بعد عامين من إطاحته بانقلاب.. وفاة رئيس مالي السابق إبراهيم بوبكر كيتا

حكومة باماكو تشيد بالرئيس الراحل

بعد عامين من إطاحته بانقلاب.. وفاة رئيس مالي السابق إبراهيم بوبكر كيتا
المال - خاص

المال - خاص

9:32 م, الأحد, 16 يناير 22

تُوفي اليوم الأحد رئيس مالي السابق إبراهيم بوبكر كيتا الذي حكم الدولة الواقعة في غرب افريقيا بين عامي 2013 و2020 عن عمر ناهز 76 عاما في باماكو، وفق ما أفادت عائلته.

وكان كيتا قد أمضى عامين من ولايته الثانية التي تستمر 5 سنوات عندما واجه عام 2020 احتجاجات واسعة في الشوارع ضد حكومته وأطاح به الجيش الذي يخضع الآن لعقوبات إقليمية بعد نكثه بتعهد إعادة البلاد إلى الحكم المدني.

رجل مثقف ووطني عظيم

وأصدرت حكومة مالي الموقتة بيانا أشادت فيه بكيتا، مضيفة أن الرئيس السابق توفي “بعد صراع طويل مع المرض”.

وقال وزير الخارجية عبد الله ديوب إنه “حزن لما علم بوفاة الرئيس السابق إبراهيم بوبكر كيتا”، مضيفا “بعاطفة كبيرة أنحني أمام ذكراه”.

وقال رئيس السنغال المجاورة ماكي سال في تغريدة على تويتر إنه “حزين” للخبر، بينما أشاد رئيس النيجر السابق محمدو إيسوفو برفيقه السابق في الاشتراكية الدولية ووصفه بأنه “رجل مثقف ووطني عظيم ووحدوي إفريقي”.

وتوجه سياسيون وشخصيات عامة أخرى إلى منزل كيتا في جنوب غرب باماكو لتقديم التعازي، وفق مراسلي وكالة فرانس برس في المكان.

وذكر بيان الحكومة إن موعد وترتيبات الجنازة ستعلن في وقت لاحق.

احتجاجات وانقلابان

في الأسابيع التي سبقت انقلاب عام 2020 واجه كيتا احتجاجات شعبية أججتها طريقة تعامله مع التمرد الجهادي وفشله في ايجاد حلول للوضع الاقتصادي المتعثر.

كما أدى بطء الإصلاحات السياسية وتردي الخدمات العامة وتفشي الفساد إلى تغذية المشاعر المعادية لكيتا وخروج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع.

وفي 18 أغسطس 2020 أجبر ضباط عسكريون شبان كيتا على التخلي عن منصبه بعد قيامهم بانتفاضة في قاعدة بالقرب من باماكو قبل انتقالهم إلى المدينة حيث احتجزوا كيتا وقادة آخرين.

وبضغط من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، أطلق المجلس العسكري الذي انبثق من التمرد سراح كيتا في 27 أغسطس وسمح له بالعودة إلى مقر إقامته حيث وضع تحت المراقبة.

وأصيب كيتا في الشهر التالي بجلطة دماغية صغيرة تلقى على إثرها العلاج في دولة الإمارات.

وشهدت البلاد انقلابا آخر من قبل المجلس العسكري في مايو 2021.

ووافقت “إيكواس” هذا الشهر على فرض عقوبات على مالي بعد اقتراح ببقاء المجلس العسكري في السلطة لمدة قد تصل إلى 5 سنوات قبل إجراء انتخابات، رغم المطالبة الدولية بأن يحترم المجلس تعهدا سابقا بإجراء الانتخابات في شباط/فبراير.

إبراهيم بوبكر كيتا

ولد إبراهيم بوبكر كيتا في مدينة كوتيالا الصناعية الجنوبية التي كانت مركز إنتاج القطن في مالي قبل تدهور هذه الصناعة. وعمل والده موظفا حكوميا في المدينة، وجده الأكبر كان جنديا في الجيش الفرنسي وقتل في معركة فردان خلال الحرب العالمية الأولى.

بعد دراسته الأدب في مالي والسنغال وفرنسا، عمل مستشارا لصندوق الاتحاد الأوروبي للتنمية الخارجية قبل أن يتولى رئاسة مشروع تنموي في شمال مالي.

عارض كيتا الجنرال موسى تراوري، الرئيس الأسبق لمالي الذي أطاح به انقلاب عسكري عام 1991، لكنه برز خلال ولاية الفا عمر كوناري، أول رئيس منتخب ديموقراطيا في مالي.

وعندما تولى رئاسة الحكومة بين عامي 1994 و2000، اكتسب كيتا سمعة قيادي صارم بعد إحباطه سلسلة إضرابات، ما مهد لفوزه بغالبية ساحقة في الانتخابات الرئاسية عام 2013 بعد خسارته في انتخابات 2002 و2007.