بلومبرج: هل تتطلب مدينة نيوم تعاوناً من إسرائيل مع مصر والسعودية والأردن؟

وكالات بعد أن أعلن ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، عن مشروع «نيوم» الاستثمارى الضخم، بدأت التكهنات والأسئلة حول آليات المشروع وتفاصيله، وهو الذى ستبنيه حكومة السعودية على أراضى من المملكة ومصر والأردن، بتكلفة تصل إلى 500 مليار دولار. وتساءل المحللون بوكالة بلومبرج الأمريكية: ه

بلومبرج: هل تتطلب مدينة نيوم تعاوناً من إسرائيل مع مصر والسعودية والأردن؟
جريدة المال

المال - خاص

12:11 م, الأحد, 29 أكتوبر 17

وكالات

بعد أن أعلن ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، عن مشروع «نيوم» الاستثمارى الضخم، بدأت التكهنات والأسئلة حول آليات المشروع وتفاصيله، وهو الذى ستبنيه حكومة السعودية على أراضى من المملكة ومصر والأردن، بتكلفة تصل إلى 500 مليار دولار.

وتساءل المحللون بوكالة بلومبرج الأمريكية: هل ربط مصر بمدينة نيوم يتطلب تعاونًا من جانب إسرائيل؟ وهل سيساعد هذا فى يوم من الأيام على تحقيق التكامل بين الدولة اليهودية مع جيرانها العرب؟

بداية، يؤكد يورام ميتال، رئيس مركز شيام هيرزوج للدبلوماسية ودراسات الشرق الأوسط بجامعة بن جوريون بمدينة النقب الإسرائيلية، أن معاهدة السلام مع مصر سنة 1979 تتضمن لها استخدام مضيق تيران بالبحر الأحمر، والذى سيمر فوقه جسر الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى، مما يجعل مشاركة إسرائيل فى مشروع المدينة الاستثمارية أمرا حيويا، غير أن هذا لن يتحقق ما لم تتوفر فرصة إجراء مباحثات تفصيلية بين السعودية وإسرائيل حول العلاقات بينهما، وحول عمل وطبيعة هذا الجسر.

ويرى زعماء إسرائيل أن منطقة خليج العقبة على البحر الأحمر مكان مثالى لتعزيز العلاقات التجارية مع الأردن والسعودية ومصر، نظرا لامتلاكها حدودًا على البحر الأحمر، وهو ما جعل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعتقد أن الدول العربية المجاورة هى أساس تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن العلاقات الاقتصادية مع السعودية من أهم المنافع التى ستنالها إسرائيل من اتفاقية السلام.

وقال سيمون هيندرسون، مدير برنامج سياسة الخليج والطاقة بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن مرور السفن الإسرائيلية بحرية فى مضايق البحر الأحمر سيسبب تعقيدات للسعودية بموجب معاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار، ما لم يتم استشارة إسرائيل بخصوص إنشاء الجسر الذى كان التخطيط له بطول 10 كيلومترات لنقل تجارة برية بالعربات والسكك الحديدية، فى مقابل قبول مصر منح السيادة السعودية على جزيرتى تيران وصنافير فى المضايق بين البلدين.

ويؤكد هيندرسون وجود استشارات مباشرة أو غير مباشرة- من خلال الولايات المتحدة الأمريكية- بين الأطراف المعنية، وأن إسرائيل ستظل سعيدة مادام ليس هناك أى تغيير فى الوضع القائم، كما قال بينيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، مرارا إن العلاقات مع الدول العربية السنية المعتدلة أفضل حاليا من أى وقت مضى، وإن كان معظم التعاون ليس من الممكن مناقشته لأن هذه الدول لا تربطها علاقات رسمية مع إسرائيل، غير أن الأمير السعودى تركى الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق وسفير المملكة العربية السعودية فى أمريكا سابقاً، أكد الأسبوع الماضى خلال مؤتمر فى مدينة نيويورك برعاية منتدى السياسة الإسرائيلية الليبرالى، أن نتنياهو يبالغ فى درجة تعاون المملكة مع حكومة إسرائيل وأنه ليست هناك مباحثات سرية مع الدولة اليهودية.

ولكن مديرى الشركات الإسرائيلية يقولون إن العلاقات مع السعودية فى انتعاش، لا سيما فى مجال الأمن السيبرانى ومعدات البنية التحتية والمحافظة على المياه، كما ذكرت شركة إيلبيت سيستمز، أكبر شركة خاصة فى إسرائيل للتعاقدات العسكرية، والتى تؤكد أن الاتفاقيات مع السعودية تتم من خلال فروع أمريكية وشركات أجنبية.

وأعلن الأمير محمد بن سلمان، ولى عهد ملك السعودية، عن خطط مشروع ضخم لبناء مدينة كاملة جديدة باسم «نيوم NEOM» على ساحل المملكة المطل على البحر الأحمر، ضمن أحدث مشروعاتها لمواجهة مواردها التى تتقلص إيراداتها، لا سيما من البترول.

وذكرت وكالة بلومبرج أن هذا المشروع يتضمن جسرًا يمتد فوق البحر الأحمر لربط المدينة المقترحة التى ستبلغ مساحتها حوالى 10 آلاف ميل مربع، والتى سيتم تطوير منطقة عمرانية فيها مع مصر وبقية دول أفريقيا والأردن، لتصبح أول منطقة خاصة مستقلة فى العالم تمتد عبر هذه الدول الثلاث.

وجاء فى بيان الأمير محمد أن المشروع الضخم سيقام على مساحة 26 ألفا و500 كيلومتر مربع وأن المرحلة الأولى ستكون جاهزة فى 2025 وسيموله صندوق الثروة السيادى التابع لحكومة المملكة بأكثر من 500 مليار دولار، وكذلك من مستثمرين محليين ودوليين.

وأكد أثناء مؤتمر عالمى فى الرياض، أن المدينة ستعمل بشكل مستقل عن الهيكل الحكومى الحالى، وأنه سيتم استشارة المستثمرين ورجال الأعمال فى كل خطوة أثناء بنائها وتطويرها.

وتقع مدينة نيوم على أهم الشرايين الاقتصادية فى العالم، ومن المتوقع أن يتدفق خلالها حوالى %10 من التجارة العالمية، كما يقول الأمير محمد بن سلمان، الذى يرى أن موقعها الإستراتيجى سيساعد على تيسير إنشاء المنطقة بسرعة لتصبح مركزًا عالميًا.

وتبذل السعودية جهودا للاستعداد لعصر ما بعد البترول، عبر خطط غير مسبوقة تتضمن بيع حصة فى شركة أرامكو الضخمة، وتأسيس أكبر صندوق ثروة سيادية فى العالم.

ومن ناحية أخرى، قال صندوق الاستثمارات العامة للمملكة، إن المنطقة التى تعد محورا يربط القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا، والتى ستقام بها المدينة بمحاذاة البحر الأحمر وخليج العقبة قرب خطوط التجارة البحرية المارة بقناة السويس، ستعتمد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية فقط، ولكن لم يخرج تعليق على الخطة حتى الآن من الأردن ومصر.

جريدة المال

المال - خاص

12:11 م, الأحد, 29 أكتوبر 17