قال خبير الاستثمار الأول في شركة “بلاك روك” لإدارة الأصول كيرت ريمان إن أسهم شركات النفط والغاز سوف تظل نقطة مضيئة نادرة في سوق مأزومة فيما عداها، مع تلميح قادة البنوك المركزية إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة.
انتعاش أسهم شركات النفط والغاز
رغم الركود الاقتصادي الوشيك، تتوقع شركة إدارة الأصول أن يظل الطلب قوياً على النفط والسلع الأولية الأخرى لأن غزو روسيا لأوكرانيا – وعوامل أخرى مثل ضعف الاستثمار ونقل المواد الخام في مناطق أخرى تتسم بالخطورة من الناحية الجيوسياسية – جميعها شكلت ضغطا على جانب العرض في أعقاب الصدمة الأولى الناتجة عن تخفيف القيود المرتبطة بجائحة كورونا.
أوضح ريمان : “في رأينا، ارتفع مستوى الثقة بشأن زيادة أسعار السلع الأولية زيادة هيكلية على مدى العام، إن لدينا الآن أزمة عرض داخل أزمة العرض بسبب الحرب في أوروبا. ثم عندما تفكر في ضعف الاستثمار في قطاع السلع الأولية الهامة التي تصدرها روسيا وأوكرانيا، فإنه لا يكفي لتلبية الطلب العالمي. وسوف يستغرق الأمر بضعة أعوام من الاسثتمار حتى ترفع الطاقة الإنتاجية منها إلى المستوى الملائم”.
خفض الوزن النسبي
تحول موقف “بلاك روك” إلى تخفيض الوزن النسبي للاستثمار في الأسهم في يوليو الماضي مع تصعيد البنوك المركزية من حملاتها لرفع أسعار الفائدة بوتيرة عنيفة، حتى أضعفت السوق الأوسع التي كانت تغير توجهها عائدة للاستثمار في الأسهم وسط موسم للإعلان عن الأرباح تجاوزت فيه نتائج أعمال الشركات توقعات المحللين.
تدهورت هذه الزيادة مع نهاية شهر أغسطس إذ حاصرت المستثمرين مخاطر زيادة أسعار الفائدة مرة أخرى وانخفاض توقعات الشركات للأرباح المستقبلية.
ارتفع مؤشر فرعي لشركات النفط والغاز في مؤشر “ستاندارد أند بورز 500” بنسبة 40% في العام الحالي، في مفارقة واضحة مع انخفاض مؤشر “ستاندارد أند بورز 500” نفسه بنسبة 18%. وقد حلقت أسهم شركة “أوكسيدنتال بتروليم” (Occidental Petroleum) بنسبة 135% هذا العام، كما أن أسهم “ديفون إنيرجي” (Devon Energy) و”إكسون موبيل” من بين أعلى خمسة أسهم ارتفاعا على المؤشر.
الملاذ الآمن
تغلب قطاع الطاقة على موجة الهبوط معتمداً على ارتفاع أسعار النفط حتى مع تحقيق السلعة هبوطاً شهرياً للمرة الثالثة، في أطول سلسلة انخفاض لأسعارها منذ ما يزيد على عامين. في نفس الوقت، واصلت أسهم الطاقة التي تتمتع بسيولة نقدية كبيرة ارتفاعها مع بحث المستثمرين عن ملاذات آمنة وسط تقلب الأسواق.
بعد حدوث هذا التغيير بوقت قصير، ارتفعت أسواق الأسهم مدفوعة بنتائج أعمال أفضل من المتوقعة. غير أن هذا الصعود كان لحظة عابرة إذ تحول أداء السوق تحولاً كاملاً وهبطت هبوطاً متواصلاً في الأسبوع الماضي بعد تحذير رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن المستثمرين عليهم أن يستعدوا لاستقبال فترة طويلة من أسعار الفائدة المرتفعة.
توقع ريمان أن تواصل السوق تدهورها حتى تبدأ البنوك المركزية في تخفيض أسعار الفائدة، وأن تتحمل أسهم شركات التكنولوجيا والاتصالات الاستهلاكية العبء الأكبر من تأثير موجة البيع.
قال ريمان: “إذا كانت البنوك المركزية تنوي تخفيض معدل التضخم إلى المستوى المستهدف بنسبة 2%، فإن ذلك من وجهة نظرنا ينطوي على توجيه ضربة عنيفة جداً إلى الطلب مقارنة مع المستوى الذي تسعر عليه الأسهم حالياً. إن التضخم وتأثيره على الأسهم يشبه ضغط الهواء في إطار السيارة – نحتاج إلى بعض الضغط، غير أنه إذا زاد أو انخفض عن المستوى الملائم فإننا نواجه مشكلة”.