من المقرر رحيل المدير الإداري لصندوق الثروة السيادية الكويتي الذي تبلغ قيمته تريليون دولار بعد ثلاث سنوات من توليه مهام منصبه، شهدت تفوق منافسين إقليميين أبرموا صفقات أكثر بريقا، بحسب وكالة “بلومبرج”.
وأبلغ غانم الغنيمان اليوم الخميس بأن فترة ولايته ستختصر وأنه أكمل تسليمًا سلسًا، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، رافضين الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات سرية.
يبلغ الغنيمان 65 عامًا وبلغ سن التقاعد وفقًا للقانون، وتم تعيينه في هيئة الاستثمار الكويتية في عام 2021 لمدة أربع سنوات.
وقال الأشخاص إن عضو مجلس إدارة هيئة الاستثمار الكويتية الشيخ سعود سالم الصباح تولى منصب العضو المنتدب. المدير التنفيذي هو نجل محافظ البنك المركزي السابق الشيخ سالم عبد العزيز الصباح، الذي خدم لمدة 25 عامًا قبل أن يستقيل احتجاجًا على سياسات الإنفاق في ذلك الوقت.
وأكد ممثل الصندوق رحيل الغنيمان وقال إنه بلغ سن التقاعد، لكنه رفض التعليق على خليفته. وتشرف وزارة المالية الكويتية في نهاية المطاف على الهيئة.
إعادة الهيكلة
ومن غير المرجح أن تسفر إعادة الهيكلة عن تحولات إستراتيجية كبيرة في الهيئة، التي ركزت إلى حد كبير على الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية ومراكز البيانات وأشباه الموصلات هذا العام. أكثر من 50% من استثماراتها في الولايات المتحدة، يليها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وآسيا والأسواق الناشئة.
واجه الصندوق تحديات في السنوات الأخيرة، تزامنت مع فترة من الاضطرابات السياسية في الكويت.
بعد أن كانت مستثمرًا عالميًا رائدًا، تراجعت الهيئة مؤخرًا عن أمثال شركة مبادلة للاستثمار في أبو ظبي وجهاز أبوظبي للاستثمار، فضلاً عن صناديق أخرى مدعومة من الدولة في الشرق الأوسط. ومع ذلك، ظل الأداء قويًا وساهم انتعاش السوق العام الماضي في تعزيز عوائده.
وتأتي هذه الخطوة في وقت من التغيير الكبير في عالم صناديق الثروة الخليجية الهادئ عادة. في وقت سابق من هذا الأسبوع، عينت قطر رئيسًا تنفيذيًا جديدًا لمستثمرها السيادي الذي تبلغ قيمته 510 مليارات دولار، بينما قدمت بلومبرج نيوز أمس الأربعاء تفاصيل التحولات الإستراتيجية الجارية في جهاز أبوظبي للاستثمار الذي تبلغ قيمته تريليون دولار.
وسيحتاج القادة الجدد في كلا الصندوقين إلى التعامل مع التحديات بما في ذلك رئاسة دونالد ترامب، والعلاقة المتطورة للغرب مع الصين والمنافسة المتزايدة بين دول الخليج نفسها مع تنويعها اقتصاديًا.
وتشرف صناديق الثروة الإقليمية الستة الكبرى على أصول تبلغ قيمتها حوالي 4 تريليونات دولار، وحتى التعديلات الصغيرة على إستراتيجياتها الشاملة يمكن أن تتردد في النظام البيئي المالي العالمي.
وتعتبر الهيئة العامة للاستثمار من بين أكبر صناديق الثروة في الشرق الأوسط وخامس أكبر صندوق ثروة في العالم، وفقًا لبيانات من جلوبال إس دبليو إف.
تنويع اقتصاد البلاد
وتلعب الهيئة دورًا رئيسيًا في المساعدة في تنويع اقتصاد البلاد، وتشمل محفظتها حصصًا في الموانئ والمطارات وأنظمة توزيع الطاقة في جميع أنحاء العالم.
ومثل بعض الصناديق الأخرى، لا تكشف الهيئة العامة للاستثمار عن قيمة أصولها ونادرًا ما يعلق المسئولون على الإستراتيجية أو المحفظة أو التوزيع. تاريخيًا، كانت مستثمرًا عالميًا رائدًا، مع حيازات في شركة بلاك روك ومجموعة مرسيدس بنز إيه جي. وخلال أزمة عام 2008، اشترت حصة في سيتي جروب إنك ثم باعتها لاحقًا بربح تجاوز مليار دولار.
وفقًا لأحدث البيانات المتاحة للجمهور، أبلغ صندوق الأجيال القادمة – وهو صندوق ادخار وطني تديره الهيئة العامة للاستثمار – عن عوائد بلغت 33% للسنة المنتهية في مارس 2021. وشمل ذلك عائدًا بنسبة 38% من ذراع الهيئة العامة للاستثمار في لندن، مكتب الاستثمار الكويتي.
وباعتبارها أقدم صندوق ثروة في العالم، فإن جذور الهيئة العامة للاستثمار تسبق ولادة دولة الكويت الحديثة. وهي تدير صندوق الأجيال القادمة بالإضافة إلى صندوق الاحتياطي العام، أو الخزانة، وهو المصدر الرئيسي لتمويل الميزانية للحكومة.