت إلى أن الخدمات التي قدمتها مراكز التطوير التابعة لبنك مصر، شملت: الخدمات الاستشارية، دراسات الجدوى والتحليل المالي المبدئي، تيسير استخراج التراخيص، تيسير الحصول علي تدريب، خدمات التشبيك مع المستثمرين، تيسير الحصول على تمويل، وساهمت في مساعدة أصحاب المشروعات الأكثر تضررا إثر جائحة كورونا على تجاوز التداعيات الاقتصادية واستغلال الفرص الجديدة التي خلقها الوضع الجديد مثل فرص التسويق الإكتروني.
وكشفت المشرفة على مبادرة رواد النيل ببنك مصر عن أن وحدات مراكز التطوير بالبنك قامت بمساعدة نحو 944 من رواد الأعمال وأصحاب المشروعات للحصول على قروض وتسهيلات ائتمانية و تجزئة مصرفية بقيمة 781 مليون جنيه.
ولفتت إلى أن مراكز تطوير الأعمال ببنك مصر شريكا أساسيا في العديد من قصص النجاح لرواد الأعمال، بالإضافة إلى مساعدة أصحاب المشروعات على النمو والتوسع وتطوير طرق التسويق، واستخدام الانترنت للترويج للمنتجات والتشبيك والمساعدة في الحصول على التمويل البنكي المطلوب، كما حصلت بعض هذه المشروعات على شهادات دولية معتمدة لأعمالهم، مثل شهادة الأيزو ( الجودة في التصنيع والإدارة والتوافق مع الاشتراطات البيئة).
ونوهت بأن مراكز تطوير الأعمال ببنك مصر شاركت في الحملات التجارية والتوعوية التي أطلقها البنك تحت شعار “معاك في أي وقت .. في أي مكان” بمختلف محافظات الجمهورية بالتوازي مع المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” وذلك وفقا لتوجيهات البنك المركزي المصري، حيث استهدفت الحملات تقديم الخدمات البنكية وغير المالية بالإضافة الى تعزيز جهود الشمول المالي من خلال توعية المواطنين.
وعلى صعيد برنامج بيت التصميم، أوضحت مدير إدارة الدعم والتطوير بقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمشرفة على مبادرة رواد النيل ببنك مصر ، أنه تم إنشاء بيوت تصميم في 4 جامعات مصرية (جامعة النيل – جامعة عين شمس – جامعة الأزهر بمحافظة قنا – الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ) تحت رعاية بنك مصر، وذلك انطلاقا من حرص البنك على دعم قطاع الصناعة وتمكين رواد الأعمال من إبتكار وتطوير منتجات جديدة تلبي احتياجات المستهلك بأفضل التكاليف مع الاعتداد بعنصر الجودة، باعتباره مفتاح النجاح في الصناعات المختلفة بما يسهم في دفع عجلة التنمية وخلق المزيد من فرص العمل، ومحاربة البطالة وتنمية المجتمع والتأثير إيجابا على الناتج المحلي.
ولفتت إلى اختيار وكالة الفضاء الأمريكية – ناسا لبيت تصميم جامعة النيل الذي يرعاه بنك مصر لتنفيذ مشروع أجهزة التنفس الصناعي (VITAL)، ليكون الجهة الوحيدة التي تم اختيارها من أفريقيا لتصنيع الجهاز ضمن 13 شركة وقع الاختيار عليها حول العالم من بين 331 شركة في 42 دولة تم تسجيل طلبهم للحصول على رخصة بتنفيذ المشروع.
وأضافت أنه حرصا من البنك على التواجد في الأقاليم، تم إنشاء بيت تصميم جامعة الأزهر بمحافظة قنا ليكون متخصصا في مجالات الزراعة، معالجة المياه والطاقة المتجددة، وتمكن من تصميم وتنفيذ جهاز معالجة مياه بدون استخدام أي مواد كيمائية وبما يساعد في حل أزمة الاستهلاك المياه العذبة بكميات كبيرة في المصانع بصعيد مصر.
ولم يقتصر دور بيوت التصميم التي يرعاها بنك مصر على المجالات الصناعية المتخصصة بل امتد دورها ليتفاعل مع الأزمات التي تواجهنا على أرض الواقع كانتشار فيروس كورونا المستجد، حيث تمكنت إحدى بيوت التصميم التي يرعاها البنك من تصميم وتوزيع العديد من المنتجات الطبية مثل أقنعة الوجه الواقية بالإضافة إلى تصنيع منتجات تدعم ذوي الهمم بالتعاون مع جهات دولية منها الاتحاد الأوروبي.
وأشارت رشا سعيد إلى أن بنك مصر يدعم كذلك أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة للمشاركة في معارض محلية ودولية منها؛ معرض الحرف اليدوية بمدينة ميلانو بإيطاليا، والذي قام البنك من خلاله بتقديم كامل الدعم للعارضين المصريين من رواد الأعمال للسفر وعرض منتجاتهم للمساهمة في ترويج منتجاتهم واكتساب الخبرات الجديدة للتصدير للأسواق الأوروبية، ويأتي ذلك انطلاقا من دور بنك مصر الريادي في دعم أصحاب المشروعات ورواد الأعمال والمنتج المحلي والعمل على زيادة الصادرات.