بعد أكثر من 140 عامًا على نجاح تجارب المصابيح التجارية للمخترع ورجل الأعمال الأمريكي توماس إديسون، باعت جنرال إلكتريك – التي ساهم إديسون في تأسيسها – وحدة أنشطة الإضاءة الخاصة بها.
وتمثل الصفقة لحظة محورية في تاريخ جنرال إلكتريك التي ارتبطت في أذهان الأمريكيين بالمصباح الكهربائي، وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن الأمر كما لو أن شركة “كيلوجز” توقفت عن بيع رقائق الذرة أو تخلت فورد عن صناعة السيارات.
“هذه لحظة حزينة.. لطالما كانت جنرال إلكتريك في طليعة شركات الإضاءة، وقد مثل المصباح الكهربائي رمزا للاختراع والابتكار في العصر الحديث”، يقول بول إسرائيل، مدير مشروع “أوراق توماس أديسون” في جامعة روتجرز للفنون والعلوم.
مصابيح الليد تقضي على جاذبية القطاع
ويقول محللون أن بيع وحدة الإضاء لم يكن مفاجأة.
وأوضحوا ن جنرال إلكتريك سعت للتخلص من قسم الإضاءة منذ عدة سنوات، حيث ركزت على مجالات أكثر ربحية مثل الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الرعاية الصحية.
وتقلصت جاذبية قطاع الإضاءة في ظل انتشار مصابيح الليد LED التي تحتاج إلى استبدالها بشكل أقل تكرارًا لأنها أطول عمرًا وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة من المصابيح المتوهجة التقليدية.
وأظهرت بيانات الصناعة أن مبيعات مصابيح LED تفوقت على جميع أنواع المصابيح الأخرى للمرة الأولى في عام 2017.
جنرال إلكتريك تودع الثورة الصناعية الثانية
أما المشتري في هذه الصفقة فهو شركة سافانت سيستمز وهي شركة أتمتة منزلية مقرها في ماساتشوستس.
ولم تكشف جنرال إلكتريك عن شروط الصفقة، لكنها قالت إن المقر الرئيسي لقسم الإضاءة سيبقى في كليفلاند وسوف ينتقل أكثر من 700 موظف إلى سافانت عند الانتهاء من البيع.
وتضمنت الصفقة أيضًا اتفاقية ترخيص تسمح لسافانت باستخدام العلامة التجارية لجنرال إلكتريك.
وشكلت الصفقة ختاما لفصول افتتاح شركة جنرال إلكتريك إبان الثورة الصناعية الثانية.
توماس إديسون مؤسس جنرال إلكتريك
وتعود جذور الشركة إلى تجارب إديسون في مختبره بنيوجيرسي والتي مكنته من تلقي أول براءة اختراع أمريكية لمصباح وهاج في عام 1880.
وكانت تلك البراءة واحدة من 1093 براءة اختراع أمريكية حصل عليها إديسون ، أكثر من أي مخترع آخر في التاريخ الأمريكي.
وفي عام 1889 دمج المخترع الأمريكي كل أنشطته في شركة واحد هي إديسون جنرال إلكتريك لتسويق منتجاته، ثم في عام 1892 اندمجت الشركة مع منافستها تومسون هيوستن إلكتريك لينشأ الكيان الجديد “جنرال إلكتريك”.
ولم يبقى إديسون جزءًا من الشركة لفترة طويلة، إذ باع في عام 1893 حصته في الشركة مقابل 1.5 مليون دولار (430 مليون دولار في الوقت الحالي).
وعلى مدار القرن التالي، أصبحت الشركة بمثابة حجر الأساس للاقتصاد الأمريكي، فتحولت إلى صناعة المحركات النفاثة والقاطرات وتوربينات الغاز والكثير والكثير من المصابيح الكهربائية.
ولما يقرب من 130 عاما، كانت جنرال إلكتريك في طليعة كل ابتكارات الإضاءة الرئيسية، بداية من المصابيح المتوهجة إلى أول مصباح فلورسنت موفر للطاقة والذي تم تقديمه في عام 1974.
جدير بالذكر أن جنرال إلكتريك أعلنت عن إيرادات بقيمة 95 مليار دولار في العام الماضي.