يشير أداء سوق السندات الأمريكية إلى أن الركود في الولايات المتحدة أصبح مؤكداً العام الجاري وأن اللجوء إلى خفض أسعار الفائدة قادم في الطريق، بحسب وكالة بلومبرج.
وهبط العائد المتوقع خلال 18 شهراً لأذون الخزانة لأجل 3 أشهر بمقدار 134 نقطة أساس دون العائد الحالي، وهذا أدنى من القاع القياسي السابق المسجل في يناير 2001 أي قبل شهرين من انزلاق الاقتصاد الأميركي إلى ركود.
وكان باول قال في 21 مارس 2022: “صراحةً، هناك بحثٌ جيدٌ أجراه موظفو الاحتياطي الفيدرالي يدعو للنظر إلى المدى القصير -أول 18 شهراً- من منحنى العائد، فهذا حقاً مكمن 100% من القوة التفسيرية لمنحنى العائد. وهذا أمر منطقي. لأنه إذا كان مقلوباً، فهذا يعني أن الفيدرالي سيتجه للخفض، ويعني أن الاقتصاد ضعيف”.
احتمالات الركود في الولايات المتحدة
واصلت سندات الخزانة مكاسبها اليوم الخميس بعد أن رفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية وعلى خلفية تعزيز المتداولين الرهان على أن المركزي الأميركي سيعكس مساره قريباً ويبدأ خفض الفائدة، وباتوا على يقين بأن الفيدرالي سيخفض الفائدة في سبتمبر بقدر يعادل زيادة الأسبوع الجاري على الأقل.
تتباين وجهة نظر السوق مع التوجيهات الاسترشادية من قبل الاحتياطي الفيدرالي والتي تتوقع رفع الفائدة مرة واحدة فقط على الأقل من المستوى الحالي، وكذلك مع تعليقات باول بأنه لا يتوقع أي خفض في تكاليف الاقتراض العام الجاري.
وكتب الاستراتيجيون في “تي دي سيكيوريتيز”، وبينهم جان غروين، في مذكرة أمس الأربعاء: “بالنظر إلى التشديد في السياسة النقدية حتى الآن، والأزمة الائتمانية لدى البنوك، تميل الاحتمالات إلى أن الفيدرالي سيضطر إلى خفض الفائدة أسرع مما تتوقعه السوق حالياً.. في ظل استمرارنا في توقع هبوط الاقتصاد في ركود في الربع الرابع، نحافظ على توقعاتنا بأن تخفيضات الفائدة ستبدأ في اجتماع ديسمبر”.
انحدار منحنى العائد
هبط عائد سندات الخزانة لأجل عامين سبع نقاط أساس إلى 3.87% يوم الخميس بعد تراجعه 23 نقطة أساس في اليوم السابق. تجاوز التراجع في عائد السندات لأجل عامين الانخفاض في عائد السندات لأجل 10 أعوام، ما أعاد الانحدار في الجزء شديد الانقلاب من المنحنى الذي يركز عليه المراقبون باعتباره مؤشراً على الركود، وهذا الجزء من المنحنى عادة كان يصعد فوق الصفر مباشرة قبل بداية انكماش الاقتصاد.
ويرى متداولو عقود مقايضة مخاطر الائتمان احتمالاً نسبته 50% بألا يرفع الفيدرالي الفائدة مجدداً بعد أن زادها بـ4.75% بدءاً من 16 مارس 2022 عندما رفعها آنذاك ربع نقطة مئوية.