بلومبرج : المدراء والموظفون سعداء بقرار العمل من المنزل (جراف)

يحقق فوائد منها تحقيق شعور أكبر بالرضا للموظفين ويزيد من الدافعية والإنتاجية والكفاءة

بلومبرج : المدراء والموظفون سعداء بقرار العمل من المنزل (جراف)
أيمن عزام

أيمن عزام

8:29 م, الأحد, 20 ديسمبر 20

قال تقرير لوكالة بلومبرج إن العمل من المنزل يصب لصالح على حد سواء، إذ إنه يحقق فوائد منها تحقيق شعور أكبر بالرضا للموظفين ويزيد من  الدافعية والإنتاجية والكفاءة.

الذهاب للعمل يستغرق الكثير من الوقت في جميع أنحاء العالم، وتعتبر نسبة الخمسين من المهنيين أن الحاجة للذهاب إلى العمل هي أسوأ شئ يتعرضون له يوميا. 

فوائد العمل من المنزل

وتبين أن ركوب المواصلات أثناء الذهاب للعمل هو السبب الرئيسي للإصابة بالتوتر الذي يؤثر بالسلب على الحالة الصحية الفسيولوجية وبالتالي على الشعور بالسعادة. 

ويتطلب الخروج للعمل قضاء وقت أقل في المنزل وأوقات أقل للتريض وتناول مقادير أقل من الأطعمة الصحية. 

وتولت دراسة تتبع  زوجين من السويد لفترة زمنية تصل إلى عشر سنوات.

وتبين أن قضاء أوقات في التنقل  عبر المواصلات لفترة تزيد عن ساعة يزيد من مخاطر الطلاق.  

وتوصلت الدراسة إجمالا إلى أن الذهاب للعمل عبر وسائل المواصلات يزيد  بنسبة 40% معدلات الطلاق. 

ويوضح الجراف التالي أعلى عشرين دولة في العالم من حيث معدلات الطلاق:

وقبل الجائحة، كان أكثر من  25 مليون أمريكي يستغرقون أكثر من 90 دقيقة أثناء الذهاب إلى العمل عبر وسائل المواصلات. وفي كوريا الجنوبية، يفعل واحد من كل أربعة عمال  الشيء نفسه. 

ويقول بارك جون هان  الذي يعمل كمدير لدى أحدى شركات الاتصالات في كوريا الجنوبية:” كنت أنفق دوما  ثلاثة ساعات من نهاري في الطريق إلى العمل والعودة منه.” 

ومنذ فبراير الماضي، أمرت شركة اس.ك تليكوم موظفيها بمن فيهم هان بالعمل من المنزل أو من أحد المكاتب المحلية التابعة للشركة التي يمكنه الذهاب إليها سيرا على الأقدام لمدة لا تزيد عن ربع ساعة. 

وقال أن العمل من هذه المكاتب منحته دافعية  للعمل بجدية أكبر.

 وأضاف أن الأوقات التي أصبح يقضيها مع أبنه الصغير زادت وأصبح يستطيع تناول الغذاء معه.

وفي بداية عمله من المكتب القريب من المنزل، قال هان إنه أصيب بحالة من الإرهاق بسبب انشغاله الدائم بالعمل.

وعندما تحدث مع زملائه في العمل أخبروه أنهم يشعرون نفس الشعور.

لكن بعد مرور عدة أسابيع أصبح يستطيع الاستمتاع بوقته دون الانشغال بالمهام. 

تحسن الإنتاجية والكفاءة

وتسبب العمل من المنزل، مقابل هذا، في تأجيج مخاوف بشأن ضعف سيطرة المدراء على موظفيهم وضعف الانتاجية والكفاءة. 

لكن البحوث تشير إلى أن الانتاجية يمكن أن تتحسن بفعل المرونة في العمل المتحققة نتيجة للعمل من المنزل.

وتشير كذلك إلى أن الأخيرة لا تؤثر بالضرورة على الأعمال حال إدارتها بشكل فعال. 

ومن فوائد المرونة في العمل تحقيق استقلالية أكبر للعمال في تحديد وقت العمل ومكانه أيضا، وهو ما زاد من شعورهم بالسعادة والرضا. 

وأجرت جامعة هارفارد الأمريكية تحليل لرسائل البريد الإلكتروني واجتماعات نحو 3.1 مليون شخص في 16 مدينة عالمية.

وتوصلت الدراسة إلى أن  ساعات العمل بالنسبة لهؤلاء الذين يعملون من المنزل تزيد بنسبة 8.2% أو بنحو 48 دقيقة في المتوسط مقارنة بالحال قبل الجائحة. 

وتحتاج الشركات لإدارة العمل المرن بشكل فعال عن طريق تطبيق عمليات وإجراءات واضحة حتى تصبح التوقعات واحدة لدى جميع العاملين.

والمقصود هو  تطبيق معايير واحدة لضبط العمل المرن.

وذلك عن طريق التعامل مع جميع الموظفين وفقا لذات المعايير و عدم التفرقة بين قسم يطبق العمل المرن وآخر لا يطبقه. 

أسلوب عمل هجين

وأجريت دراسة استمرت عامين لجامعة ستانفورد بمشاركة 1000 موظف في أحد الشركات.

وتوصلت الدارسة إلى أن العمل من المنزل زاد من الانتاجية بنسبة 13%.

وقال 50% منهم أنهم لا يودون التوقف عن العمل من المنزل بعد الجائحة.

وقال نصف الموظفين إنهم يريدون العودة  للعمل من مقار الشركة بعد الجائحة على الرغم من قضائهم 40 دقيقة في الذهاب إلى العمل يوميا. 

وتوصل مسح أخر لشركة بين وشركاه بمشاركة موظفيها إلى زيادة الانتاجية بالنسبة لبعض الموظفين بفضل عدم الاحتياج إلى ارتياد وسائل  المواصلات.

ومقابل هذا، تراجعت انتاجية بعض الموظفين الآخرين بسبب ضعف التوجيه وافتقاد بيئة العمل المحفزة. 

ومن المتوقع لذلك نشوء أسلوب عمل هجين يعتمد على الجمع بين العمل من المنزل لتأدية المهام الفردية.

ويقتضي هذا الاسلوب الذهاب إلى مقار الشركات أيام معينة للتنسيق مع فريق الزملاء. 

وتوصل مسح حديث إلى أن نسبة 90% ممن تم سؤالهم قالوا إنهم لن يعودوا إلى العمل من مقار شركاتهم في دوام كامل بعد انتهاء جائحة كوفيد.