بعد ظهورها كأحد بين الولايات المتحدة والصين، وتحقيقها فائضا تجاريا ملفتا مع واشنطن، يبدو أن فيتنام أصبحت الهدف التالي لرسوم دونالد ترامب الجمركية.
وفي مقابلة مع “فوكس نيوز” قال الرئيس الأمريكي إن فيتنام استفادت من انتقال الكثير من الشركات إليها (كموقع تصنيع بديل للصين تفاديا للرسوم الجمركية المفروضة على بكين)، وتابع:”لكن فيتنام تفوقت علينا تجاريا ربما بشكل أسوأ من الصين .. لدينا وضع مثير للانتباه هنا”.
ومنذ 2014، يتخطى الفائض التجاري لفيتنام مع أمريكا حاجز الـ 20 مليار دولار، وقد قفز هذا الرقم إلى مستوى قياسي عند 39.5 مليار دولار خلال العام الماضي، وهو أعلى فائض لصالح هانوي منذ عام 1990 وفقا لبيانات مكتب الإحصاء الأمريكي.
أصغر بكثير من الصين لكنها “الأكثر إساءة”
وعندما سُئل ترامب عما إذا كان يعتزم فرض تعريفات جمركية على فيتنام، قال: “حسنًا.. نحن في مناقشات معها.. إنها أصغر بكثير من الصين لكنها الأكثر إساءة للجميع”.
واستفادت هانوي بالفعل من الحرب التجارية بعد زيادة قياسية في صادراتها وجذبها لكم ضخم من الاستثمارات الأجنبية في ظل تطلع الشركات إلى تقليص عملياتها في الصين.
وتمكنت فيتنام من زيادة صادراتها إلى الولايات المتحدة بنسبة 40% خلال الربع الأول من 2019، في الوقت الذي تراجعت فيه الصادرات الصينية إلى واشنطن بنسبة 14%.
وبحسب بلومبرج، فإنه في حال استمرت وتيرة التصدير على ذات النحو خلال 2019 بالكامل، فإن فيتنام ستصدر سلعا بقيمة 69 مليار دولار إلى أمريكا مقارنة بصادرات قيمتها 49 مليار دولار خلال عام 2018.
كذلك، إذا استمرت وتيرة التصدير من الدول الأخرى إلى أمريكا على ذات الوضع، فإن فيتنام ستقفز إلى المركز السابع بين أكثر الدول تصديرا إلى الولايات المتحدة خلال 2019، لتتفوق على دول كبرى مثل الهند وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا.
ملصقات “صنع في فيتنام” الوهمية
وتواجه هانوي أيضا مزاعم تقول إن المصدرين الصينيين يوجهون بضائعهم إلى فيتنام حتى تنال ملصقات وهمية تحت اسم “صنع في فيتنام” كي تتجاوز التعريفات الجمركية لدى دخولها إلى السوق الأمريكية.
وتتخذ الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا خطوات لتجنب غضب الولايات المتحدة. حيث ذكرت فى وقت سابق من هذا الشهر أنها ستفرض عقوبات مشددة لمنع عمليات تهريب البضائع الصينية وإعادة تسميتها بصورة غير قانونية على أنها صنعت في فيتنام قبل التصدير إلى الولايات المتحدة.
وفي الشهر الماضي، أضافت وزارة الخزانة الأمريكية، فيتنام، إلى قائمة الدول التي تراقبها نظرا لعمليات تلاعب محتملة في عملتها.
وانخفض المؤشر القياسي لبورصة فيتنام بنسبة 1.7 ٪، اليوم الخميس، إلى أدنى مستوى له منذ 12 فبراير، بعد تصريحات ترامب.