امتلأت الثلاجات في أوروبا بالأطعمة لدرجة أن الشركات لم تعد تجد أماكن لحفظها ، ما دفع المنتجين الزراعيين لحث الناس على تناول الأطعمة الطازجة .
وينتعش الطلب حاليا على أماكن حفظ الأطعمة بعد إغلاق الحانات والمطاعم والأندية الرياضية.
وتقول وكالة بلومبرج أن شركة اجريستو البلجيكية لتحمير البطاطس تعاني من عدم توفر مبردات تكفي لحفظ منتجاتها من محمرات البطاطس المعروفة تحت اسم “فرنش فرايز”.
واضطرت الشركة لذلك إلى خفض الإنتاج بنسبة 20%.
البحث عن الثلاجات
المنتجات التي تقدم عادة طازجة مثل الخضروات واللحوم أصبحت تبحث حاليا عن أماكن لحفظها.
وذلك جنبا إلى جنب مع أصناف الأطعمة الأخرى التي لا تقدم طازجة.
وقال كريستوف واليز، مدير التشغيل لدى شركة اجريستو، أن وقف الإنتاج يصبح هو الخيار الوحيد المتاح حال عدم توفر أماكن كافية لحفظ الأطعمة.
ويعد عدم توفر أماكن لحفظ الأطعمة هو أحد التبعات الكارثية التي أفرزها فيروس كورونا.
وهو كذلك مصدر تهديد لشركات الأغذية العالمية.
تهديد سلاسل توريد الغذاء
وتتعرض للتهديد أيضا سلاسل توريد الغذاء في جميع أنحاء العالم، حسب تقرير بلومبرج.
ويظهر هذا بجلاء بالنظر إلى أرفف اللحوم الخاوية في الولايات المتحدة وتنامي مستويات الجوع في أفريقيا.
وذلك بجانب استخدام المساجين في العمل الزراعي لنقص الفلاحين وصعود أسعار فاكهة الأفوكادو الداعمة لجهاز المناعة.
ويقول المزارعون والمصنعون وتجار التجزئة في أوروبا أن العثور على أماكن لحفظ الأطعمة أصبح شبه مستحيل.
إهدار أطنان من المحاصيل الزراعية
ويتسبب نقص الثلاجات في خفض الإنتاج والتسبب بالتالي في إهدار آلاف الأطنان من المحاصيل الزراعية واللحوم التي لا تجد مكان لحفظها من التلف.
وتتراجع في الوقت ذاته فرص التصدير بسبب انكماش الطلب العالمي.
وأدى إغلاق الموانئ في الصين إلى نقص حاويات الشحن الفارغة.
ونتج عن هذا اكتظاظ الثلاجات بالأطعمة لعدم القدرة على شحنها بغرض التصدير للخارج.
ويوضح الجراف التالي إيرادات شركات التبريد في العالم وتوقعات الإيرادات بداية من عام 2019 بالمليون دولار:
وتقدر شركة ليندج لوجيستكس أكبر مزود لخدمات الحفظ بدرجات الحرارة في العالم أن أكثر من 90% من منشأت الحفظ بالتجميد في أوروبا أصبحت ممتلئة حاليا.
وقال شان برينين المدير التنفيذي لرابطة سلسلة التبريد أن بريطانيا تخلو حاليا من أي حجرات تبريد فارغة.
مواسم الحصاد بداية انتعاش الطلب
وأضاف أن الطلب على الثلاجات سيتزايد عند بدء موسم حصاد الخرفان في بريطانيا وعندما يبدأ المزارعون في حصد الفاكهة والخضروات أواخر العام الجاري.
وتظهر في الأفق حاليا احتمالات تخفيف حدة أزمة نقص الثلاجات مع بدء الحكومات في إنهاء الإغلاقات العامة وعودة حاويات التبريد من الصين، حسب رابطة تحالف سلاسل التبريد العالمي.
وأضافت:” تتجه الحكومات حاليا إلى تخفيف التدابير، لكن ماذا سيحدث حال ظهور موجة ثانية من فيروس كورونا وبروز الحاجة للعودة إلى تدابير الاحتواء.”
تناول الأطعمة طازجة
ويبحث المنتجون الزراعيون عن حلول أخرى تركز على حث المستهلكين على تناول الأطعمة طازجة حتى يمكن تقليص الحاجة لحفظ الأطعمة.
وتقول إيلي فيلبس مسئولة السياسات لدى رابطة الماشية الوطنية البريطانية: ” لا يمكننا انتاج وحدات تبريد جديدة بسرعة تكفي لتلبية الطلب الحالي.
وهناك أسباب أخرى تحول دون هذا بجانب انعدام الجدوى الاقتصادية منه.
أفضل شيء يمكن فعله في الوقت الراهن هو حث الناس على تناول الأطعمة طازجة..”.