طلب بنك كريدي سويس دعم البنك المركزي السويسري، وسط عمليات بيع واسعة دفعت سهم البنك للانخفاض بنحو 30% في تداولات اليوم الأربعاء، بحسب فاينانشال تايمز.
كان البنك الأهلي السعودي، أكبر مساهمي البنك، قد استبعد تقديم أي دعم إضافي للمصرف الذي يقترب من مخاطر التخلف عن السداد.
أعاد بنك كريدى سويس السويسرى الأسواق العالمية لنقطة الصفر، بعدما دفع العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم للانخفاض بشكل حاد، بعدما كانت قد التقطت أنفاسها فى التعاملات الصباحية وبدأت التعافى من تبِعات انهيار سيليكون فالى.
وخسر كريدى سويس ما يزيد على ربع قيمته، الأربعاء، وانخفض إلى مستوى قياسى جديد بعد أن قال أكبر مستثمر فيه إنه لا يتوقع تقديم المزيد من رأس المال للبنك السويسرى.
أزمة بنك كريدي سويس
وانخفضت معظم البورصات الرئيسية فى أوروبا خلال تداولات الثلاثاء، ليسجل مؤشر ستوكس 600 لعموم أوروبا تراجعًا قدره 2.51%.
وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، ما بين 1.85% لمؤشر داو جونز للأسهم القيادية، و1.83% لمؤشر ستاندرد آند بورز الأوسع نطاقًا، ومؤشر ناسداك لأسهم التكنولوجيا 1.42%.
46.9 % من السوق يتوقع تثبيت “الفيدرالى” أسعار الفائدة الأمريكية
وفى ظل المخاوف المحيطة بالاقتصاد الأمريكى، انخفضت توقعات الطلب على النفط، ليفقد هو الآخر 3.73%، فيما ازداد الإقبال على الأصول الآمنة، وتراجعت عوائد السندات أجل 10 سنوات بنحو 0.166%.
وارتفع الذهب 1.16% مع انحسار شهية المخاطرة إلى 1933 دولارًا للأوقية.
وقال رئيس البنك الأهلى السعودى عمار الخضيرى، يوم الأربعاء: “لا يمكننا؛ لأننا سنتجاوز 10% من رأس المال”، وأشار إلى إنها قضية تنظيمية.
ووفق تصريحات سابقة للخضيرى، حدَّد البنك السعودى نسبة 9.9% حتى لا يضطر للخضوع لقواعد رقابية معينة عند احتساب رأسماله التنظيمى.
وبحسب إفصاحات البنك، فإنه بعد استحواذ “الأهلى السعودى” وزيادة حصة جهاز قطر للاستثمار فى بنك كريدى سويس، أصبح 3 مساهمين من الشرق الأوسط، هم: جهاز قطر للاستثمار، والبنك الأهلى السعودى، وعائلة العليان السعودية- يمتلكون أكثر من خُمس أسهم البنك.
وارتفعت تكلفة التأمين على سندات البنك ضد التخلف عن السداد أجَل خمس سنوات إلى 574 نقطة أساس، من 549 نقطة أساس عند الإغلاق الأخير، وفقًا لبيانات “ستاندرد آند بورز” وهو مستوى قياسى.
تراجع مكاسب أسهم البنوك
وأجهز ذلك على مكاسب أسهم البنوك التى انتعشت نسبيًّا رغم خفض موديز توقعات الائتمان للنظام المصرفى الأمريكى بأكمله.
وينظر “الفيدرالى الأمريكى” فى قواعد إشرافية أكثر صرامة للبنوك متوسطة الحجم مثل بنك سيليكون فالى، الذى انهار فجأة، الأسبوع الماضى.
ويمكن أن تؤدى القواعد المعزّزة على البنوك فى نطاق 100 مليار دولار إلى 250 مليارًا، إلى زيادة عدد البنوك الأكثر منهجية، وأن تنطوي على متطلبات صارمة لرأس المال والسيولة أو تعزيز “اختبارات الإجهاد” السنوية.
بغضّ النظر عن القلق الجديد لبنك كريدى سويس، كان هناك سبب آخر للخوف المستمر فى أوروبا وهو إشارات من أعضاء المركزى الأوروبى بأنه سيمضي قدمًا نحو رفع كبير فى سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة فى اجتماعه الخميس.
وعادت عوائد سندات الخزانة الأمريكية أجل عامين للتراجع مُسجلة 3.875% بانخفاض 0.35% عن إغلاق الثلاثاء، وذلك بعدما كانت قد ارتفعت إلى 4.3%، وهى بذلك أقل بنحو 2.05% عن مستوياتها قبل شهر.
وبات قرب نصف السوق أو 46.9% من المتداولين يقدِّرون أن “الفيدرالى” سيلجأ لتثبيت أسعار الفائدة عند المستويات الحالية، مقابل أقل من 15% صباح الأربعاء، بحسب أداة فيد ووتش.
لكن رغم ذلك ارتفع الدولار بنحو 1.27% مع لجوء المستثمرين له كملاذ آمن، ليسجل المؤشر الذى يقيس أداءه أمام سلة من ست عملات رئيسية 104.84 نقطة، وفق بيانات إنفستنج.