بلومبرج: الشاحنات تشكل أكبر مصدر تهديد لنقل الغذاء فى العالم (جراف)

تدابير العزل العام فى أفريقيا تعرقل وصول السائقين لأماكن العمل

بلومبرج: الشاحنات تشكل أكبر مصدر تهديد لنقل الغذاء فى العالم (جراف)
أيمن عزام

أيمن عزام

4:46 م, الأثنين, 20 أبريل 20

كشف تقرير لوكالة بلومبرج عن أن الشاحنات تشكل أكبر مصدر تهديد لنقل الغذاء حول العالم، لأنه يتم إعاقة حركتها وانتقالها بين دول العالم.

وذلك بسبب الإجراءات الاحترازية التى تستهدف إبطاء وتيرة تفشى فيروس كورونا. 

وتضطر الشاحنات للانتظار ساعات طويلة فى أوروبا بسبب القيود التى تم فرضها هناك ضمن جهود مكافحة كورونا.

الشاحنات مصدر تهديد لنقل الغذاء

وفي أمريكا الجنوبية تتعارض القوانين المحلية أحيانا مع القواعد المطبقة على مستوى الدولة التي تعتبر نقل الغذاء ضمن الخدمات الأساسية.

ويعنى هذا الاكتفاء بترك الإمدادات داخل المخازن. 

وفي أجزاء من أفريقيا، يؤدى إغلاق منافذ النقل العامة إلى حرمان السائقين من القدرة حتى على الذهاب للعمل.

وبسبب الصعود الهائل فى الطلب على نقل الغذاء جراء كورونا يتم عرقلة التحميل وتعطله لدى بعض المخازن الأمريكية. 

وبشكل عام، تتقلص قدرة السائقين على الحصول على الخدمات الحيوية بسبب الإغلاقات ويجد السائقون لذلك صعوبة في العثور على أماكن لتناول الطعام بسبب إغلاق المطاعم. 

السائقون يمتنعون عن قيادة الشاحنات

وبسبب هذه المشاكل، يميل السائقون، خصوصا في أماكن مثل البرازيل، إلى الامتناع عن قيادة شاحناتهم خلال الأسابيع القليلة الماضية. 

ويجئ هذا في ظل نقل معظم المنتجات الزراعية والغذائية تقريبا عبر الطريق البري في مرحلة من مراحل النقل على أقل تقدير من المزارع إلى الموانئ أو إلى المصانع أو من مخازن بيع الجملة إلى المتاجر. 

ويوضح الجراف التالي تطور تسجيل الشاحنات عالميا:

وقال ديريك ليزرز المدير التنفيذي لشركة ورنر انتربرايز التي تعد واحدة من أكبر شركات الشحن الخمسة في الولايات المتحدة:” لم نمر مطلقا بعوائق مهددة للنشاط  تضاهي تلك الحاضرة حاليا من حيث الجسامة أو الانتشار.” 

وقال السائق المخضرم بوب ستانتون البالغ من العمر 62 عاما  أنه يخشى الإصابة بمرض كوفيد-2019، مؤكدا على أنه يحرص على تعقيم نفسه باستخدام مادة مطهرة.

ويتخوف ستانتون من أن يصيبه الفيروس وهو بعيد عن موطنه في ولاية الينوي.

مخاوف من المجاعة

وبرغم هذا يرفض ستانتون الحصول على إجازة والبقاء في منزله لحين انتهاء عاصفة الفيروس. 

وتابع:” إذا حصلت على إجازة لمدة أسبوعين ستصيبكم المجاعة.

أنا مصمم على العمل حتى يمكن توصيل الغذاء إليكم.”  

وقام ستانتون مؤخرا بنقل السكر إلى مدينة ممفيس والحبوب إلى شيكاغو وكان ينتظر تحميل شحنات في الينوي لنقلها إلى المركز الرئيسي لشركة وول مارت لتجارة الجملة الكائنة في ولاية كنتاكي. 

وتحتاج الشاحنات التي تعبر الحدود الفاصلة بين ألمانيا و بولندا إلى الانتظار أكثر من 10 ساعات لنقل اللحوم.

الشاحنات تنتظر طويلا فى الموانئ

وفى الهند تنتظر الشاحنات طويلا في الموانئ قبل نقل زيوت الخضروات جراء نقص الشاحنات. 

ويعتمد الكثير من السائقين في أوغندا على النقل العام في الوصول إلى أماكن عملهم.

لكن وسائل النقل العامة تم وقفها هناك ضمن تدابير الإغلاقات العامة. 

وأقبلت الحكومات مقابل هذا على التدخل لتيسير نقل الغذاء ومنح السائقين استثناءات.

وتقرر مثلا في بنسلفانيا الأمريكية إعادة فتح نقاط تفتيش الشاحنات. وتسعى المفوضية الأوربية لإنشاء مسارات خضراء عند نقاط التفتيش على الحدود بين الدول لتقليص  التأخير.

وتم كذلك إنشاء مسارات خاصة بالشاحنات التي تنقل الغذاء في أجزاء من اندونيسيا. 

وتحقق تقدم آخر في الأرجنتين التي تعد أكبر دولة مصدرة لفول الصويا في العالم. وتصنف التشريعات الفيدرالية  نقل الغذاء ضمن الخدمات الأساسية.

الشاحنات تنقل العدوى

وبرغم هذا، اتجه حكام الكثير من المناطق إلى فرض القيود على سير هذه الشاحنات خوفا من تسببها في نقل عدوى فيروس كورونا إلى السكان.

وتسببت هذه القيود في منع نقل الإمدادات إلى الموانئ. وتم التخلص من هذه القيود، حسب أحد السائقين. 

وأقبلت بعض الشركات كذلك على تقديم الدعم لسائقي الشاحنات.

ويقوم بعض العملاء بتزويدهم بزجاجات المياه والمأكولات لمساعدتهم على تلافي إغلاق المطاعم، حسب ستيف ويلز رئيس شركة كوين سيستمز. 

البقاء فى المنازل ييسر مرور الشاحنات

وتؤدي الحالة المروية الجيدة في الولايات المتحدة إلى تيسير مرور الشاحنات وتقليص التأخير في أماكن الترانزيت، وذلك في ظل بقاء معظم الناس في منازلهم. 

وتواجه الشاحنات مشكلة تزايد التكلفة جراء الحاجة لقيادة الشاحنات فارغة.

وتحتاج لذلك الشاحنات الكندية إلى الذهاب إلى الولايات فارغة قبل العودة إلى الشمال مجددا محملة بالسلع الغذائية، حسب ستيفن لاسكوسكي، رئيس رابطة النقل الكندية. 

ويقول لاسكوسكي أن هذه الشاحنات كانت تنقل السلع المصنعة من كندا إلى الولايات المتحدة. لكنه يشير إلى تلاشي الحاجة لفعل هذا في الوقت الراهن. 

تباطؤ التصنيع مشكلة أخرى

وبدأت تظهر ذات المشكلة  في أجزاء من الولايات المتحدة وأوربا وآسيا.

ويرجع سببها إلى تباطؤ التصنيع جراء الركود الاقتصادي الناجم عن كورونا. 

واتجهت لذلك المزارع إلى المطالبة بالحصول على إعفاءات من القواعد التي تقيد ساعات وأوزان قيادة الشاحنات. 

وتثور مخاوف كذلك من أن يتعرض سائقو الشاحنات إلى الإصابة بعدوى فيروس كورونا أثناء القيادة لفترات زمنية طويلة ولمسافات طويلة. وتهدد إصابة السائقين بالفيروس بتناقص أعدادهم.