بعد تطورات مضيق هرمز.. خبراء: 85% من صادرات إيران البترولية لا تعبر قناة السويس

استقبلت قناة السويس 23.6 مليون طن ، قادمة من إيران خلال عام 2018 .

بعد تطورات مضيق هرمز.. خبراء: 85% من صادرات إيران البترولية لا تعبر قناة السويس
نادية سلام

نادية سلام

10:22 ص, الأربعاء, 4 سبتمبر 19

استبعد خبراء النقل البحري في الوقت الحالي أى تأثيرات سلبية للتطورات الأخيرة بمنطقة مضيق هرمز علي حركة البترول العابرة بقناة السويس، موضحين أن نحو 85% من  صادرات إيران من البترول تتجه الي جنوب آسيا حيث الهند والصين ، مؤكدين أن إسبابا سياسية وراء ما يجري في الخليج ، خاصة أن أمريكا تحولت خلال السنوات الأخيرة لأكبر مصدري البترول في العالم بإنتاج 17 مليون برميل يوميا. 

*253 ناقلة بترول تعبر قناة السويس خلال النصف الأول من العام الحالى

كما شهدت حركة النفط العابرة لقناة السويس خلال النصف الأول من العام الحالى عبور 2534 ناقله بترول بزيادة 13% مقارنة بنفس الفترة العام الماضي والذي سجل عبور 2235 ناقلة بترول ، يصاحبها زيادة في حجم الحمولات التي حققت 114 مليونا و127 ألف طن بزيادة 18% عن مثيلتها العام الماضي والذي سجل حمولات بحجم 95 مليونا و964 ألف طن .

ويعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية في العالم ، يقع في منطقة الخليج العربي ، فاصلاً ما بين مياه الخليج من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، فهو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر ، تطل عليه من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان .

وفي السياق نفسه ، بلغ حمولات البترول العابرة لقناة السويس والقادمة من إيران 23 مليونا و628 ألف طن خلال عام 2018 .

 ويذكر أن العالم يعيش وضعا متوترا بسبب مضيق هرمز الذي يعبر منه نحو خمس الاستهلاك العالمي من التجارة البترولية ، بعد احتجاز طهران باخرة بريطانية، وإجبار أخرى جزائرية على دخول المياه الإقليمية الإيرانية الشهرين الماضيين .

85% من صادرات إيران البترولية تتجه إلى الهند والصين بعيدا عن قناة السويس

 كما أكدت مصادر مطلعة بقناة السويس أن أكثر من 85% من حمولات البترول العابرة بقناة السويس قادمة شمال قناة السويس حيث من أمريكا والمكسيك وفنزويلا والمتجهة إلى الصين والهند الصاعدة في مصافي البترول ومشروعات البتروكيماويات ، موضحة أن قناة السويس تعتمد بشكل كبير علي مشتقات البترول القادمة من دول الخليج .

لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية: الخام الليبي رفع الشحنات البترولية العابرة قناة السويس والمتجهة جنوبا

وفي السياق نفسه أكدت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية فى أحدث تقاريرها في شهر يوليو ، على موقعها الإلكترونى أن قناة السويس وخط أنابيب سوميد طرق استراتيجية للبترول الخام الخليجى والمنتجات البترولية ، وأن التدفقات الإجمالية التى تمر عبر قناة السويس وخط سوميد شكلت 9% من إجمالى البترول المشحون عبر البحر فى 2017 .

وأوضحت أنه منذ 2016، تباطأ النمو فى تدفقات البترول المتجهة للشمال عبر قناة السويس وخط سوميد ، بينما ارتفعت الشحنات المتجهة للجنوب عبر القناة بشكل كبير، وتنال قناة السويس أهمية متزايدة للخام والمنتجات البترولية الأمريكية والروسية المتجهة إلى آسيا والشرق الأوسط .

وقال التقرير إن أكثر من نصف البترول المشحون عبر قناة السويس فى 2018 إلى الشمال إلى وجهات فى أوروبا وأمريكا الشمالية، وشكلت الصادرات البترولية من الدول الخليجية مثل السعودية والعراق وإيران حوالى 85% من الحركة المرورية فى قناة السويس المتجهة إلى الشمال،.

كما تضاعفت شحنات البترول الخام المتجهة إلى الجنوب إلى الأسواق الآسيوية فى الأساس مثل سنغافورة والصين والهند أكثر من الضعف فى العامين الماضيين، وشكلت الصادرات البترولية الروسية أكبر حصة (24%) من شحنات البترول المتجهة إلى الجنوب عبر قناة السويس

 وساهم ارتفاع إنتاج الخام الليبى وصادراته فى 2018 فى ارتفاع الشحنات المتجهة إلى الجنوب، كما ساهم زيادة الإنتاج والصادرات الأمريكية من البترول الخام والمنتجات البترولية – خاصة الغاز البترولى المسال – فى زيادة الحركة المرورية المتجهة للجنوب عبر القناة.

