بعد زيادة عدد المصابين .. تونس تغلق بعض المدن بعد استفحال فيروس كورونا

ما اضطر السلطات إلى إغلاق عدد من المدن في المحافظات الداخلية التي انتشرت فيها العدوى بشكل كبير

بعد زيادة عدد المصابين .. تونس تغلق بعض المدن بعد استفحال فيروس كورونا
المال - خاص

المال - خاص

10:31 م, السبت, 15 أغسطس 20

تواجه تونس منذ أيام موجة جديدة لجائحة كورونا بعد استفحال حالات العدوى المحلية وتزايد عدد الوافدين المصابين بالفيروس من الخارج، ما اضطر السلطات إلى إغلاق عدد من المدن في المحافظات الداخلية التي انتشرت فيها العدوى بشكل كبير.

وأعلنت أمس محافظة قابس (الجنوب الشرقي التونسي) عن إغلاق مديني الحامة والحامة الغربية قصد القيام بإجراءات التقصي النشيط والمكثف وحصر جميع الحالات المصابة وعزلها عن بقية السكان، وذلك بعد وفاة امرأة بمعتمدية الحامة وبلوغ عدد الإصابات المحلية بالمحافظة 108 إصابة إلى حدود يوم أمس، وتسجيل حالات مجمعة لانتقال أفقي لفيروس كورونا المستجد، من بينها 20 إصابة في صفوف الأطباء والإطارات شبه الطبية.

وأكدت المحافظة في بلاغ على صفحتها الرسمية أن عملية الدخول والخروج من هذه المدن ستخضع إلى ترخيص خاص من السلطات الأمنية المعنية، وأنه سيتم تأمين مسالك التوزيع لمختلف المواد الأساسية لسد احتياجات المواطنين.

وقال المدير العام للصحة العمومية الطاهر قرقاح ، إنه تم اليوم تسجيل 85 إصابة جديدة بفيروس كورونا بمحافظة قابس جميعها محلية، ليرتفع عدد الإصابات الجملي بالمحافظة إلى 194 إصابة سجلت معظمها في مدينة الحامة، وهو أعلى معدل للإصابات تسجله تونس منذ انطلاق موجة كوفيد- 19 في مارس المنقضي.

واعتبر قرقاح أن هذا الرقم رغم ارتفاعه فإنه يعد منطقيا على اعتبار أنه نتاج لحملة تقصي كبرى أطلقتها الهياكل الصحية بهدف تطويق حالات العدوى، مؤكدا أن المرحلة الثانية ستشهد تقلصا تدريجيا لعدد الإصابات.

وأضاف أن الوضع في محافظة قابس ليس بالمريح لكنه أيضا لا يعتبر كارثيا، مؤكدا أن استفحال الحالات المحلية هو نتيجة طبيعية ومتوقعة لعدم التزام المواطنين بالبروتوكولات الصحية، مشددا على ضرورة اتباع ضوابط الوقاية الأساسية والمتمثلة في ارتداء الكمامات الواقية وغسل اليدين باستمرار واحترام قاعدة التباعد الجسدي خاصة في الأماكن المكتظة.

وأشار قرقاح أنه لم يتم إلى حدود اليوم تحديد منطلق العدوى، مبينا أن الأمر يتطلب القليل من الوقت وأن الهياكل الطبية وشبه الطبية بصدد مضاعفة التحاليل الطبية اللازمة لتطويق حالات العدوى.

إجراءات فورية

وأكد قرقاح أنه تم اتخاذ جملة من الاجراءات الاستثنائية الفورية لتطويق العدوى ومنع انتشارها في المحافظات المجاورة، من بينها غلق الفضاءات المشتركة التي تشهد اكتظاظا على غرار الحمامات والمساجد والأسواق الأسبوعية، إلى جانب منع الأعراس والمهرجانات.

وأضاف أنه تمت مضاعفة طاقة تشغيل المخابر الطبية من أجل بلوغ 1000 تحليل في اليوم، وذلك بهدف تطويق حالات العدوى لدى الأشخاص المخالطين للمصابين، فضلا عن تركيز مستشفى ميداني بالتعاون بين وزارتي الصحة والدفاع لاستقبال المصابين والتقليص من الضغط على المستشفيات الجهوية، إلى جانب تركيز مخبر ميداني سيتولى أخذ العينات من الأشخاص المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا.

وأكد قرقاح أن هياكل وزارة الصحة باشرت بتدعيم محافظة قابس بمستلزمات الحماية الذاتية للمواطنين من كمامات ومواد تعقيم وغيرها من وسائل الحماية، إلى جانب توفير 15 أجهزة تنفس اصطناعي سيتم تركيزها خلال هذا الأسبوع، فضلا عن توفير الكميات اللازمة من الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة.

وعن إمكانية انتقال العدوى إلى مناطق مجاورة، قال قرقاح إن الهياكل الصحية اتخذت جميع الاحتياطات لمنع ذلك، بإعلان مناطق العدوى مناطق مغلقة لا يتم الدخول إليها أو الخروج منها إلا للضرورة القصوى.

من جانبه اعتبر رئيس لجنة الحجر الصحي بوزارة الصحة، محمد الرابحي، في تصريح لـ”سبوتنيك”، أن الوضع الصحي في محافظة قابس هو بمثابة إنذار لتنبيه التونسيين إلى ضرورة اليقظة.

وأضاف أنه “بالرغم من تنامي عدد الإصابات المحلية بقابس، فإن الوضع ما يزال تحت السيطرة على اعتبار أن حالات العدوى منتشرة في منطقة بعينها”، مؤكدا أن الاجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة ستؤتي أكلها في تطويق الوباء.

ونبه الرابحي من خطورة حالة الانفلات واللامبالاة وعدم الاحتياط التي لاحظها في الفترة الأخيرة من طرف كل الفاعلين بدء بالمواطنين وصولا إلى مسؤولي الدولة، مبينا أن مقاومة الفيروس هي مسؤولية مشتركة وليست حكرا على المواطن.

وأكد رئيس لجنة الحجر الصحي، أنه بالرغم من اعتماد تونس تصنيفات محددة للدول وفقا لوضعها الوبائي، إلى أن عددا لا بأس به من التونسيين العائدين من الخارج لم يلتزموا بإجراءات الوقاية البسيطة.

وأضاف أن تونس واحدة من الدول العشر الأوائل المصنفة كمنطقة آمنة بفضل نجاحها في تطويق الوباء، مشددا أن المحافظة على هذه النتيجة مرتبطة أساسا بمدى وعي كل المتدخلين والتزامهم بتطبيق إجراءات الوقاية.

وبين الرابحي أن تونس دخلت مرحلة التعايش مع الفيروس منذ فترة في ظل غياب لقاح ضد كورونا واعتبارا أيضا لاستحالة استمرار غلق الحدود بسبب هشاشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي تمر به البلاد.

ونبه الرابحي أن “استراتيجية التعايش مع الفيروس لا تعني التقليص من أهميته أو الاستغناء عن البروتوكولات االصحية، وإنما تعني استمرار اليقظة والاحتياط مع المحافظة على الدورة الاقتصادية”.

وأشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للوقاية من فيروس كورونا متحركة ويمكن تحيينها حسب تطور الوضع الوبائي في البلاد.

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت اليوم السبت عن تسجيل 120 إصابة جديدة بفيروس كورونا، من بينها 116 حالة إصابة محلية و4 حالات إصابة وافدة، ليصبح العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس 223 حالة مؤكدة موزعة بين 1327 حالة شفاء و54 حالة وفاة و642 حالة إصابة لا تزال حاملة للفيروس.