بعد نشر «شارلي إيبدو» للصور المسيئة.. ماكرون يدعو للتعامل بكياسة مع المختلفين في الرأي

رفض الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون التنديد بإعادة نشر الرسوم المسيئة

بعد نشر «شارلي إيبدو» للصور المسيئة.. ماكرون يدعو للتعامل بكياسة مع المختلفين في الرأي
أيمن عزام

أيمن عزام

6:04 م, الأربعاء, 2 سبتمبر 20

أكد الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون، في تصريحات، أنه لا يستطيع إصدار حكم على قرار مجلة شارلي إيبدو نشر رسم كاريكاتيري مسيء للنبي محمد.

وأضاف ماكرون أن بلاده تتمتع بحرية التعبير وحرية العقيدة، لكنه دعا المواطنين الفرنسيين إلى التعامل بكياسة وتعقُّل مع المختلفين في الرأي، وتجنب الكراهية.

شارلي إيبدو تعيد نشر الرسوم

كانت مجلة شارل إيبدو قد قررت انتهاز فرصة بدء محاكمة المتورطين في الهجوم على المجلة، اليوم الأربعاء، بإعادة نشر الرسوم المثيرة للجدل التي أثارت غضب المسلمين في العالم.

فيما أدان الأزهر الشريف مجلة شارلي إيبدو الفرنسية؛ لاتخاذها قرارًا بإعادة نشر صور مسيئة للرسول محمد، بينما يحين موعد في هجومٍ استهدف المجلة عام 2015.

وكتب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، على صفحته على فيسبوك: “التصميم على جريمة إعادة نشر الصور المسيئة يعزز خطاب الكراهية ويستثير مشاعر أتباع الأديان”.

وقال الأزهر الشريف إن قرار إعادة نشر الرسوم المسيئة “عمل تحريضي غير مبرَّر يثير مشاعر قرابة 2 مليار مسلم حول العالم”.

وقُتل 12 شخصًا في الهجوم، وكان من بين الضحايا أشهر رسامي الكاريكاتير في فرنسا يوم 7 يناير 2015 عندما فتح الأخوان سعيد وشريف كواشي، النار على الضحايا بعد اقتحام مقر المجلة في شرق باريس.   

وفي اليوم التالي قام أميدي كوليبالي الذي تعرَّف على شريف كواشي في السجن، بقتل رجل شرطة يبلغ من العمر 27 عامًا.

وقتل كوليبالي أيضا أربعة رجال يهود أثناء عملية احتجاز رهائن في سوبر ماركت في باريس يوم 9 يناير.

ونشر كوليبالي فيديو قال فيه أن الهجمات الثلاثة منسقة وأنها منسوبة إلى تنظيم داعش.

“لن ننحني أبدًا”

وفي مقالة تنشرها مجلة شارلي إيبدو بجانب الرسوم، كتب لوران سوريسو، رئيس تحرير المجلة، يقول :” لن ننحنى أبدًا. لن نستسلم”.

كانت صحيفة دنماركية هي أول من نشر الرسوم عام 2005 وقامت مجلة شارلي إيبدو بإعادة نشرها بعد ذلك بعام.

ما هي الرسوم؟

ومن بين هذه الرسوم يظهر النبي محمد مرتديًا عمامة على شكل قنبلة يتدلى منها فتيل الإشعال.

وهناك رسم آخر يصور النبي محمد وهو يتحدث إلى إسلاميين متشددين، مصرحًا لهم بأنه من الصعب أن يحبهم البُلهاء.

وقتلت الشرطة الفرنسية الشقيقين شريف وسعيد وكوليبالي، بينما تبدأ اليوم الأربعاء محاكمة 14 من شركاء الأشخاص الثلاثة الذين ارتبكوا فعليًّا حوادث القتل.

وكانت المحكمة قد قررت تأجيل إجراءات المحاكمة أربعة شهور تقريبًا بسبب جائحة كورونا.  

 وينظر البعض إلى قرار إعادة نشر الرسوم باعتباره تجسيدًا لحق المجلة في الدفاع عن حرية التعبير.

استفزاز جديد

لكن آخرين يعتبرونه بمثابة استفزار جديد من جانب المجلة.

ويواجه المتهمون تُهَم الحصول على الأسلحة والدعم اللوجستي اللازم للهجوم على مجلة شارلي إيبدو وشرطي وسوبر ماركت.

ويعتقد أن ثلاثة من المتهمين اختفوا في شمالي سوريا والعراق وسيحاكَمون غيابيًّا.

وتشير تقارير إلى أن المتهمين الثلاثة قُتلوا في غاراتٍ شُنّت على مسلحي تنظيم داعش.

ومن المقرر حضور حولي 200 شخص يمثلون الادعاء، وكذلك العديد من الشهود الناجين من الهجمات.

ومن المتوقع استمرار جلسات المحاكمة حتى نوفمبر.