اقتربت “المال” من رجال الإدارة الهندسية، القطاع الجنوبي، ؛ لتقف على دورهم في أزمة “السفينة الجانحة” منذ الساعة الأولى حتى تحريرها وإبحارها إلى البحيرات.
يقول المهندس محمد آدم، مدير أعمال الإدارة الهندسية القطاع الجنوبي، إنه مجرد ما عرفنا بجنوح السفينة “إيفر جيفن”، وإنه قريب جدًا من التكسيات الشرقية لقناة السويس، بالكيلو 151، ترقيم قناة، توجهنا إلى مكان الحادث، وتم عمل معاينة للوضع، ونقله للقيادات.
واستكمل آدم أن جنوح السفينة كان غير عادي، ولأول مرة يحدث بقناة السويس أن تستعرض بهذا الشكل، لذلك تم اتخاذ عدة إجراءات سريعة خلال ساعة من عملية الشحط.
وقال إنه خلال الساعات الأولى، تم نقل ثلاث معدات حفر؛ لرفع الرمال عن مقدم السفينة، مشيرًا إلى أنه على مدار اليوم، وضعنا الرسوم الهندسية للسفينة مع جمع كل المعلومات عن وضع السفينة، وتم تحديد حجم المشكلة.
وأضاف أنه تم تزويد منطقة الجنوح بمعدات عبارة عن ستة حفارات، وعدد 2 لودر، وأربع سيارات نقل، و2 بنتون عائم لحمل الحفارات، وثلاث كاسحات لرفع الرمال عن المقدمة.
من ناحيته قال المهندس أشرف عطية، رئيس قسم المشروعات البحرية في القطاع الجنوبي بالإدارة الهندسية، إن دور الإدارة الهندسية في يقتصر على تأمين رباط السفن، وأن كل المراكب مصطفّة؛ حتى لا يحدث تصادم، بينما في تلك الحادثة، المهمة كانت صعبة؛ لأن مقدم السفينة اصطدم بتكسيات وميل القناة بنحو 70 مترًا.
وأكد أنه من الوهلة الأولى وجدت الإدارة الهندسية أن الأمر يستدعي دخول كراكة على قرابة مسافة محددة من السفينة الجانحة، وذلك لأن الجزء الملاصق للسفينة يحتاج أولًا إلى معدات خفيفة، لذلك تم إلحاق منطقة الجنوح بأول حفار، والذي ظهر صغيرًا أمام “إيفر جيفن”، وأصبح مثار سخرية، علمًا بأن دوره كان عظيمًا، ولولا عمله ما استطاعت الكراكات بدء عملها، وخاصة أنه كان على مقربة من السفينة على مسافة عشرة أمتار.
وأضاف رئيس قسم المشروعات البحرية أنه نظرًا لعدم قدرة الكراكة على الوصول إلى تلك المسافة القريبة من السفينة الجانحة، منعًا لأية أخطاء في بدن السفينة، تواصلنا لضرورة استمرار رفع الرمال، بواسطة الحفارت برًّا وبحرًا من خلال تحميل حفارات ذات أذرع طويلة على عدد 2 بنتون عائمة بمياه القناة؛ بهدف إزالة التكسيات والدبش، بمسافة 120 مترًا، بجانب أعمال التكريك على مسافة مناسبة من السفينة معتمدين على “ظاهرة المد” والتيارات في نحر الرمال.
وقال إن الحفار الصغير الذي لقي سخرية كبيرة كان له فضل كبير جدًّا لأنه حتى تقوم القاطرات بعملها في شد المركب، لا بد أن تكون مقدمة السفينة خالية من الرمال، والحفار عمل على رفع تلك الرمال، وتم استدعاء السائق “عبد الله”؛ الذي أثبت جدارة وكفاءة في تنفيذ مهمته طوال 25 ساعة دون نوم، وتم رفع 7000 متر مكعب من الرمال، واصفًا- إنه لولا الهندسية ما نجحت الكراكات في مهمتها-
وعن الوضع الحالي بعد التعويم وقَطْر السفينة البنمية إلي منطقة البحيرات، قال مهندسو القطاع الجنوبي إنه جارٍ حصر التلفيات، وإعادة جوانب القناة كما كانت، مشيرًا إلى أن القطاع الجنوبي بالقناة يتميز بالصلابة، ولكنه يحدث بشكل مفاجئ جرف كبير للرمال مما شكّل تحديًا ومخاطرة في عملية التعويم، لذلك جارٍ إعادة 48 ألف متر مكعب من نواتج التكريك إلى القناة مرة أخرى، واستكمال أعمال الردم وراء تكسيات القناة.
يُذكر أن الجنوح هو نوع من الحوادث البحرية الناتجة عن ارتطام سفينة بقاع البحر أو ممر مائي.