شرعت شركة سينوبك الصينية العملاقة للنفط (شركة حكومية) وشركة أرامكو السعودية (شركة خاصة) في بناء مجمع لتكرير النفط والبتروكيماويات، بمقاطعة فوجيان جنوب شرق الصين، وذلك في استثمار كبير جديد يضاف إلى موجة التوسعات الأخيرة في قطاع البتروكيماويات بالصين، وفق تقرير وكالة رويترز.
ويبلغ إجمالي تكلفة المجمع الجديد 71.1 مليار يوان (أي ما يعادل 9.82 مليار دولار أمريكي)، ويمثل أيضًا ثاني مشروع مشترك رئيسي لأرامكو السعودية في تكرير البتروكيماويات مع شركة نفط صينية حكومية كبرى، حيث تزيد شركة الطاقة الشرق أوسطية من تعاونها مع شركات صينية خاصة.
ويشمل المشروع الجديد، الذي يقع في المنطقة الصناعية جولاي بمدينة تشانجتشو، مصفاة تكرير تبلغ طاقتها 16 مليون طن متري سنويًا (أو ما يعادل 320 ألف برميل يوميًا)، بالإضافة إلى مصنع إيثيلين بطاقة 1.5 مليون طن سنويًا، ومصنع باراكسيلين بطاقة 2 مليون طن، ومحطة نفط خام بسعة 300 ألف طن، وفقًا لبيان صادر عن شركة سينوبك.
بالنسبة لشركة أرامكو، يعد هذا المشروع خطوة أخرى نحو تنمية أعمالها في مجال التكرير والمعالجة خارج المملكة، وهو جزء من خطة لتوريد مليون برميل يوميًا من النفط الخام إلى الصين لمشاريع تحويل النفط إلى مواد كيماوية، وفقًا لما نقله عن محمد ي. القحطاني، رئيس قطاع التكرير والمعالجة في أرامكو.
وستمتلك شركة فوجيان للبتروكيماويات – وهي مشروع مشترك بين شركة سينوبك وحكومة مقاطعة فوجيان – حصة 50٪ في المشروع، وستمتلك أرامكو وسينوبك كل منهما 25٪، وفقًا لما أعلنته سينوبك.
ومن المقرر أن يبدأ المشروع التشغيل في عام 2030، وعند الإنتاج سيتمكن من توفير 5 ملايين طن من المواد الخام البتروكيماوية سنويًا.
وكانت كل من سينوبك وأرامكو قد وقعتا اتفاقية مبدئية لبناء المجمع قبل عامين.
يعتبر هذا المشروع ما يسمى بمرحلة جولاي الثانية، وهو توسيع لمصنع إيثيلين أصغر حجما، قامت سينوبك بتشغيله في عام 2021 في مشروع مشترك مع شركة استثمار تايوانية.
وفي الأسبوع الماضي، افتتحت سينوبك مجمع إيثيلين جديدًا بطاقة 1.2 مليون طن سنويًا في شمال الصين، وهي تقوم ببناء مصنع آخر بحجم مماثل في تشينههاي بشرق الصين.
وبصرف النظر عن ذلك، وفي نفس المنطقة الصناعية بجولاي أيضًا، من المقرر أن تقوم شركة صناعات الأساس البترولية السعودية (سابك) ببناء مجمع للبتروكيماويات بقيمة 6.4 مليار دولار بالتعاون مع شركة مدعومة من الحكومة المحلية.
وتأتي جميع هذه الاستثمارات بالإضافة إلى سلسلة منفصلة من المشاريع التي أضافتها الصين منذ عام 2018، والتي قادتها شركات خاصة مثل رونجشينج هولدنجز ومجموعة هينغلي ومجموعة جيانغسو شينغهونج، في إطار سعي الصين إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال البتروكيماويات.