 خبير ملاحى: استبعاد إغلاق هرمز وقناة السويس أكثر اعتمادا على التجارة النفطية القادمة من أمريكا ومتجهة للهند

 ومن جانبه قال إسلام الجزار خبير بحري ، إن التوتر الموجود حالياً فى الخليج العربى وتحديداً عند مضيق “هرمز”, لن يكون له تأثير ملموس على حركة ناقلات النفط خلال قناة السويس ، خاصة أن قناة السويس  لا تخدم فقط صادرات النفط و الناقلات القادمة من الموانئ الخليجية الواقعة غرب مضيق “هرمز”  فحسب، (مثل موانئ الشارقة و دبى و أبو ظبى الإماراتية) و (الجبيل و الدمام السعودية) بالإضافة للموانئ القطرية والكويتية ولكنها تخدم جميع الصادرات والواردات النفطية والغازية القادمة من الهند ودول جنوب شرق آسيا والمتجهة إلى شمال أفريقيا و أوروبا و شمال وغرب آسيا، بالإضافة للموانئ الواقعة فى كل من أمريكا الشمالية و الجنوبية. 

وأضاف أنه في ظل السياسة التسويقية المرنة لهيئة قناة السويس والمتمثلة فى منح الامتيازات و التخفيضات، خصوصاً لناقلات النفط والغاز المسال، فقد عبرت خلال النصف الأول من 2019 عدد 2534 ناقلة نفط بإجمالى حمولات بلغ 114 مليونا و 127 ألف طن، بينما بلغ عدد ناقلات الغاز المسال LNG العابرة للقناة حتى شهر يونيو الماضى 348 ناقلة بإجمالى حمولات بلغت 39 مليونا و 467 ألف طن.

ومن جانبه قال الدكتور عبد التواب حجاج المستشار الاقتصادي السابق  لرئيس هيئة قناة السويس ، إن الرئيس الأمريكي ترامب أعلنها صريحة وهو أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى استيراد النفط لأنها أصبحت دولة مصدرة، كما أنها لا تحتاج إلى حراسة مضيق هرمز من أجل الدول الغنية دون مقابل ، مضيفا ان امريكا اصبحت المصدر الأول في العالم للبترول وتنتج نحو 17 مليون برميل يوميا ، وتصدر إنتاجها الي جنوب شرق آسيا من خلال قناة السويس ، موضحا أن من الصعب جدا اغلاق مضيق هرمز وما يجري إدعاءات سياسية.

وعن قناة السويس ،يري” حجاج” ، فإنه في حالة زيادة القوات العسكرية لتأمين المضيق سيؤدي الي زيادة  تكاليف عبور قناة السويس مما يؤدي إلى التفكير في اختيار طرقا أخري مثل رأس الرجاء الصالح الأقل تكلفة.

 ولكن يري الدكتور يحي رشدي، مستشاررئيس هيئة قناة السويس السابق أن الصراع في منطقة هرمز هو صراع سياسي في المقام الأول لأهداف عديدة لدي أمريكا  أهمها حماية آمن اسرائيل وتقليص النفوذ الايراني في المنطقة موضحا أنه علي الصعيد الاقتصادي، متوقعا أن يساهم في تراجع الشحنات البترولية وارتفاع سعر البترول وزيادة تكاليف التشغيل مما سيصب في مصلحة قناة السويس باعتبارها الأوفر والأرخص سعرا.

وقال إن 85% من البترول القادم من مضيق هرمز يتجه جنوبا ولا يعبر قناة السويس أصلا ويتجه إلى الصين واليابان والهند مما قد تلجأ تلك الدول إلى الاستيراد من الشمال حيث روسيا وأمريكا في حالة زيادة التوترات مما يمثل  تأثير إيجابى علي القناة .

وأوضح أن عبورالبترول الخام لم يعد العميل الاول لقناة السويس، حيث تزايدت حجم مشتقات البترول العابرة من النافتا والديزل والسولار وغيرهم  بجانب أن الناقلات العملاقة من ناقلات البترول لا تعبر قناة السويس وتحتاج إلى تخفيف حمولاتها في خط أنابيب السوميد حتي يمكنها عبور القناة، موضحا أن القناة تستقبل فقط 62% من حجم الأسطول العالمى من ناقلت البترول.