أعلنت الصحة والسكان، تشكيل لجنة من إدارة العلاج الحر لمراجعة الإجراءات الطبية المتخذة بشأن واقعة وفاة سيدة بعد إجراء طبي داخل المستشفى الوطني للعيون
وأوضح الوزارة أنَّ إدارة العلاج الحر تابعت ما تردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تلك الواقعة، ويجري التحقق منها ومعرفة الإجراءات التي جرى اتخاذها خلال علاجها، ومدى وجود إهمال طبي من عدمه،واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حال ثبوت التقصير أو الإهمال في علاجها.
المستشفى الوطني للعيون: طبقنا البروتوكول المناسب
أصدرت إدارة المستشفى الوطني للعيون، اليوم الثلاثاء، بيانًا توضيحياً بشأن الحالة المرضية لمارينا صلاح سركيس، قالت فيه إن “مارينا” حضرت إلى المستشفى يوم السبت 7 مايو الجاري، تعاني من شكوى بالعينين.
وتم إجراء الفحص الطبي المفصل لأجهزة الجسم بواسطة الاستشاري المتخصص في الالتهاب القزحي والتشخيص بالالتهاب القزحي المناعي، وتطبيق البروتوكول المناسب، وتم وصف القطرات المناسبة لعلاج الأعراض، وطلب الفحوصات اللازمة لبحث مدى تأثر الشبكية بالالتهاب وهو “فحص أشعة الفلورسين للشبكية”.
ووأكدت المستشفى أن المريضة جاءت لإجراء هذا الفحص في اليوم التالي، 8 مايو، وتم اتباع الإجراءات الروتينية الطبية لتجهيز المريضة، والتي تمثلت في توجيه أسئلة للمريضة عن وجود تاريخ مرضي سابق لأي حساسية تجاه (الأكل-الأدوية – الصبغات) وأجابت بالنفي وهو ما تم أمام الزوج، مع تركيب كانيولا وحقن أمبول هيدروكورتيزون (ماده مضادة للحساسية)، مع حقنها بنصف أمبول فلورسين 2.5 سم.
المستشفى: لا يتم إجراء أي اختبار حساسية لمادة الفلورسين عالميًا
وأوضح البيان أنه لا يتم إجراء أي اختبار حساسية لمادة الفلورسين كما هو المتعارف عليه عالميًا حسب القواعد الطبية الإرشادية الطبية عالمياً والوسيلة الوحيدة لمعرفة وجود حساسية من عدمه هي الأسئلة التي توجه للمريض بخصوص وجود تاريخ مرضي لأي حساسية دوائية أو غذائية أو ضد الصبغات، حسب قول إدارة المستشفى.
وعاد مدير المستشفى للقول إنه “من المعلوم بأن الحساسية المفرطة لمادة الفلوريسين تحدث حسب الإحصائيات العالمية بنسبة (1 : 250,000) حالة، وقد تؤدى إلى الوفاة ويتم إجراء يوميا أكثر من 40 حالة فحص بأشعة الفلوريسين للشبكية بالمستشفى على مدار أكثر من 20 عاما”.
ونقل البيان عن مدير المستشفى الدكتور أشرف فايز، قوله إنه بعد الانتهاء من إجراء الحقن وأشعة الفلورسين بواسطة الاستشاري المتخصص في الأشعة التشخيصية الرمدية، بوجود الممرض المساعد، وأثناء فترة وضع المريضة تحت الملاحظة وبعد مرور بضع دقائق شعرت المريضة بدوار وميل للقئ وغثيان وهي من أعراض الحساسية.
وتم إعطاء جرعة ثانية من مادة الهيدروكورتيزون، ولم تتحسن حالة المريضة على مدار الدقائق التالية وزادت أعراض الدوار وإحساس بالهبوط مما استدعى الطبيبة القائمة بالفحص بالبدء فوراً بمساعدة الممرض المصاحب للاستشاري بالبدء في إجراء إنعاش قلبي رئوي بعد استدعاءه الفوري لـ”code blue” عن طريق الميكروفون العام ووصول الطاقم الطبي المكون من 3 استشاريين تخدير، و2 ممرض عمليات.
إعطاء الأدوية اللازمة عن طريق الوريد المركزي
وتم استكمال الإنعاش القلبي الرئوي نظرا لعدم وجود نبض أو ضغط محسوس للمريضة وتم إعطاء الأدوية اللازمة عن طريق الوريد المركزي، وأيضا عن طريق الحقن المباشر في عضلة القلب لإنعاش القلب والصدمات الكهربائية.
وأوضح “فايز” أن مارينا استعادت العلامات الحيوية (وجود نبض والقدرة على قياس ضغط الدم) وتم استمرار إعطاء المحاليل والأدوية المنشطة لعضلة القلب حيث استقر ضغط الدم على 96 / 116، مشيرا إلى أنه عند استقرار العلامات الحيوية تقرر نقل المريضة إلى غرفة الرعاية المركزة بالدور الثاني بالمستشفى لاستكمال العلاج.
استدعاء سيارة إسعاف من مستشفى الكهرباء
ولكن بناء على الرأي الطبي لاستشاري التخدير أن المريضة بحاجة لاستكمال الأبحاث التخصصية (أشعة على الصدر- أشعة مقطعية علي المخ)، ونظرا لوجود بعض دورات التنفس التلقائي للمريضة مما يسمح بالنقل، تم استدعاء سيارة إسعاف من مستشفى الكهرباء وهو المبنى الملاصق للمستشفى الوطني للعيون والذي يبعد عنه 50 مترًا، وتم نقل المريضة بواسطة سيارة إسعاف مجهزة وطاقم الرعاية وبمصاحبة استشاري التخدير بالمستشفى إلى الرعاية المركزة بمستشفى الكهرباء.
وذكر “فايز” أنه تمت متابعة الحالة على مدار اليوم الأول الأحد 8 مايو بين أطباء المستشفى وأطباء رعاية مستشفى الكهرباء، وتحسنت الحالة المرضية بنهاية اليوم ومع استمرار المتابعة أفاد أطباء الرعاية المركزة بمستشفى الكهرباء بأن الحالة المرضية ساءت فى الساعات الأولى يوم الاثنين 9 مايو، قبل أن تتوفى في تمام الساعة الثانية عشر ظهراً من نفس اليوم.
ونعت إدارة المستشفى “مارينا صلاح سركيس”، متقدمة بخالص العزاء لجميع أفراد الأسرة على مصابهم الأليم.
وأكدت إدارة المستشفى استعدادها التام للتعاون الكامل مع جميع الجهات الرقابية المنوطة بإجراء التحقيق للوقوف على ما تم اتباعه من إجراءات طبية أثناء علاج المريضة.