تجاوز سعر خروف العيد (الأضحية) فى ليبيا 1500 دينار ليبي (أكثر من 300 دولار) ليفوق قدرة الكثير من الليبيين على الشراء ، ويرجع ذلك إلى نقص السيولة النقدية التي يعانى منها الشعب حيث يتزاحم الناس في طوابير أمام المصارف للحصول على جزء من مدخراتهم ، إضافة إلى ارتفاع أسعار نقل الأغنام وأعلافها التي تتزايد باستمرار مما يحتم على مربي الأغنام تحميل هذه التكلفة الإضافية على سعر رأس الغنم.
وذكرت وكالة شينخوا الصينية أن غلاء سعر خروف العيد يرجع إلى تفشي جائحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) فى ليبيا.
ويبين ارتفاع سعر خروف العيد عدم قدرة وإقبال الليبيين على شراء أضاحي العيد الذي بدأ الثلاثاء وينتهى غدا بغالبية الدول العربية.
وعرض تاجر الأغنام الليبي محمود خير الله، نحو 100 رأس للبيع في سوق مفتوح بضاحية جنزور غربي العاصمة الليبية طرابلس.
لكنه لم يحظ بإقبال كبير لبيع رغم حلول ثالث أيام العيد بسبب الوضع لااقتصادي الحرج نوعا ما وكورونا.
ارتفاع سعر خروف العيد بسبب كورونا
ويرى خير الله أن سعر خروف العيد مرتفع لأن هذا العيد مختلف كثيرا عن سابقه بسبب المخاوف المرتبطة بوباء كورونا.
ويعتمد الاقتصاد الليبي على إيرادات البترول الذى تأثر سلبيا بالإغلاقات المتكررة لموانئ وحقول النفط خلال الأعوام الأخيرة بسبب النزاع بالبلاد.
وقال خير الله لوكالة أنباء شينخوا “أمارس هذه التجارة منذ أربعة عقود، حيث أقوم بإحضار الأغنام من مراعي شرق البلاد.”
ويعد خروف العيد القادم من مراعى شرق ليبيا الأجود سلالة والأفضل ويحظى بإقبال الليبيين ولكن الوضع اختلف كثيرا هذا العام.
وأضاف خير الله أن شراء خروف العيد ضعيف جدا على غير العادة في مثل هذا الوقت من كل عام.
وكان خير الله قبل أيام من حلول عيد الأضحى قارب على بيع معظم الأغنام ولكن لم تتجاوز المبيعات 20 خروفاً.
ولا يعرف خير الله على وجه التحديد أسباب تراجع البيع ولكن ربما الأمر مرتبط بمشكلة السيولة النقدية بين الليبيين.
ويتزاحم الناس في طوابير أمام البنوك لصرف جزء من مدخراتهم، لكن الأموال التى تصرفها البنوك لا تكفي لشراء خروف العيد.
الأضحية تتجاوز 1500 دينار ليبي
ويقول خير الله إن سعر الأعلاف يرتفع ووصل مؤخرا لحوالى 200 دينار للقنطار الواحد (100 كيلوجرام) وهو سعر مبالغ فيه.
وحاولت السلطات الليبية التخفيف من أسعار الأغنام المحلية، حيث تم توريد أكثر من 300 ألف رأس غنم من الخارج مؤخرا.
ولكن هذه الأغنام المستوردة لم تحدث تأثيرا كبيرا، نظرا لرغبة الليبيين في العادة شراء الخروف المحلي ولاسيما خروف برقة.
وقامت الحكومة الليبية بتوزيع أكثر من 50 ألف رأس غنم على الأسر محدودة الدخل بمبادرة حكومية تستهدف معظم مدن البلاد.
ويواجه الليبيون مشاكل حقيقية في شراء خروف العيد رغم أنه غير متصور ولا متوقع قبل سنوات في البلد الغني بالنفط.
وبات شراء خروف العيد صعبا بسبب الأسعارالخيالية التى ليست بمتناول الجميع رغم أن ليبيا مشهور بتصدير أغنامها البرقية للدول العربية.
وتتوفر الأغنام البرقية بجودة عالية فى المملكة العربية السعودية التى تستوردها من ليبيا لأنها تتميز بجمال الطعم والنكهة الخاصة بها.
وأغنام برقة هى سلالة ليبية الاصل سميت بهذا الاسم نسبة الى اقليم برقة موطنها الاصلى وتعتمد فى الغذاء على الاعشاب.
وبجانب الصعوبات الاقتصادية، يبدو أن تفشي وباء كورونا الأيام الماضية في ليبيا أثر سلباً على حركة بيع وشراء خروق العيد.
وأدى انتشار الوباء لإلغاء أسواق الماشية الشعبية ببعض المدن، مثل مدينة الزاوية رابع أكبر مدن البلاد وفرضت إغلاق شبه كلي.
وفرضت الحكومة الليبية إجراءات احترازية لمواجهة تفشي وباء (كوفيد-19) بعد تسجيل أعلى معدل إصابات يومي اقترب من 3 آلاف حالة.
وتضمنت هذه الإجراءات إغلاق المقاهي وصالات المناسبات الاجتماعية لمدة أسبوعين ومنع إقامة المآتم والأفراح واستخدام وسائل النقل الجماعي.
وتجاوز إجمالي الإصابات بمرض فيروس كورونا في ليبيا حوالى 227 ألف إصابة بينها 181 ألف حالة شفاء و3.3 ألف ضحية.