بلومبرج: تركيا أكثر مرونة من إيران في التعامل مع التحالفات العربية-الشرق متوسطية

هناك أسباب اقتصادية للتقارب التركي من مصر

بلومبرج: تركيا أكثر مرونة من إيران في التعامل مع التحالفات العربية-الشرق متوسطية
أيمن عزام

أيمن عزام

2:23 ص, الأحد, 21 مارس 21

قالت وكالة بلومبرج أن إيران وتركيا ردت بطريقة مختلفة للغاية على التحالفات العربية-الشرق متوسطية.

ولجأت إيران إلى مضاعفة عدائها لإسرائيل ودول الخليج العربي وعززت استراتيجيتها طويلة الأمد المعنية باستخدام المليشيات المسلحة في لبنان وغزة والعراق واليمن لمهاجمة هذه الدول.

بلورة التحالفات العربية-الشرق متوسطية

لكن اتخذت مدخلا أكثر تسامحا تجاه هذه التحالفات.

وخلال الفترة القليلة الماضية، افصحت حكومة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن اهتمامها بترميم الروابط مع العالم العربي خصوصا مصر والسعودية.

تم تفسير هذا السلوك على أساس أنه مجرد ردة فعل على غياب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من المشهد السياسي في الولايات المتحدة.

وتم النظر إليه كذلك بوصفه دليل على تنامي التعاون بين الدول المناوئة لأنقرة.

وحسب مقالة الرأي في بلومبرج، هناك أسبابا اقتصادية أيضا لتقارب أردوغان مع مصر، إذ قال وزير الخارجية التركي إن تركيا حريصة على إبرام اتفاق حدودي بخصوص المناطق البحرية المتنازع عليها بين البلدين في شرق البحر المتوسط.

ولفت السعوديون والإمارتيون بدورهم إلى أنهم منفتحون على تحسين العلاقات مع الأتراك، وإن كان يصعب التوصل لحلول وسط بخصوص القضايا الشائكة مثل دعم أردوغان لجماعة الأخوان المسلمين والتنافس التركي السعودي على قيادة العالم الاسلامي.

ومن المتوقع أن تنمو التحالفات الجديدة بشكل أكثر عمقا وقوة.

وربطت هذه التحالفات اليونان وقبرص وإسرائيل بالبلدان العربية.

تقارب شديد في المصالح

وهي تستند، بجانب الشراكات في مجالي الطاقة والأمن، إلى التقارب الشديد في المصالح بينها وإلى التوترات الناشبة بينها من جانب وإيران وتركيا من جانب أخر.

طرأت بفضل هذه التحالفات وقائع جيوسياسية واقتصادية تعد الأضخم منذ نهاية الحرب الباردة التي شكلت لعدة عقودة أساس المواءمات الإقليمية.

ونشأ فراغ في المنطقة ناجم عن تلاشي الاهتمام الأمريكي بها والإطاحة بالحكام السلطويين في العديد من البلدان العربية بداية من العراق حتى إيران، وهو ما حفز كلا من تركيا وإيران لتعزيز نفوذهما هناك.

ووجدت هذه البلدان نفسها مضطرة للدخول في تحالفات بدت مستحيلة او غير ضرورية في السابق.

وتغلبت كلا من الإمارات والبحرين على عدائهما طويل الأمد لإسرائيل بسبب تنامي التهديد الإيراني، لتقوم الدولتان العربيتان بتوقيع اتفاقيات سلام مع الدولة العبرية.

وانضمت المقاتلات الحربين الإماراتية والسعودية إلى المناورات العسكرية اليونانية لأن الدول الثلاثة تتخوف من الأطماع التركية.

وبعيدا عن التدريبات العسكرية متعددة الجنسيات، انعقدت اجتماعات دبلوماسية متعددة الجنسيات مثل منتدى فيليا في أثنيا الشهر الماضي الذي حضرته اليونان وإسرائيل وقبرص والسعودية ومصر والبحرين والإمارات.

وتم كذلك إبرام اتفاقيات اقتصادية مثل منتدى غاز شرق البحر المتوسط الذي يضم اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية جنبا إلى جنب مع إيطاليا وفرنسا.

تخفيف الأعباء الأمنية

تتيح هذه التحالفات فرص وتحديات جديدة لكلا من الولايات المتحدة وأوروبا.

التعاون بين إسرائيل والدول العربية، على سبيل المثال، يقلص الأعباء الأمنية الملقاة على عاتق الولايات المتحدة لكن معارضة هذه الدول على إقامة اتفاق نووي مع إيران يعقد جهود الرئيس جو بايدن الهادفة لاستئناف المحادثات مع الجمهورية الإسلامية في إيران.

أما الأوروبيون وخصوصا الفرنسيون، فهم سعداء بالتخفيف من عبء حماية منطقة شرق البحر المتوسط من التوسع التركي.

وهم يرحبون كذلك بالحصول على إمدادات من الغاز الطبيعي تقلص اعتمادهم على روسيا وأنابيب الغاز المارة من تركيا.

لكن بعض القادة الأوروبيين يتخوفون من خروج النزاع بين اليونان وتركيا عن السيطرة، وهو خطر تأكد بحادثة الاصطدام بين السفن الحربية اليونانية والتركية في الصيف الماضي.