بلومبرج: الاستثمار في الغاز الطبيعي بأمريكا بات محفوفًا بالمخاطر (جراف)

طرح مرشح الرئاسة الأمريكية جو بايدن خطة للتحول نحو الطاقة النظيفة بقيمة 2 تريليون دولار

بلومبرج: الاستثمار في الغاز الطبيعي بأمريكا بات محفوفًا بالمخاطر (جراف)
أيمن عزام

أيمن عزام

4:06 م, الأثنين, 20 يوليو 20

قرر الملياردير الأمريكي وارين بافيت الاستثمار في الغاز الطبيعي بإبرام شركته باركشير هاثاواي صفقة بقيمة 9.7 مليار دولار الأسبوع الماضي، لشراء شركة دومنين إنرجي لكن هذه الخطوة أصبحت تبدو الآن ذات مخاطرة عالية.

خطة بايدن الأكثر طموحًا

ويرجع السبب وراء أن الاستثمار في الغاز بأمريكا في الوقت الحالي بات محفوفًا بالمخاطر، حسب تقرير لوكالة بلومبرج، إلى الخطة الأكثر طموحا التي طرحها  المرشح الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة جو بايدن لاحقا بشأن التحول نحو الطاقة النظيفة عبر استثمارات بقيمة 2 تريليون دولار.

وتستند خطوة بافيت، مقابل هذا، إلى أن السوق لن تبتعد عن الوقود الأحفوري بين ليلة وضحاها.

لكن هذا لا ينفي قدر المخاطرة التي تنطوي عليها الصفقة  بالنظر إلى أنها تشمل شراء أنبوب غاز بطول 7,700 ميل.

ويجئ هذا في الوقت الذي يتعرض فيه قطاع الطاقة الأمريكي لضغوط متزايدة من قبل المسئوليين العموميين والمستثمرين تدفعه صوب التخلي عن الفحم والغاز الطبيعي.

توقعات بتراجع استخدام الغاز الطبيعي

ومن المتوقع الآن تراجع استخدام الغاز الطبيعي في توليد الطاقة الكهربائية إلى نسبة 36% عام 2021 نزولا من 41% العام الجاري.

ومقابل هذا، شهد العقد الماضي تراجع أسعار الطاقة الشمسية والرياح بنسبة 90% و 70% على التوالي لكل ميجا وات ساعة، حسب بيانات بلومبرج.

وتشكل الطاقة المتجددة حاليا نسبة 20% من احتياجات الطاقة في الولايات المتحدة صعودا من نسبة  13% منذ خمس سنوات، حسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

وتستهدف خطة المرشح الأمريكي جو بايدن تعظيم استخدامات الطاقة المتجددة عبر ضخ استثمارات بقيمة 2 تريليون دولار وإنشاء قطاع خالي من الطاقة المعتمدة على الكربون بحلول عام 2035.

مغريات الاستثمار في الغاز الطبيعي

وبرغم هذا يتبع الملياردير بافيت سلوك استثماري تقليدي يقتضي شراء الأصول  الرخيصة.

وهبطت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة الشهر الماضي لتصل إلى أدنى مستوياتها خلال 25 عاما.

ويعتمد بافيت على تراجع أعداد المنافسين في قطاع الغاز الطبيعي خلال الفترة القادمة جراء تنامي الضغوط التشريعية والرقابية المناهضة للغاز الطبيعي.

 وبفضل هذا، من المتوقع أن يجني بافيت عوائد جيدة خلال الأعوام القليلة القادمة.  

وقال نوح كاوفمان، الباحث لدى مؤكز سياسات الطاقة العالمية: ” يفترض الناس أننا سنتخلص من الفحم ثم من الغاز لكن الغاز يصعب كثيرا التخلص منه لأنه أكثر وفرة وأرخص ثمنا.”   

ويتربع بافيت على المرتبة الثالثة في قائمة بلومبرج للمليارديرات الذين حققوا ثرواتهم اعتمادا على صناعات مضرة بالبيئة.

ويقر بافيت بالمخاطرة الناجمة عن تغير المناخ.، وأشار في خطاب لحملة الأسهم عام 2016 إلى أنه سيتسبب في مشاكل كبرى للعالم. 

لكنه قال أيضا أن تغير المناخ لا يصلح إعتماده كعامل حاسم في اتخاذ القرارات الاستثمارية، وقال بافيت في معرض تبريره لصفقة استحواذه على شركة دومنيون انيرجي أن الغاز الطبيعي يشكل جزءا من استراتيجيته المحققة للاستدامة.

الغاز الطبيعي أقل تلوثًا للبيئة

وترى شركته أن الغاز الطبيعي موثوق فيه ويحتفظ بتركيزات كربونية أقل.

وسبق لبافيت أن اكتوى بتذبذبات أسعار الغاز الطبيعي سابقا عندما اشترى ديون شركة انيرجي فيوتشر هولدنجز  بقيمة 2 مليار دولار.

وأدت الصفقة إلى تكبده خسائر مقدرة قبل حساب الضريبة بقيمة 873 مليار دولار عندما أعلنت هذه الشركة إفلاسها عام 2014.   

ويوضح الجراف التالي تذبذبات أسعار الغاز بالدولار الأمريكي خلال 20 عامًا: