كشف تقرير لوكالة بلومبرج عن أن إسرائيل تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي في عملياته داخل قطاع غزة وفي المواجهات مع حزب الله، مما يجعله مرشحا لإنتاج أفضل أسلحة مدعومة بالذكاء الاصطناعي .
وقال تال ميمران، محاضر القانون الدولي لدى الجامعة العبرية في القدس :« إذا وقع خطأ في حسابات الذكاء الاصطناعي وإذ تعذر تفسير عملياته، فعلى من يمكن إلقاء اللوم عند حدوث خطأ. ويمكن محو أسرة بكاملها بسبب خطأ».
واكتسب جيش الدفاع الإسرائيلي خبرة عملية في استخدام الأنظمة المثيرة للجدل بفضل الانتفاضات التي تقع من حين لآخرى في قطاع غزة، عندما كان الجيش يشن بشكل متكرر ضربات جوية ردا على الهجمات الصاروخية.
وفي عام 2021، وصف جيش الدفاع الإسرائيلي حرب الـ11 يوم في غزة بأنها حرب الذكاء الاصطناعي الأولى عالميا، مستشهدا باستخدامه الذكاء الاصطناعي في تحديد إماكن إطلاق الصواريخ ونشر الدرونات.
وتشن إسرائيل أيضا غارات في سوريا ولبنان مستهدفة ما تصفه بأنها شحنات أسلحة منقولة إلى المليشيات المدعومة من إيران مثل حزب الله.
مواجهات مع إيران
ودأبت إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية على إصدار تحذيرات إلى إيران بخصوص أنشطتها في مجال تخصيب اليورانيوم، متعهدة بأنها لن تسمح لها بالحصول على أسلحة نووية تحت أي ظرف من الظروف.
وفي حالة دخول البلدين في صدام عسكري، فإن جيش الدفاع الإسرائيلي يتوقع أن المليشيات التابعة لإيران في غزة وسوريا ولبنان ستشن هجمات انتقامية، مما يفسح المجال لفتح أول صراع خطير متعدد الجبهات أمام إسرائيل منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته مصر وسوريا قبل 50 عاما وعرف باسم يوم كيبور.
الطبيعة السرية لمثل هذه الأدوات تثير مخاوف جدية، منها اختفاء البشر من أماكن صنع القرار تدريجيا، وفي إطار هذا السيناريو، يتم تمكين الآلات من تحديد الأهداف وضربها.
إجراء برمجاتي صغير سيكون بوسعه الانتقال إلى مرحلة الأتمتة الكاملة، بحسب كاثرين كونلي الباحثة لدى تحالف يضم منظمات حقوق الإنسان.
وتقول إسرائيل إنها لا تخطط لإلغاء الإشراف البشري خلال السنوات القليلة القادمة.
تحتفظ إسرائيل بميزة مهمة في سباق التسلح بأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تطورها الحكومات والجيوش والشركات الدفاعية الخاصة، وهي الخبرة العملياتية التي اكتسبتها إسرائيل من المواجهات المستمرة في قطاع غزة.
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن الجيش يستخدم الآن نظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي يمكنه معالجة كميات هائلة من البيانات لتحديد أهداف للضربات الجوية.
أفضل أسلحة مدعومة بالذكاء الاصطناعي
كما يستخدم نموذجا يسمى «Fire Factory»، ويعتمد على هذه البيانات حول الأهداف لاقتراح جدول زمني لتنفيذ الضربات وحساب أحمال الذخيرة، وتحديد الأولويات وتوزيع الأهداف لآلاف الطائرات والمسيرات.
وفي حين أن كلا النظامين يخضع للإشراف من قبل مشغلين بشريين يقومون بفحص الأهداف الفردية وخطط الغارات الجوية والموافقة عليها، وفقا لمسؤول في جيش الاحتلال، لا تزال التكنولوجيا غير خاضعة لأي تنظيم على المستوى الدولي أو الحكومي.
ويقول المؤيدون أن الخوارزميات المتقدمة قد تتجاوز القدرات البشرية ويمكن أن تساعد الجيش في تقليل الخسائر، بينما يحذر المنتقدون من العواقب المميتة المحتملة للاعتماد على أنظمة مستقلة بشكل متزايد.
وقال المقدم أوري، الذي يرأس وحدة التحول الرقمي بالجيش الإسرائيلي في تل أبيب: «ما كان يستغرق ساعات للتخطيط له الآن يستغرق دقائق، مع بضع دقائق أخرى تخضع فيها البيانات للمراجعة البشرية».
وشدد المسؤولون العسكريون على أن النظام مصمم خصيصا لـ«الحروب الشاملة».
ولا تزال تفاصيل استخدام جيش الاحتلال للذكاء الاصطناعي سرية إلى حد كبير، لكن التصريحات الصادرة عن المسؤولين العسكريين تشير إلى أن الجيش اكتسب خبرة في استخدام هذه الأنظمة المثيرة للجدل، خصوصا في قطاع غزة، حيث تقوم إسرائيل بشكل متكرر بشن غارات جوية.
ولجيش الاحتلال سجل طويل في استخدام الذكاء الاصطناعي، لكنه قام في السنوات الأخيرة بتوسيع هذه الأنظمة عبر وحدات مختلفة حيث يسعى إلى وضع نفسه كقوة رائدة عالميا في مجال الأسلحة المستقلة.
تم تطوير بعض هذه الأنظمة من قبل مقاولين دفاعيين إسرائيليين، أما البعض الآخر، مثل كاميرات مراقبة الحدود StarTrack، التي اعتمد على آلاف الساعات من اللقطات لتحديد الأشخاص والأشياء، فطورها الجيش نفسه.
وحسب التقرير، فإن هذه الأنظمة مجتمعة، تمثل بنية رقمية واسعة مخصصة لتفسير كميات هائلة من لقطات الطائرات بدون طيار وكاميرات المراقبة، وصور الأقمار الصناعية، والإشارات الإلكترونية، والاتصالات عبر الإنترنت وغيرها من البيانات، للاستخدام العسكري.