يهتم التأمين بالتعويض عن الأضرار المالية، فالشركات المتضررة قد تتعرض لخسائر مالية كبيرة نتيجة تعطل الأنظمة وفقدان البيانات وتوقف العمليات.
وقد تواجه الشركات دعاوى قضائية من العملاء أو الشركاء المتضررين، بينما يمكن للتأمين أن يغطي تكاليف الدفاع القانوني والتسويات المحتملة.
وتعليقا على واقعة مايكروسوفت اليوم، أوضح محمد الغطريفي، وسيط التأمين، أن هناك حاجة لتكاليف كبيرة لاستعادة البيانات المتضررة وإعادة تشغيل الأنظمة.
وذكر أن تعطل برنامج “فالكون سينسور” اليوم وتأثيره على أنظمة “ويندوز”، أكد على أن التأمين يمكن أن يكون جزءا أساسيا من إستراتيجية الاستجابة للأزمات، ما يمكّن الشركات من التعامل مع التحديات المالية والتشغيلية الناتجة عن هذه المشكلة التقنية.
وبين أن تعطل الأنظمة قد يؤثر على سمعة الشركة، بينما يمكن للتأمين أن يساعد في تمويل إستراتيجيات العلاقات العامة لاستعادة الثقة.
وأفاد بأن دانييل كارد، من شركة الاستشارات الأمنية السيبرانية “بونديفيند” البريطانية، صرح بأن التدخل البشري قد يكون ضروريا لإصلاح الأنظمة المتضررة، فالتأمين يمكن أن يغطي تكاليف الاستعانة بالخبراء الفنيين، قائلا: “في هذه الحالة لا يمكن تحديث الأجهزة تلقائيا، مما يعني أن التدخل البشري مطلوب”.
والجراف التالي يبين حجم سوق التأمين على الأمن السيبراني من 2020 إلى المتوقع في 2030، وفق شركة سويس ري العالمية لإعادة التأمين:
التأمين ودوره فى التعامل مع هذه المشاكل
وبين الغطريفي أن، صباح اليوم، أرسلت شركة “كراودسترايك” إشعارا إلى عملائها واطلعت عليه “رويترز”، فإن برنامجها “فالكون سينسور” المستخدم على نطاق واسع تسبب في تعطل نظام التشغيل “مايكروسوفت ويندوز”، وعرض شاشة زرقاء، تعرف على نحو غير رسمي باسم “شاشة الموت الزرقاء”، وشركة “كراود سترايك” شركة أمن سيبراني أميركية من بين الأشهر عالميا، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 83 مليار دولار، ولدى الشركة وفقا لموقعها الإلكتروني، أكثر من 20 ألف مشترك حول العالم.
وأضاف الغطريفي أن جورج كورتز، الرئيس التنفيذي لـ”كراود سترايك”، ذكر في منشور على منصة “إكس”، أن الشركة وضعت حلا للمشكلة، قائلا: “هذه ليست حادثة أمنية أو هجوما إلكترونيا”، ومع ذلك لم يتضح مدى سهولة إصلاح الأنظمة المتأثرة عن بُعد، إذ تتسبب “شاشة الموت الزرقاء” في تعطل أجهزة الكمبيوتر عند إعادة التشغيل قبل إمكانية تحديثها، بينما قال سياران مارتن، الرئيس السابق للمركز الوطني للأمن السيبراني التابع لوكالة الاستخبارات البريطانية المعروفة باسم مكاتب الاتصالات الحكومية: إن حجم المشكلة كان هائلا.