أكد محسن سرحان – الذي بدأ فترة عمله بفبراير الماضي رئيسا تنفيذيا في بنك الطعام المصري – أنه يبذل جهودا مكثفة لمواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا التي أصابت الاقتصادات بالشلل بأنحاء العالم، ودفعت المؤسسة الخيرية لزيادة هدف وصول المساعدات الغذائية إلى نحو 1.5 مليون أسرة لحمايتها من الجوع بتكلفة قد تصل إلى 150 مليون جنيه (9.55 مليون دولا) ولاسيما الأسر المحتاجة خلال شهر رمضان الذي لم يشهد موائد الرحمن للحد من انتشار العدوى بالمرض المميت.
وقال سرحان في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز” إنه تم إطلاق حملة إغاثة في 19 مارس لمواجهة تداعيات فيروس كورونا حتى نهاية شهر رمضان.
ويستهدف محسن سرحان الوصول إلى 500 ألف أسرة قبل نهاية شهر رمضان الذي ينتهى هذا العام في 23 مايو الجارى.
وأكد سرحان أن رفع المستهدف إلى 1.5 مليون أسرة بنهاية رمضان مع تزايد الإصابات من فيروس كورونا.
وأضاف أن بنك الطعام نجح حتى الخميس الماضي في توصيل 600 ألف علبة مواد غذائية إلى 600 ألف أسرة مستحقة.
ولكن ينقص بنك الطعام 900 ألف علبة سيتم توصيلها بنهاية رمضان بالعمل بطاقات تشغيل خارج مصنعه لتحقيق المستهدف بإذن الله.
تم إنشاء بنك الطعام عام 2006 للقضاء على الجوع
وتم إنشاء بنك الطعام في عام 2006 من أجل القضاء على الجوع في مصر ويستهدف الفقراء ولاسيما الفئات الأشد فقرا.
وتفرع عن بنك الشفاء في عام 2011 وبنك الكساء في عام 2012 وبنك الحياة الكريمة في عام 2016.
ويملك البنك مصنعا لتعبئة وتغليف المواد الغذائية ومزرعة بها نحو 1300 رأس ماشية والقوة الضاربة له هي تبرعات الأفراد.
وقال سرحان إن هناك نحو 70 شركة قامت بمساعدة البنك منذ بداية أزمة فيروس كورونا وحتى الآن بتبرعات كبيرة.
ويتجاوز حجم التبرعات التى تدفقت على بنك الطعام 50 مليون جنيه من إجمالي متوقع لحملة الإغاثة بقيمة 150 مليون جنيه.
ويستهدف محسن سرحان في رمضان الحالي إفطار ثلاثة ملايين صائم مقابل نحو إفطار مليون صائم في العام الماضى.
وأوضح سرحان أن فيروس كورونا أضاف 5 : 6 ملايين أسرة تحتاج للمساعدة، منهم 5 ملايين عامل بفئة العمالة غير المنتظمة.
وهناك أيضا مليون عامل من العمالة المنتظمة تم تسريحها من العمل أو أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى أغلقت بسبب الفيروس.
وقال سرحان إن بنك الطعام يواجه تحديات داخلية لحماية العمال من فيروس كورونا وتحديات خارج نطاق البنك لحماية المواطنين من الجوع.
ويساعد عشرات الآلاف من المتطوعين بنك الطعام في أعماله الخيرية المختلفة بجانب أكثر من 400 عامل وموظف معينين لدى البنك.
ويعتمد بنك الطعام على شبكة الجمعيات العاملة معه ويبلغ عددها حوالى 5 آلاف جمعية أهلية بمختلف المحافظات للوصول لقاعدة المستحقين.
ويساعد البنك وغيره من المؤسسات الخيرية بمصر وآلاف الجمعيات الأهلية الصغيرة ملايين المصريين على مواجهة أعباء الحياة وزيادات الأسعار.
الحكومة تشرف على برنامج ”تكافل وكرامة“
وتشرف الحكومة على برنامج ”تكافل وكرامة“ الذي يقدم دعما نقديا شهريا للأسر الأشد فقرا بجانب الدعم الموجه للمواطنين ببطاقات التموين.
وعانت الطبقات الوسطى والفقيرة في مصر في الأعوام الأخيرة من ارتفاع حاد في أسعار السلع والخدمات ولكن الجيش ساعدها.
وانتشرت شاحنات تابعة للجيش في أنحاء البلاد لبيع المنتجات الغذائية بأسعار أقل وزادت منافذ البيع لهذه المنتجات والتابعة للقوات المسلحة.
وتشير أحدث البيانات الرسمية المتاحة إلى أن مصر تغطى نحو 88.5 % من الأسر بالدعم التمويني.
وناشد الرئيس السيسي أبريل الماضى من لا يجد عملا بالتوجه لأي من المشروعات القومية الكبرى التابعة للحكومة وسيجدون عملا فيها.
ورغم الجهود الحثيثة يسلم سرحان بأن لن يكون قادرا بمفرده على مواجهة أزمة كورونا لأنها أكبر مننا بكثير.
وسببت الأزمة تعرض الملايين للجوع وأن البنك ممكن يمثل 10% فقط من حل الأزمة.