كشفت مصادر إسرائيلية، مساء الخميس، تفاصيل الهجوم الذي وقع قرب مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة وقتل فيه جندي، في وقت تعالت الأصوات مجددا داخل إسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة النطاق، على غرار تلك التي حدثت في جنين.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن منفذ العملية أطلق النار من مسدس كان بحوزته على جندي إسرائيلي وحارس أمن بينما كانا يخضعان سيارته للتفتيش قرب مستوطنة كدوميم، شمالي الضفة الغربية.
وقتل الجندي الإسرائيلي على الفور، بينما أصيب حارس أمن بجروح.
وبدأت القصة بعدما اشتبه سكان المستوطنة في سيارة بيضاء تقف على مقربة من المكان.
واستدعى حراس المستوطنة قوات الجيش من أجل تفتيش السيارة ومعرفة ما بداخلها.
وبعد إطلاق النار، فر المهاجم من مركبته سيرا على الأقدام، ولاحقه الجنود الإسرائيليون من وحدة “غفعاتي”، حيث قتلوه بالرصاص قرب سياج المستوطنة.
ونفذت القوات الإسرائيلية عمليات تمشيط تجري في المنطقة تحسبا لوجود مسلحين آخرين، لكن بدا أنه لا يوجد غير منفذ واحد، وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن عشرات الجنود شاركوا في العمليات.
ولاحقا، طالب الجيش الإسرائيلي سكان مستوطنة كدوميم بالعودة إلى حياتهم الطبيعية، بعد أن دوت صفارات الإنذار في المستوطنة مع انطلاق زخات الرصاص، وطالبتهم السلطات حينها بالتزام منازلهم.
وقالت مصادر إسرائيلية إن منفذ العملية من محافظة نابلس، التي تقع المستوطنة في غربها، لكن مصادر فلسطينية قالت إن المهاجم من إحدى قرى محافظة رام الله والبيرة.
مطالب بشن عملية عسكرية واسعة النطاق
وبعيد وقوع الهجوم، طالب قادة المستوطنين وأعضاء في الكنيست (البرلمان) باتخاذ إجراءات انتقامية ضد الفلسطينيين بما يشمل الخروج في عملية عسكرية واسعة.
وطالب رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية، يوسي داغان، وأعضاء في الكنيست بتكثيف الحواجز العسكرية في الضفة والخروج في عملية عسكرية واسعة شمال الضفة.
ودأب قادة اليمين المتطرف في إسرائيل على الدعوة إلى شن عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة بعد كل هجوم فلسطيني، وتبنى هذا الأمر على نحو خاص وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير.
وهذا هو الهجوم الثاني الذي تتعرض له أهداف إسرائيلية خلال 48 ساعة، إذ وقع هجوم الثلاثاء في قلب تل أبيب أسفر عن إصابة 7 إسرائيليين، وقتل منفذ الهجوم على الفور.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أنهى الأربعاء عملية عسكرية واسعة النطاق في جنين هي الأكبر منذ 20 عاما.
وأسفرت العملية عن مقتل 12 فلسطينيا وجندي إسرائيلي، وخلفت دمارا كبيرا في مخيم جنين حيث تركزت العملية.
وكانت العملية تهدف، حسب التصريحات الإسرائيلية، إلى تحقيق الردع ووضع حد للهجمات الفلسطينية التي تصاعدت في الأشهر الأخيرة.