بعد 10 أعوام من «إمام الدعاة» دون ضجيج.. مسرحية عن الشعراوي تشعل اتهامات نقاد ودفاع محبين

البعض يعارض فكرة تقديس الشعراوي والكثيرون يدافعون عن سيرته لكونه عالم وداعية ديني أثر في أجيال كثيرة في حياته

بعد 10 أعوام من «إمام الدعاة» دون ضجيج.. مسرحية عن الشعراوي تشعل اتهامات نقاد ودفاع محبين
أحمد حمدي

أحمد حمدي

12:50 ص, الأثنين, 9 يناير 23

أثارت أنباء تقديم أمسية أو مسرحية عن الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي في شهر رمضان جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي ، وأبدى البعض اعتراضهم على ذلك ومنهم النقاد طارق الشناوي وماجدة خير الله .

ومازال هذا الجدل متزايدا بين كثير من الأشخاص ، البعض يعارض فكرة تقديس الشعراوي والكثيرون يدافعون عن سيرته لكونه عالم وداعية ديني أثر في أجيال كثيرة في حياته

.ويأتي هذا الجدل رغم أنه قبل 10 أعوام أنتجت مدينة الإنتاج الإعلام في 2003، مسلسل إمام الدعاة في 30 حلقة وهو يروي قصة حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي، من خلال 4 مراحل مهمة في حياته منذ نشأته في قرية دقادوس وتعلمه في كتاب القرية وحفظه للقرآن الكريم وعلاقته بأهل القرية ثم مراحل شبابه وكهولته وكفاحه في تفسير القرآن وتعليمه.

“المال” تنقل رأي النقاد في هذا الجدل المثار كما تنقل وجهة النظر الآخرى لأبرز المدافعين عن الشيخ الشعراوي كالتالي:

ماجدة خير الله : كلام الشعراوي ليس مقدسا

قالت الناقدة ماجدة خير الله إن كثير من الأشخاص لديهم هوس ورغبة في تقديس بعض الشخصيات .

وأكدت للمال أنه لم يسب أحدا الشيخ الشعراوي أبدا ، الأمر كله يتلخص أن المسرح القومي أعلن عن تقديمه لأمسية أو مسرحية في شهر رمضان عن الشيخ الشعراوي ، لكن وزارة الثقافة رفضت هذا المشروع وقالت يجب أن يتم مناقشة جميع الشخصيات التي ستقدم ، بالإضافة أنه يوجد كلام كثير عن الشيخ الشعراوي ، وبعض أعضاء مجلس الشعب رفضوا تقديم ذلك عنه بمال الدولة .

وأضافت خير الله أنها “أبدت رأيها في الأمر فقط ، أن هناك شخصيات كثيرة أفادت الوطن في مجالات كثيرة في الاقتصاد والفن وغير ذلك ، إضافة أن الشيخ الشعراوي لديه فتاوي كثيرة تؤدي لكارثة”، على حد قولها

 .وأشارت خير الله إلى أن هناك فتاوى متعلقة بمواجهة الأمراض والسلام على المسيحي في عيده وتوظيف الأموال وفرحه يوم نكسة 67 وأحاديث تهين المرأة”،، مؤكدة أن “الشعراوي لم يكن رجلا تنويرا كما يرى الكثيرين”.

أردفت قائلة أنه لايصح تقديس أي شخص بل يجب مناقشة الأفكار التي قدمها الشعراوي والفتاوي.

وتمنت أن يتم حذف فيديوهات الشيخ الشعراوي، حتى لايشاهدها الجيل الجديد ، مؤكدة أنها “حرضت على العنف والجهل في الماضي ، ويجب مناقشة أفكاره ومراجعة أحاديثه ، لأن هناك الكثيرين لايعون ماوراء هذه الفتاوي وماقد تؤدي له”.

طارق الشناوي : أفكاره تخاصم العلم والمنطق وتسبب في اعتزال فنانات كثيرين

وعلق الناقد الفني طارق الشناوي على الأمر فقال إنه لاينكر أن الشيخ الشعراوي، متواجد في الوجدان المصري بقوة أكثر من المطربين والفنانين والمفكرين الذين نحبهم، لكن الشعراوي كان يتعرض للنقد لدرجة إنه أقام دعوى قضائية ضد 3 مفكرين هم توفيق الحكيم وزكي نجيب محمود ويوسف إدريس”.

وأوضح أن الشعراوي أفكاره موجودة على موقع يوتيوب، وهي في جزء منها تخاصم العلم والمنطق، وأدى في فترة ما لاعتزال كثير من الفنانات تماما، أو اتجاه الفنانات لتقديم ما يطلق عليه اسم الفن الملتزم

وتساءل الشناوي ” هل نحن في هذه اللحظة بحاجة لتقديم أفكار الشيخ الشعراوي، على مسرح يمول بمال الدولة، ولا نحتاج لتقديم أفكار الإمام محمد عبده مثلا؟”.

