بقيادة «DeepSeek».. الأسواق المالية تستعيد توازنها بعد أسوء خسارة سوقية في التاريخ

خسارة سوقية بلغت نحو 593 مليار دولار وهي الأكبر في التاريخ

بقيادة «DeepSeek».. الأسواق المالية تستعيد توازنها بعد أسوء خسارة سوقية في التاريخ
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

1:38 م, الثلاثاء, 28 يناير 25

استقرت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والأسواق الأوروبية اليوم الثلاثاء، بعد موجة بيع درامية قادها قطاع التكنولوجيا في اليوم السابق، حيث تراجعت التحركات نحو السندات الحكومية كملاذ آمن، ورغم هذه الاستعادة الجزئية للتوازن، ظل المستثمرون في مختلف القطاعات متوترين وسط تطورات سريعة تهدد بتغيير موازين السوق، وفقا لوكالة رويترز.

شهدت أسهم شركة تصنيع الرقائق “إنفيديا” انخفاضًا حادًا بنسبة 17% يوم الإثنين، ما أدى إلى خسارة سوقية بلغت نحو 593 مليار دولار، وهي الأكبر في التاريخ. كما تراجع مؤشر أشباه الموصلات في فيلادلفيا بنسبة 9.2%، مسجلًا أسوأ أداء له منذ مارس 2020.

جاءت هذه الخسائر الكبيرة بعد ظهور نموذج صيني منخفض التكلفة للذكاء الاصطناعي، مما أثار تساؤلات حول هيمنة شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى ومورديها الذين شهدت أسهمهم ارتفاعات قياسية في الأشهر الماضية.

مع ذلك، أظهرت الأسواق إشارات على التعافي يوم الثلاثاء، حيث ارتفعت أسهم “إنفيديا” بنحو 5% في التداولات السابقة لافتتاح السوق، وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.5%، وعلى الجانب الآخر، استمر الضغط البيعي في اليابان لليوم الثاني، حيث تراجعت أسهم شركة “أدفانتست”، أحد موردي إنفيديا، بنسبة 19% خلال يومين.

تعليقًا على الوضع، قال برنت دونيلي، رئيس شركة “سبكترا ماركتس” للتحليلات والتداول: “نحن أمام إعادة تقييم عاجلة لرواية هيمنت على الأسواق لنحو عامين، مما يجعل من الصعب تجاوز هذه الأحداث بعد 36 ساعة فقط” وتتجه الأنظار الآن إلى إعلانات الأرباح المرتقبة هذا الأسبوع من شركات مثل مايكروسوفت، تسلا، وميتا، حيث يُتوقع أن يواجه المسؤولون التنفيذيون أسئلة حول خططهم للاستثمار في قدرات الحوسبة.

في أسواق السندات، انعكس اتجاه السندات الأميركية التي شهدت ارتفاعًا يوم الإثنين، حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 4 نقاط أساس ليصل إلى 4.57%، كما ارتفع العائد على السندات الألمانية المعيارية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتين أساس إلى 2.55%.

أما العملات الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري، والتي شهدت مكاسب قوية يوم الإثنين، فقد تراجعت يوم الثلاثاء. وارتفع الدولار بنسبة 0.84% مقابل الين ليصل إلى 155.78 ين، وبنسبة 0.5% مقابل الفرنك ليصل إلى 0.9062.

وفي سياق آخر، ألقى ظهور شركة “ديب سيك”، وهي شركة ناشئة من هانغتشو في الصين، بظلاله على السياسات التجارية الأمريكية التي لا تزال تدفع السوق. وقد كشفت تقارير عن أن وزير الخزانة الأمريكي الجديد، سكوت بيسنت، يدفع نحو زيادة تدريجية في الرسوم الجمركية العالمية تبدأ من 2.5% وقد تصل إلى 20%. وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاحقًا إلى أنه يرغب في فرض رسوم أكبر، مع التفكير في فرض ضرائب محددة على منتجات مثل الصلب والنحاس وأشباه الموصلات.

وعلى صعيد السياسة النقدية، تعقد البنوك المركزية الرئيسية اجتماعات هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن يبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء. أما البنك المركزي الأوروبي فمن المتوقع أن يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الخميس.

أسعار النفط استعادت بعض خسائرها من يوم الإثنين، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.8% لتصل إلى 77.69 دولارًا للبرميل. في حين استقرت أسعار الذهب، بعد تراجعات ناتجة عن عمليات تصفية لتغطية الخسائر، حول مستوى 2,742 دولارًا للأونصة.