كشف تقرير لوكالة بلومبرج عن أن انتقام إيران ردا على مقتل القيادي البارز قاسم سليماني، سيكون محدودا بعدما هدد الزعيم الإيراني على خامينئ برد انتقامي قاس يطال الولايات المتحدة.
الاقتصاد الإيراني
وتعرض الاقتصاد الإيراني لأضرار بالغة جراء العقوبات الأمريكية، بجانب أن الدخول في حرب تقليدية مع الولايات المتحدة سيكبد إيران خسائر كبيرة.
وساهمت كذلك المظاهرات المعادية للحكومة في العراق ولبنان وفي الداخل الإيراني، في تقليص هيمنة النظام الإيراني.
وبجانب هذا سيؤدي مقتل سليماني صاحب الخبرات القتالية العالية إلى تقليص قدرة الإيرانيين على الرد الفعال على الهجوم الأمريكي.
الصدام المباشر
وبحسب بلومبرج، تبنت إيران استراتيجية تتفادى الصدام المباشر مع الولايات المتحدة منذ انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي.
ومن المقدر لذلك أن يكون انتقام إيران قويا بالقدر الذي يعكس مكانة سليماني دون الإنجرار إلى مواجهة مع أكبر قوة عسكرية في العالم.
هجمات سيبرانية
انتقام إيران ربما يشمل ضرب البعثات الدبلوماسية أو شن هجمات سيبرانية.
وقال سير توم بيكيت، المستشار السابق لدى الحكومة البريطانية: لا أعتقد أن الولايات المتحدة أو إيران ترغبان في شن حرب شاملة.
الولايات المتحدة كانت تحتاج لإثبات استعدادها شن ضربة عسكرية تسير جنبا إلى جنب مع أقصى الضغوط الاقتصادية.
المليشيات الشيعية
تخوض الولايات المتحدة وإيران حرب فعلية غير معلنة، وقرر سليماني منذ غزو العراق عام 2003 مواجهة القوة الأمريكية عبر تشكيل وتسليح المليشيات الشيعية في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
ولجأ سليماني بعد ذلك إلى شن حرب ضد الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة، ولكنها لا تستدعي رد فعل مباشر من واشنطن.
عدم التصعيد
ومقابل هذا اختارت الإدارات الأمريكية المتتابعة خلال فترة حكم الرئيسين جورج دبليو بوش وباراك أوباما، عدم المخاطرة بالتصعيد برغم تحمل سليماني مسئولية سقوط قتلى أمريكيين.
تغير هذا الوضع الآن وأصبح يتعين على إيران التفكير مليا قبل التورط بشن هجوم، وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر: “لقد تغيرت اللعبة”.
القواعد الأمريكية
ويستبعد المحللون اتخاذ إيران إجراء انتقامي مثل ضرب القواعد الأمريكية في البحرين أو في الخليج عموما.
وذلك على الرغم من التهديدات الصريحة التي وردت على لسان المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على خاميني.
بقاء النظام
وقالت سوزان مولني نائب مدير السياسة الخارجية لدى معهد بروكنجز أن طهران تميزت بقدرتها على اتخاذ إجراءات انتقامية لا تلحق أضرارا بمصالحها الحقيقية، وتتسم، بجانب هذا، بالدقة التي لا تجعل النظام عرضة للانهيار.
كان سليماني هو المسئول سابقا عن تحديد وتنفيذ الإجراءات الانتقامية المناسبة.
وذلك بفضل الخبرات التي اكتسبها خلال الحرب الإيرانية العراقية وتخصصه في العمليات الخارجية والحروب غير التقليدية.
ناقلات البترول
وشملت الإجراءات الانتقامية التي أشرف سليماني على تنفيذها مهاجمة ناقلات البترول في الخليج العام الماضي ومهاجمة منشآت بترولية تخص شركة آرامكو.
ولم يترتب على هذه الهجمات أية تدابير انتقامية من قبل الولايات المتحدة أو السعودية.
عدم تغيير الاستراتيجية
وقال نائب سليماني الذي تم تعيينه سريعا ليحل محله كقائد لفيلق القدس إنه لن يتم تغيير استراتيجية الفيلق بعد وفاة سليماني.
ومن المتوقع لذلك أن تظل المليشيات الشيعية هي الأداة العسكرية الأكثر فاعلية لتنفيذ تكليفات إيران الانتقامية.
ويرى بيكيت أن خامينئ ربما يشن هجوما منفردا قويا وربما يشن هجمات متعددة ليست كبيرة بالقدر الذي يدفع الولايات المتحدة لشن هجوم مضاد.
الانتظار على المدى القصير
وتقول ميلوني أن القادة الإيرانيين لن يشنون هجوم عشوائي لكنهم سيفضلون الانتظار على المدى القصير لإشعال المشاعر الوطنية لحين ظهور أفضل فرصة لشن هجوم يلحق أضرارا جسيمة بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها.
وتتوقع مجموعة ايرواشيا السياسية أن الرد الانتقامي الإيراني سيشمل مصادمات ضعيفة إلى معتدلة داخل العراق.
التحرش بالسفن
وربما تشمل مهاجمة القواعد الأمريكية على يد المليشيات الإيرانية، وربما تشمل كذلك التحرش بالسفن التجارية في الخليج وهجمات أخرى يصعب توقعها في جميع أنحاء العالم.
الهجوم السيبراني هو أحد الخيارات التي سيدرس المسئولون الإيرانيون استخدامها.
واستبعدت إيملي هكيام الزميلة لدى المعهد الدولي للدراسات الأمنية أن يؤدي مقتل سليماني إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وأضافت أن مقتل سليماني لن يغير الكثير في مجرى حرب تجري على قدم وساق بين الولايات المتحدة وإيران.