خيرية البشلاوي :  لو أردنا مجتمعا مستنيرا متقدما يجب أن نبتعد تماما عن أفكاره

من جانبها أعربت  الناقدة الفنية خيرية البشلاوي أن الأمر يتلخص في تقديم 30 أمسية أثرت في شهر رمضان ومنها شخصية الشيخ الشعراوي .

وأضافت : “لو أردنا مجتمعا مستنيرا متقدما يجب أن نبتعد تماما عن أفكار الشيخ متولي الشعراوي في وقتنا الحالي ، خاصة أن أفكاره الموثقة بالفيديوهات تشد المجتمع للخلف وشديدة الضرر حقيقة وتعيدنا لقدر كبير من العتمة وتشجع أفكار أشخاص كثيرين ليسوا من هويتنا ويستقوون بأفكار الشعراوي”.

وتابعت: “كما أنني لم أكن أبدا من سميعته ومريديه لكن أفكاره علينا تجاهلها تماما ولاتجوز عليه سوى الرحمة  ، فهناك آخرين أفكارهم تدعم فكرة التقدم وإعمال العقل والدين الصحيح الذي يدعو للتسامح واحتفاء بالحياة والانسان .

وقالت: “نحن لسنا في هذا التوقيت تحديدا والسياق المحلي والعالمي أن نقوم بالترويج لأفكار الشيخ متولي الشعراوي فقد انتهينا من آثار هذه الأفكار أو أعتقدنا أننا تخلصنا من أفكار شديدة التخلف والرجعية كحضارة وبشر وتاري”.

وتساءلت قائلة “لماذا نريد لترويج لأفكار تعيدنا للخلف”،

واستدركت: “لكن يجب أن نحترم قدسية الموت وعدم المساس بشخص الشيخ الشعراوي ، أما بالنسبة لأفكاره فيجب أن نناقشها ونعي جيدا هل نروج لها هذه الأيام ونحن في وقت آخرين وصلوا للقمر أما مجتمعنا مازال يتحدث عن هذه الأفكار الرجعية الغريبة” .

على الجانب الآخر فهناك مجموعة كبيرة دافعت عن الشعراوي منها قامات بمصر وخارجها ومن أبرزهم الشيخ أسامة الأزهري.

أسامة الأزهري: الشعراوي رمز العلم والوطنية والعطاء بالعالم العربي والإسلامي والبعض لهم ثأر معه لسبب مجهول

ودافع مستشار رئيس الجمهورية المصري للشؤون الدينية الدكتور أسامة الأزهري عن الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي ، مفندا الاتهامات

وقال: “الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي رمز العلم والوطنية والعطاء المصري لكل العالم العربي والإسلامي، لكن البعض لهم ثأر مع الإمام الشعراوي لسبب مجهول”.

وفند الأزهري الاتهامات كالتالي:


١- يقول أحدهم في رواياته: (إن الصحابة الكرام قتلة ودواعش).
فليس غريبًا أن يقول مثل هذا عن الإمام الشعراوي الذي حمى الناس من التطرف والإرهاب.


٢- منذ خمسين سنة والإمام الشعراوي يملأ الدنيا علما، فما رأينا أحدًا أراق قطرة دم، ولا حمل السلاح، ولا صار داعشيًا بسبب كلمة سمعها من الشيخ الشعراوي.


٣- يقول إن الإمام ضد الأقباط


فيرد عليه رأس الأقباط البابا شنودة إذ يقول في رثاء الإمام الشعراوي: (لقد تأثرنا كثيرا لوفاة صاحب الفضيلة الشيخ متولي الشعراوي، فهو رجل عالم متبحر في علمه، وهو أيضا محبوب من الآلاف وعشرات الآلاف ومئات الآلاف، وموضع ثقة من كثيرين في كل ما يبديه من رأي، وقد عاش واعظًا وكاتبًا وشاعرًا، وضعفت صحته في الأيام الأخيرة، وأراد له الله أن يستريح من تعب هذه الدنيا، وقد جمعتني به أواصر من المودة والمحبة في السنوات الأخيرة من عمره، وكنا نقضي وقتا طيبا معا وكنا أيضًا تجمعنا روابط من محبة الأدب والشعر، نطلب العزاء لكل محبيه ولأسرته)


٤- يقول (إن الإمام تعامل مع الشعب المصري على أنه نجم وليس شيخًا)


فيرد عليه الشعب المصري بهذا الفيديو في جنازة الشيخ الشعراوي الذي يفيض حبًا وتقديرا، والشعب المصري لا يخدعه أحد، ولا يتعالى عليه أحد، بل يعرف الصادق من الكاذب.