تتعرض حاليًا عدة محاصيل أساسية لانهيار غير مسبوق في أسعار بيع الجملة، منها محصول الباذنجان التي سجلت سعر الشيكارة البلدي منه في سوق العبور لتجارة الجملة 10 جنيهات فقط لوزن يدور حول 20 كيلو جرامًا على الاقل، في الوقت الذي تباع على رأس الحقل بخمسة جنيهات.
وفي سياق موازٍ، قام بعض المزارعين تحسبًا لمزيد من الخسائر بتقليع المحصول بمواعيد أسبق من الأوان، لأن الاستمرار يتكلف مصروفات أخرى تضاف إلى الخسائر، مثل الأسمدة والري وأجور الجني والنقل وخلافه.
وتعرضت أسعار 6 محاصيل زراعية لكبوة سعرية لم تحدث منذ 10 سنوات، وهي الفراولة حاليا، بعد البطاطس والطماطم، والكوسة، والخيار، والجزر، حيث يتم تقديم البعض منها كعلف لعجول الأبقار، لاسيما أن سعر البعض منها وصل إلى 500 جنيه فقط للطن، في الوقت الذي يصل سعر طن العلف الحيواني الجاف إلى 7 آلاف جنيه.
وكانت أسعار الفراولة قد تراجعت إلى ما بين 2 إلى 3 جنيهات للكيلو، بينما تتراوح الأسعار للمستهلك بين 5 إلى 8 جنيهات للكيلو .
وتعرضت محاصيل الطماطم والبطاطس والجزر والكوسة لخسائر قياسية الفترة الحالية نتيجة انهيار الأسعار وتسببها لخسائر فادحة لأصحابها، والبعض منهم قام ببيعها كعلف للماشية، والبعض الآخر قام بالتخلص منها بعد أن أصبح حصادها عبئًا علي المزارع نظرا لارتفاع تكاليف الجمع.
أكد محمد سليم محمود مستثمر زراعي في إسنا بالأقصر، أن سعر الباذنجان البلدي انخفض إلى 3 جنيهات، وحاليًا لا يوجد جدوى من حصاده، حيث تم تحويله كعلف للماشية، وقمنا بإفساح المجال لرعاة الأغنام في الأرض.
وأوضح سليم أن أهم سبب لانهيار سعر الباذنجان البلدي هو سعر البطاطس المتدني حاليًا، وهما سلعتان متنافستان علي المائدة؛ حيث تغني أحدهما عن الاخري، ولن يرتفع سعر الباذنجان إلا في حالة ارتفاع البطاطس.
كانت أسعار عدة محاصيل قد كبدت أصحابها خسائر فادحة، مثل البطاطس قبل أسبوعين، والطماطم والباذنجان والخيار حاليا، فضلا عن البسلة والكوسة بشكل أقل.
وقال عدد من المزارعين لـ “المال” إنه يتم حاليا إلقاء الخيار البلدي على جوانب الترع، نظرا لهبوط سعره لأقل من نصف جنيه، وبالتالي يبلغ ثمن العبوة ذات وزن 20 كيلو 10 جنيهات في عدة محافظات مثل المنيا وأسيوط.
وأكد أحمد جواد مزارع من وادي النطرون أن هناك انخفاضًا غير مسبوق في سعر المنتجات الزراعية، حيث يبلغ سعر الباذنجان خمسة جنيهات للشيكارة التي تزن 20 كيلو جرام من الحقل.
وأوضح جواد أن الفلفل الرومي انهار مجددا، ويباع حاليا بسوق العبور بجنيه واحد، مقابل 4 جنيهات خلال العام الماضي، والفلفل الحامي بجنيه أيضا.
مشيرا إلى أن بعض المزارعين يتكاسل عن الجمع نتيجة انخفاض المردود من الحصاد حتى إن أجرة العمالة قد تفوق العائد من عملهم.
وطالب حسين عبد الرحمن نقيب الفلاحين بسرعة إنجاز صندوق موازنة الاسعار، الذي يقوم بتعويض المزارعين في اوقات الركود أو الكوارث الطبيعية مثل الفترة الحالية.